واشنطن (وكالات)
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين مصر) يمكنها الصبر على مقاطعة قطر، 10 أو 15 سنة، في حال عدم استجابة نظامها لمطالب وقف دعم الإرهاب والتدخل في شوؤن دول الجوار. وقال في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية الأميركي في واشنطن «علاقاتنا مجمدة مع قطر حتى تغير سلوكها، ونأمل أن تتغير»، وقال مشيراً إلى موقف الولايات المتحدة من كوبا «كم صبرتم عليهم؟..نحن صبورون ويمكننا فعل المثل مع قطر، لا مشكلة، سيكون جيداً منهم إذا اعترفوا بأن لديهم مشكلة ويستطيعون حلها».
وقال الجبير «إن مشكلة القطريين أنهم في حالة نكران، ونريد أن ننقلهم من حالة النكران إلى الاعتراف لإنهاء المشكلة». مشدداً على أنه لا توجد عدائية تجاه قطر، ولكن هناك تصرفات خاطئة من جانبها تشكل خطراً على المواطنين والأمن، ولهذا تم اتخاذ الإجراءات ضدها». وأضاف رداً على سؤال «إنه ليس توتر علاقات، نحن لا نريد أن يكون لنا أي تعامل معهم.. قطر دفعت فدى للجماعات الإرهابية، وكانت تحاول زعزعة أمن المملكة العربية السعودية».
وأوضح الجبير: «منذ منتصف التسعينيات تدعم قطر الإرهابيين والمتطرفين، فتحت أراضيها لاستقبالهم وإيوائهم واستقبال قادة زعماء الإخوان الإرهابية، وهو ما أدى إلى ظهور القاعدة والنصرة والتكفير والهجرة وعدد من الحركات الإرهابية المتطرفة الأخرى». ولفت إلى أن القطريين سمحوا للمتطرفين أن يظهروا على شاشاتهم وإعلامهم ليبرروا العمليات الانتحارية الإرهابية.. وهذا شيء غير مقبول». وأضاف «أن أحد زعماء القاعدة دخل المملكة بجواز سفر قطري. والقطريون يعلمون ذلك، والأميركيون يعلمون ذلك.. العالم كله يعرف ذلك. كما دعمت قطر جماعات في دول الخليج لتسبب مشاكل لحكومات هذه الدول وتزعزع استقرار المنطقة.. لماذا يفعلون ذلك؟!».
وأشار الجبير إلى دفع قطر فديات للجماعات الإرهابية من بينها 500 مليون دولار لكتائب «حزب الله» في العراق و60 مليون دولار لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. ولفت إلى الدور القطري في ليبيا حيث استخدمت الدوحة وسائل إعلامها لنشر الكراهية وأرسلت أسلحة لميليشيات القاعدة هناك. كما تحدث عن المؤامرة القطرية مع النظام الليبي السابق ضد السعودية، قائلاً إن أمير قطر السابق حمد بن خليفة كان يتفق مع القذافي على كيفية القضاء على المملكة وإنهاء العائلة المالكة خلال 10 سنوات، وهذا غير مقبول».
وحول اليمن، قال الجبير، إن ميليشيات الحوثي الانقلابية قامت بعرقلة وصول منظمة الصحة العالمية للمناطق المحتاجة. وأضاف أن الحوثيين عقدوا 17 اتفاقا، ولم ينفذوا واحداً منها على الإطلاق، مؤكداً أن سيطرتهم الآن تقلصت إلى 20%. وقال «لن نمنح اليمن للإيرانيين ولن نسمح لحزب الله بالسيطرة عليها، ونأمل بأن يسهم الضغط العسكري على الحوثيين بدفعهم للحوار». وأكد تقديم الدعم الكامل للجهود الأممية والعملية السياسية لحل الأزمة اليمنية، رغم تعنت ميليشيات الحوثي.
