الحياة تدبّ في أوصال السوق المركزي من جديد
دبّت الروح في أوصال سوق أبوظبي المركزي من جديد، وعاد إلى عشاقه وأحبابه وزبائنه بعد غياب طويل، ولكن في حلّة أخرى أبهى وأجمل، ومظهر راقٍ يتناغم مع ما حققته مدينة أبوظبي من تقدم وتطور.
عادت الحياة إلى سوق أبوظبي المركزي بافتتاح مجموعة من المحال التجارية المتنوعة التي اشتملت على مطاعم ومقاهٍ ومحال لبيع الخضراوات والتحف القديمة والعطور والمكياج، في حين تشهد الأيام المقبلة افتتاح عدد آخر منها يضم علامات تجارية مهمة في بيع المصوغات الذهبية والملابس التقليدية الإماراتية وغيرها، ليتحول السوق المركزي الجديد إلى معلم سياحي بارز في العاصمة أبوظبي تجذب السياح والمقيمين على حدّ سواء.
وقد لفت السوق المركزي الجديد بحلته الجديدة من حيث تصميمه الهندسي المستمد من التراث الإماراتي وتنفيذه المعماري الفخم، حيث زينت الأخشاب الأصلية جدرانه من الجهات كافة بشكل يشبه “الأرابيسك”، لفت أنظار الزوار وحصد إعجابهم ليجعلوه وجهتهم المفضلة حالياً بدل اللجوء إلى المراكز التجارية الأخرى في المدينة.
يقول سالم الحربي، مبدياً إعجابه بالسوق المركزي الجديد: “لقد كنت من زبائن السوق المركزي القديم، والحقيقة أنني حزنت كثيراً عندما أزالوه، لكنني بعد أن رأيت التصميم الجديد بما يمثله من فخامة وأصالة معاً، شعرت بالفخر والسعادة معاً، فهذا السوق بشكله الحالي يمثل مدينة أبوظبي تمثيلاً حقيقياً بعمرانها وتطورها في الوقت الذي يحافظ فيه على أصالتها وماضيها العريق”.
من جهته، فقد أوضح أحد العاملين في السوق المركزي الجديد، أن هذا السوق سوف يعتبر وجهة سياحية تروج لمدينة أبوظبي، وتعكس حضارتها ومدنيتها، مشيراً إلى أن المحال التجارية ستواصل افتتاحها في السوق لتكتمل مع نهاية العام الجاري 2010، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن ثمة أسماء تجارية لامعة سوف تسكن السوق في الذهب والمكياج والتحف وغيره، أما في ما يتعلق بالأزياء فسوف تقتصر على بيع الملابس التقليدية الإماراتية الفاخرة، وذلك لتتناسب مع طابع السوق التقليدي الأصيل.
هذا ويمثل السوق المركزي مشروعاً متكاملاً متعدد الاستخدامات يحتل مساحة 490,000 متر مربع في قلب مدينة أبوظبي، تقاطع شارع خليفة وشارع حمدان وشارع المطار. ويجمع مشروع السوق، وهو من تصميم شركة “فوستر آند بارتنرز” المعروفة عالمياً، بين المرافق التجارية والمكتبية والسكنية والترفيهية، تعكس مزيجاً من التصاميم التقليدية والعصرية، كما يضم مواقف فسيحة تتسع لأكثر من 5,000 سيارة.
ويضم مبنى السوق المركزي الجديد، والذي افتتح الصيف الحالي، أكثر من 250 متجراً موزعة على ثلاثة طوابق تعرض مجموعة متميزة من التحف والساعات والمجوهرات التقليدية، والعطور العربية والأزياء المحلية والإكسسوارات، وغيرها التي تستهوي السياح والمقيمين.
في حين يتميز مجمع التسوق “إمبوريوم”، الذي يجاوره، بمجموعة من المحال الراقية وأشهر الماركات العالمية في مجال الموضة، ما يجعله الوجهة الرئيسة للموضة والأزياء في مدينة أبوظبي، وسيكون “امبوريوم” مقراً لعدد من الأسماء التجارية الشهيرة، ومن بينها أول فرع في الشرق الأوسط لمتجر “هاوس أوف فريزر”، إلى جانب المطاعم الراقية والعديد من وسائل الترفيه، ومنها 8 صالات للسينما.
فضلاً عن برج المكاتب الذي يقع في الناحية الجنوبية من السوق المركزي وفي قلب الحي التجاري لأبوظبي، ويتألف من 59 طابقاً، والبرج السكني الذي سيكون أطول برج في أبوظبي ويضم شققاً فاخرة تتألف من غرفة واحدة وحتى أربع غرف، ويتمتع بإطلالات رائعة، ويضم العديد من مرافق الترفيه والصالات الرياضية وبرك السباحة ومواقف السيارات الفسيحة، إلى جانب فندقين سياحيين أحدهما 4 نجوم والآخر 5 نجوم.
جدير بالذكر أن منطقة السوق المركزي في أبوظبي تحظى بأهمية خاصة في تاريخ المدينة، فمع بداية ازدهار العاصمة ونموها في مطلع العقد السادس من القرن الماضي نشأ في قلبها سوق تجاري ضخم وظلّ على مدى أربعين عاماً يمثل نقطة استقطاب السكان والسياح على حد سواء، ومركزاً تجارياً يفد إليه التجار من داخل الدولة وخارجها لقضاء احتياجاتهم من البضائع التي ترد من أنحاء الخليج كافة، لكنه لم يعد يلبي احتياجات الناس، أو يتناسب مع طابع المدينة وتطوّرها ما تطلب هدمه وإعادة إحيائه بروح عصرية جديدة.
المصدر: أبوظبي