ناصر الجابري (أبوظبي)

أكدت وكالة الإمارات للفضاء، أنها تعمل على تطوير لائحة تخفيف الحطام الفضائي والتي تضم المبادئ التشغيلية والممارسات التي تحث المشغلين على اتباعها بغية تعزيز مراعاة أنشطتهم لتخفيف الحطام الفضائي والحد من انتشاره، مشيرة إلى أنها بصدد إصدارها بعد الأخذ بالاعتبار آراء المشغلين والجهات العاملة في القطاع.
وأوضحت الوكالة أن اللائحة يجري تطويرها بناء على التوجيهات الدولية في هذا الإطار، وأخذت بعين الاعتبار أفضل الممارسات الدولية، إلى جانب آراء الخبراء والمتخصصين ومختلف الجهات المعنية ذات الصلة، حيث سيجري تنظيم مجموعة من ورش العمل للتعريف ببنود اللائحة وتوجيهاتها والتي تجمع الأطراف المعنية، بالتعاون مع المُشغلين الذين سيكون عليهم مشاركة تفاصيل عملياتهم من حيث التحديات، ومن ثم مناقشة التوصيات الصادرة عن هذه الورش للوصول إلى أفضل آليات تنفيذ هذه اللوائح وتطويرها مع الوقت.
وأشارت الوكالة إلى أن اللائحة تتواءم مع أهداف وأحكام مشروع القانون الاتحادي في شأن تنظيم قطاع الفضاء الذي وافق عليه مجلس الوزراء والمجلس الوطني الاتحادي مؤخراً ويمر بمراحل الإصدار النهائية، حيث تتضمن أحكامه قواعد للتعامل مع الحطام الفضائي وإدارة المخاطر الفضائية عموماً، وسيكون فور صدوره الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية والإسلامية، متميزاً بأحكامه المواكبة للتطورات في القطاع والهادفة إلى خلق بيئة تشريعية وتنظيمية جاذبة للقطاع الفضائي وتراعي الاستدامة والاستقرار في الأنشطة الفضائية.
وقال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: «تلعب دولة الإمارات دوراً كبيراً ضمن محور الحطام الفضائي، سواء من حيث تعزيز أواصر التعاون مع الأطراف المعنية الدولي للاستجابة لهذه المشكلة، أو من خلال دعم مشاريع الأبحاث العلمية التي تستهدف إيجاد آليات فعالية ومجدية لمواجهتها، أو عبر وضع السياسات والتشريعات والتوجيهات لمساعدة الجهات على تنوعها لضمان مراعاة أنشطتها للحطام الفضائي والحد من أثارها بشكل كبير، إلى جانب رفع مستوى الوعي بهذا الموضوع».
وأشار إلى أن دولة الإمارات تتمتع بقدرات في مجال رصد الحطام الفضائي ومراقبته عند الدخول إلى الغلاف الجوي للأرض، والتي كان آخرها رصد سقوط مختبر «تيانجونج» الفضائي الصيني إلى الأرض العام الماضي بالتعاون مع مركز الفلك الدولي في أبوظبي، إلى جانب رصد دخول جسم من الفضاء الخارجي إلى الغلاف الجوي الأرضي خلال العام 2015 في إطار حملة مشتركة بالتعاون مع علماء من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية وعلماء من عدد من المراصد العالمية، والذي يرجح أنه قطعة من النفايات الفضائية الاصطناعية تعود لصاروخ روسي قديم.
ومن جانبه، أوضح المهندس ناصر أحمد الراشدي، مدير إدارة السياسات والتشريعات الفضائية في الوكالة، أنه منذ إطلاق القمر الروسي سبوتنيك أول مركبة فضائية في عام 1957 إلى يناير 2019 شهد العالم قرابة 5450 عملية إطلاق ناجحة تولد عنها إرسال قرابة الـ 9000 قمر صناعي إلى مدارات الفضاء الخارجي للأرض منها فقط 1950 قمراً صناعياً ما زال يعمل أي ما يعادل 21% من مجموع ما تم إرساله، وذلك بحسب أحدث الإحصائيات لوكالات الفضاء العالمية.
وأشار إلى أنه تمخض عن تلك المهمات الكثير من بقايا ومخلفات الأقمار ومركبات الإطلاق تعرف بما يسمى «الحطام الفضائي» التي قد تشكل في حال تفاقمها خطراً على الأقمار والمركبات والمهمات الفضائية خصوصاً مع سرعتها العالية التي تقدر بـ 28 ألف كم/‏‏ساعة، لذا تستثمر وكالات الفضاء العالمية المرموقة في قدرات رصد الأقمار والمركبات الفضائية والحطام الفضائي، حيث تم من خلالها رصد وتسجيل ما يقارب 22 ألف حطام فضائي، 70% منها في المدارات القريبة من الغلاف الجوي للأرض على ارتفاع دون 2000 كم عن سطح الأرض.
وأوضح أنه توجد جهود حالية على المستوى الدولي تتمثل في الأمم المتحدة والمنظمات الفرعية المعنية بالقطاع الفضائية للتخفيف من آثار الحطام الفضائي، إذ توجد قرارات دولية بهذا الشأن، كما جرى مؤخراً مناقشة المبادئ التوجيهية التي وضعتها الأمم المتحدة ذات الصلة باستقرار بيئة الفضاء بمشاركة فاعلة من دولة الإمارات ممثلة بوكالة الإمارات للفضاء والتي سعت إلى الوصول آلية توازن بين تخفيف الحطام الفضائي والحد من انتشاره إلى جانب عدم وضع أي أعباء أو قيود غير مبررة على المُشغلين لا يمكن تحقيقها أو تنفيذها مع الحفاظ على سلامة بيئة الفضاء.