رحلات التخييم تنتظر نوفمبر لتنطلق في «البر»
يعتبر التخييم في الصحارى والرحلات البرية هواية محلية بامتياز وتقليدا تراثيا يتوارثه الأبناء والآباء والأجداد في المنطقة. تخضع هذه الهواية- التقليد لضوابط والتزامات يأخذ بها ممارسوها لتجنب المخاطر. فكل رحلة أو مخيم بحاجة إلى وعي وثقافة في تطبيق لوائح وأنظمة السلامة وكيفية اتخاذ الإجراءات اللازمة والاحتياطات المهمة. وبلقائنا كوكبة من هواة التخييم وأصحاب متاجر بيع مستلزمات ورحلات الصيد؛ نتعرف إلى أهم مرتكزاتها وأساسياتها ومتطلباته، ونقف على أهم الأدوات المفترض توفرها لاتمام الرحلة.. فضلاً عن مجموعة نصائح وإرشادات من أحد خبراء الرحلات تقي الهواة من الوقوع في عثرات ومطبات تلغي بهجة السفر ومتعة الرحلة.
تنطلق بعد أيام في مطلع نوفمبر رحلات برية تقصد الصحارى المنتشرة في الدولة وغيرها. بقصد التخييم والتمتع بذهب الرمال ووسع الصحارى، أو بقصد الصيد أو القنص. خاصة مع تحسن الجو وانحسار حرارة ورطوبة الطقس.
يقوم بهذه الرحلات هواة وكذلك محترفون شغوفون بهذه الهواية الأصيلة المتصلة بتراث الدولة، ممن اكتسبوا خبرة في كيفية إتمام رحلة سعيدة وموفقة، مصطحبين معهم الخيام وكافة المستلزمات والأدوات اللازمة للتخييم.
مرتكزات التخييم
يرتكز التخييم على ثلاث مراحل (قبل التخييم، وأثناؤه، وبعده). فبداية علينا اختيار المكان المناسب والآمن للتخييم، بحيث تكون الأرض مستوية، وتتوفر فيها أشجار وظلال، وتقع قرب مصدر مائي، وأن لا تكون بعيدة كثيراً عن الطريق. وحول مرحلتي التخييم وما بعده يقول سعيد القمزي- هاوي رحلات وصقّار شهير: «ينبغي للرحالة مراعاة وضعية المخيم
ومراقبته من جميع الاتجاهات ثم نقوم بتسوير بسيط للمكان وننصب الخيم (ينبغي نصبها عكس اتجاه الرياح)، ثم تتوزع المهام على أفراد الرحلة. ويتم حفر حفرة للنفايات بعيدة نوعاً ما عن المخيم لكي لا تجلب الحشرات الضارة».
يسترسل القمزي معتمداً في معلوماته على تجربته الثرية في الرحلات البرية وحماية البيئة: «في مرحلة ما بعد المخيم أو الرحلة لابد من تنظيف المكان جيداً، وإطفاء النار وعدم ترك الفحم أو الحطب مشتعلاً لمنع حدوث حريق أو تلوث البيئة، وردم حفر النفيات أو إخراجها لرميها في حاويات القمامة، ثم طي الخيم والحقائب، وتفقد جميع الأدوات والأغراض، ومن الأفضل أن تكون جميعها مكتوبة في دفتر ملاحظات».
نصائح وإرشادات
يفترض أن لا تنصب الخيام في وسط الوادي تحسباً لنزول الأمطار، وأن تكون بعيدة عن الفتحات أو الثقوب والجحور الأرضية كونها مداخل إلى مساكن الثعابين والقوارض والعقارب. هذا ما يقوله بدر شويهل الظاهري- هاوي رحلات برية، ويضيف: «لابد من الحرص على النظافة داخل الخيام وفي المخيم ذاته باستمرار ووضع بقايا الأطعمة داخل أكياس مغلقة، والتنبه إلى وضع قارورة الغاز خارج الخيمة وإغلاقها بعيد استعمالها في كل مرة. واليقظة أثناء إشعال النار داخل الخيام من الشرارات المتصاعدة اثناء اشتعال الفحم قد تندفع إلى قماش الخيمة وتتسبب بالحريق، مع الحرص على إخمادها قبل النوم لئلا تؤدي إلى الاختناق».
يضيف الظاهري: «يجب توفر قارورة لإطفاء الحرائق داخل المخيم مع إجادة استخدامها والتأكد من كونها معبأة. والأهم يجب وجود شخص من المجموعة أو العائلة (رجل أو امرأة) لديه إلمام وفهم بالإسعافات الأولية، وحاملاً مجموعة أدوية للاستخدام المؤقت، ومن بينها أدوية للصداع والحساسية والتسمم. مع مراعاة عدم ذبح المواشي في المخيمات قرب المساحات الخضراء أو الرمال، بل بعيداً عن المخيم كي لا تكون مصدراً لجلب الذباب والحشرات. وفي حالة صيد وتناول الطيور البرية يجب التأكد من كونها غير جارحة وعدم أكل حوصلتها أو كبدها خشية أن تكون تناولت حشرات قاتلة أو أعشاب سامة».
أدوات ضرورية
يقول حميد الهاملي- مالك متجر لوازم المقناص والصيد والرحلات البرية: «قبل تأمين مستلزمات الخيمة ومجموعة الحقائب التي تلازمها لوضع كافة أعراض الرحلة، يجب التأكد من وضع سيارة الدفع الرباعي وتأمين كافة مستلزماتها مثل (عدة كاملة، مفتاح احتياط، إطارات، عيار هواء، كشاف، حبل قوي للسحب، محول كهرباء من البطارية، خرائط خاصة بالرحلات البرية، وعاء بنزين احتياطي».
