الشارقة (الاتحاد)

في ندوة لافتة شهدها حضور «المقهى الثقافي» في معرض الشارقة للكتاب بدا واضحاً أن المرأة الناقدة هي العملة الصعبة في الحراك الثقافي الذي تشهده الساحة المحلية، حيث أكدت الناقدة الإماراتية د. زينب الياسي، والناقد والكاتب عبد الفتاح صبري حاجة الساحة الأدبية المحلية إلى ناقدات بشكل يسهم في تعزيز الإنتاج الأدبي المحلي من جهة وينسجم مع الحراك الثقافي الإماراتي عامة، وإمارة الشارقة خاصة.
وتميزت الندوة التي أدارها الإعلامي أسامة مرة بعرضها المستفيض للسرد الإماراتي، الذي قرأته الناقدة الإماراتية الدكتورة زينب الياسي، في خمسة مداخل دارت حول القصة القصيرة والرواية الإماراتية، تناول الأول مسار الرواية الإماراتية المعاصرة، والثاني جماليات المكان، والثالث البنية الموضوعية والفنية في القصة، والرابع السرد الإماراتي بين التجريب والتراكمية، أما المسار الخامس والأخير فتناول الأدب الإماراتي في ثلاثة محاور تضمنت: الشعر الفصيح، والأدب، والقصة القصيرة.
وقالت الدكتورة زينب الياسي: «على الكاتب أن يفكر بديمومة ما يكتب، ويقدم منتجاً ثرياً فيه جمالية على الرغم من أنه قد يبحث في بعض الأمور المسكوت عنها، أو يذكر نقاطاً مجتمعية سلبية، لكن ما يقدمه بعد ذلك من نتاج يرتقي بالأدب ويطرح حلولاً ناجحة للقضايا التي يبحثها من شأنه أن تتجاوز كل هذه الإشكالات المتراكمة».
وأضافت: «إن دخول الناقدات الإماراتيات معترك الساحة الأدبية الإماراتية يحتاج إلى تضافر جهود كثيرة تتناغم لبلوغ الهدف، لأن الدراسة النقدية تحتاج الوقت والجهد والهمة العالية لاجتياز المسار الذي أصبح ممهداً في ظل وجود مؤسسات ثقافية فاعلة وداعمة».
وفي مداخلة له قال الأديب عبد الفتاح صبري: «أصبحنا لا نلحق بحجم المؤلفات الأدبية المنشورة سنوياً، ومن هنا علينا أن ندعو النقاد لا سيما النساء لاعتلاء الساحة الثقافية والاطلاع على مكنون السرد ليحللنَ للمتلقي ويوجهنَ ذائقته، ويبرزنَ في ذلك قدرات نقدية إماراتية تنسجم مع مركز المرأة الثقافي المرموق في عصرنا الحالي».