خليل صويلح يسرد سيرة طفولة مبكرة في الحسكة السورية
صدر مؤخراً للروائي السوري خليل صويلح رواية بعنوان “سيأتيك الغزال” وتقع في مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط.
تتضمن الرواية الصادرة عن دار رفوف للنشر في دمشق، اقتطاعات متواصلة من طفولة مبكرة للشخصية الرئيسية في منطقة الحسكة السورية القريبة من العراق والمعروفة بطابعها البدوي الذي يواجه صعوبات الحياة بما يمكن أن تمنحه الطبيعة المحيطة في حالات فيضها النهري أو عند الجفاف، حيث الكتابة هنا أقرب إلى سيرة الطفولة والشقاء العادي الذي كان يحياه الناس هناك حتى سبعينيات القرن العشرين التي شهدت نزوحاً من قبل أهل المنطقة باتجاه المدن الكبرى.
وتبعاً للنص الروائي والتدفقات السلسة للذكريات، فإن ريف الحسكة ذاته يظل بدوياً في عاداته وتقاليده مثلما في الحكايا التي تُروى للأطفال في ليالي الشتاء الطويلة فتخرج من أفواه الجدّات لتشكل ذاكرة الراوي الذي رغم أنه قد أصبح دمشقياً إلا أنه لا يزال متأثراً بماض يلِّح على ذاكرته ويثقلها وأنه ما يغادره بعد مرور أكثر من أربعين سنة، فيشعر أن طفولته العزلاء لا تزال دونه تركض بين الرمال اللاهبة مبتعدة عنه، آخذة معها الحكايا والأفراح الصغيرة التي تصلح للتذكّر أكثر مما تصلح للعيش.
ومن أجواء الرواية التالي: “جدّتي فضة الجاسم كانت تروي وحدتي بماء الحكايات. الأفعى وحدها كانت تطاردني في مناماتي، فأستيقظ ليلا وقد أرهقني الفزع والعطش، أوقظ جدتي بصعوبة في نداءات متكررة، وأقول لها: “أريد ماء”. تجيبني من قلب النعاس: “نَم .. نم، سيأتي الغزال، حاملا قربة ماء ويرويك”. أنظر إلى باب الغرفة المغلق ثم إلى النافذة المشقوقة قليلا، اتوقع أن يأتي الغزال من النافذة بقفزة واحدة ثم يتوقف فوق رأسي راخياً فتحة القربة ليروي عطشي. أنتظره.. أنتظره.. أنتظره، إلى أن يأخذني النوم مجددا في أحلام غامضة. أستيقظ في الصباح وقد فارقني العطش تماما. أفكّر بجدية وأنا في الطريق إلى المدرسة: هل أتى الغزال حقاً”.
وكان قد صدر لخليل صويلح عدداً من الروايات منها: “عين الذئب” و”دع عنك لومي” و”زهور وسارة وناريمان” ورواية “ورّاق الحب” التي فازت بجائزة نجيب محفوظ في قسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة في إحدى دوراتها وتمت ترجمتها إلى الإنجليزية.
ومؤخراً فاز صويلح، مدير تحرير القسم الثقافي بجريدة تشرين السورية، بجائزة دبي للصحافة والإعلام لهذا العام في حقل الصحافة الثقافية عن مقالة تناولت الشاعر السوري محمد الماغوط في ذكرى رحيله الرابعة ونشرت في الملحق الثقافي نصف الشهري: فضاءات.
المصدر: الشارقة