أما عن احتياجات الرحالة خلال الرحلة، يقول الهاملي: «جلب الخيمة الجاهزة للتركيب الفوري، وأوتاد وأشرعة إضافية وحبال. وفرشة مع مراكٍ ووسائد وأغطية وستارة، وموتور كهرباء مع الأسلاك واللمبات. ويفترض أن تكون الخيمة مزودة بحقيبة طبية تحتوي على لوازم الإسعاف والأدوية المسكنة التي تؤخذ بدون استشارة طبية. فضلاً عن «طفاية حريق».
في حين يقول شبيب العجمي- مدير متجر لوازم الرحلات: «تتطلب الرحلة البرية سواء للصيد أو القنص أو مجرد التخييم توفر مستلزمات لسيارة الرحلة والرحالة وأولها خيمة المبيت ومستلزماتها، وحقيبة الظهر والأدوات الشخصية، وحقيبة الطعام بكافة أدواتها من عدة الطبخ كالقدور والمقلاة والملاسة والصحون والملاعق والسكاكين. ويفضل أن تكون مزودة ببطانة ذاتية وبلوائح بلاستيكية لحمايتها من عوامل الطبيعة كالدخان والرمال والغبار». يسترسل العجمي مضيفاً: «تضم حقيبة الظهر مجموعة من الأدوات البسيطة والشخصية، كبطاقة تعريف وكشاف وهاتف ومطرة للماء «زمزمية» ومشط بمرآة، وعلبة كبريت، وعدة خياطة يدوية بسيطة، وصابونة مع منشفة صغيرة، وسترة خفيفة وقبعة أو شماغ».
فتيات وسيدات
في الأعوام الأخيرة ازداد إقبال السيدات والفتيات على المشاركة في رحلات التخييم العائلية بعد أن كانت رحلات التخييم تقتصر في معظمها على الرجال والشبان. وتحولت تلك المشاركة إلى هواية حب السفر ورحلات التخييم العائلي في مجموعة من المناطق الآمنة.
تقول شّمة المزروعي- جامعية من هواة السفر: «يتطلب من الرحالات توفر الحقيبة النسائية الصغيرة الخاصة بالأدوات الشخصية التي تضم (مشط، مرآة، ربطات شعر، كشاف، بطاريات، بيجاما، تي شيرت، بنطال جينز..) وأخرى خاصة فقط بمجاميع دلال القهوة والفناجيل لخيمة المجلس النسائي. فحقائب «الرحلة البرية» ليست كباقي حقائب المسافرين، بل هي دائماً ذات تصميم مغاير ومجهزة بشكل كامل بأدوات خاصة بالمسافرات في رحلات التخييم مع عائلاتهن. أي خيام يتوفر فيها كل ما يمكن أن يستفاد منه في الخيمة أو خلال الرحلة، إضافة لخيمة «الحمّام» التي تحتوي على مرحاض مرفق به مضخة مائية».
من جهتها تقول ميثا السويدي- ربة منزل: «نصطحب في الرحلة حقيبة تخييم أساسية للمأكولات «عزبة» تحتوي مجموعة مستلزمات وتكون مجهزة بشكل كامل بأدوات الطهي وصنع الشاي والقهوة وخلافه. ويمكن أن تنفتح الحقيبة كغرفة بمساحة مترx متر تنتقل من مكان لآخر وتتيح بعض الخصوصية».
أسعار
تتراوح أسعار الخيم بين 400 و900 درهم. أما الحقيبة الكبيرة الأساسية التي تحتوي على مستلزمات الخيمة فأسعارها تتراوح بين 350 و 500 درهم. وسعر حقائب الظهر تتراوح بين 100-200 درهم. أما خيمة الحمام التي تحتوي على مرحاض. فتتراوح قيمتها بين 200 و 400 درهم، وهناك مضخة مرفقة بها. ويبلغ ثمن حقيبة الطهي «العزبة» بكامل محتوياتها نحو 1300- 1400 درهم. بحيث يبلغ سعر مجموعة الحقائب والخيمة ما بين 2000 و 3000 درهم. فيما يتوفر منها عدة ألوان أبرزها: ذهبي ورملي وأسود وأخضر عسكري تتناسب جميعها مع ألوان الطبيعة. ومعظمها محلية الصنع وتتناسب مع متطلبات الرحلات، باستثناء الخيام فهي مستوردة.
مستلزمات
? تتعدد مستلزمات التخييم والرحلة البرية، ففيما يخص الضيافة، يحتاج الرحالة إلى: دلة قهوة وملقمة وأباريق شاي وتفويح وحليب، والواقي من الحرارة وكبريت، ومحماس ونجر، وبرميل غاز، وترامس شاي وقهوة، بيالات وفناجين وملاعق) قهوة وسكر وشاي وهيل وزعفران ومسمار وزنجبيل وحليب وتمر.
? أدوات الطبخ التي يجب توفرها في حقيبة الرحلة: قدور متعددة الأحجام، صحون ومقلاة وملاسة وسكاكين وملاعق ومفتاح علب ومعجون لغسيل الصحون وأسفنجة وليفة، مناديل ورق وسفرة وقصدير وأكياس نفايات.
? مواد الطبخ: رز، طحين، مكرونة، زيت، سمن، ملح، بهارات، طماطم طازجة وعلب، ليمون، معلبات خضار، خبز وماء.
المصدر: أبوظبي