وأضاف في حوار مع شبكة «سي أن أن» «حرب اليمن هي حرب لم نردها ولم نختارها بل هي حرب فرضت علينا..رعينا حوارا وطنياً يشمل اليمنيين من كافة الطوائف للدخول في مرحلة انتقالية بعد الرئيس علي عبدالله صالح.. بعدها وجه الحوثيون ضربتهم وانتقلوا من صعدة إلى عمران وسيطروا على صنعاء في انقلاب وأعلنوا أنهم المسؤولون عن اليمن، الرئيس اليمني سجن وتمكن من الفرار إلى عدن.. لا يمكن أن نسمح لميليشيات متطرفة موالية لإيران وحزب الله وبحوزتها صواريخ باليستية وسلاح الجو بالسيطرة على دولة ذات أهمية استراتيجية للعالم وهي دولة جارة لنا واستجبنا بطلب شرعي ضد انقلاب الحوثيين». وتناول الجبير الشأن السوري، قائلاً إن الوضع مأساوي، ولا يمكن إعادة إعمار سوريا دون التوصل لحل سياسي. وشن هجوما حاداً على إيران متهماً إياها بالسماح لتنظيم «داعش» بالاستيلاء على أراض واسعة في سوريا، وقال «الإيرانيون لا يحاربون الإرهاب، بل إنهم أكبر ممول للإرهاب في العالم، سواء كان حزب الله في لبنان أو الحوثيون في اليمن وحتى تنظيم القاعدة». مشيراً إلى أن إيران هي من سمح لـ»داعش» بالازدهار في سوريا بعدم مهاجمته وبالإيعاز لـ«فيلق القدس» (التابع للحرس الثوري الإيراني) بمحاربة المعارضة المعتدلة». وتابع أن إيران وفّرت لـ«داعش» فرصة للمناورة في سوريا، محملا إياها المسؤولية عن السماح لحكومة دمشق وأطراف أخرى بالاتجار بالنفط مع التنظيم.
وشدد وزير الخارجية السعودي على أن إيران تتحمل المسؤولية عن قتل دبلوماسيين، وخاصة في أوروبا، ومهاجمة سفارات وتفجير حافلات ومعابد يهودية، مضيفاً: «لذا فإن مشاركة إيران في مكافحة الإرهاب تبدو أمراً غريباً». وقال في معرض تعليقه على اتهام طهران للرياض بالوقوف وراء الهجوم المسلح الذي استهدف عرضاً عسكرياً في مدينة الأحواز السبت الماضي، إن هذه التهمة «سخيفة ومضحكة»، مشيراً إلى أن الحكومة الإيرانية، كلما واجهتها مشاكل داخلية، اتهمت أطرافاً خارجية بالمسؤولية عنها.
ووصف الجبير القرار الأميركي الخاص بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة بـ«القرار الخاطئ»، مؤكداً الرفض العربي التام للقرار. ونفى أن تكون للمملكة أي علاقات مع إسرائيل، مشدداً على أهمية دعم التسوية السياسية للقضية الفلسطينية عن طريق الدولتين على حدود 67. وقال إنه في حال التخلي عن دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فإن العنف سيزداد. وجدد الجبير رفض بلاده تدخل كندا بالشؤون الداخلية للمملكة، في مطالبتها بإطلاق سراح نشطاء أوقفوا بقضايا أمن دولة، وقال: «الأمر مشين للغاية من وجهة نظرنا بأن دولة تجلس هناك وتعطينا محاضرة وتقدم طلبات نحن نطالب بالإطلاق الفوري!..حقا!!..حسنا نحن نطالب أيضاً بالاستقلال الفوري لكيبيك!..نحن نطالب فوراً بمنح حقوق مساوية للكنديين من أصول هندية..كيف تتحدثون؟ يمكنكم انتقادنا حول حقوق الإنسان ويمكنكم انتقادنا حول حقوق المرأة، أميركا تفعل ذلك..البرلمان البريطاني يفعل ذلك والدول الأوروبية أيضاً، هذا حقكم، نعم يمكننا الجلوس والتحدث حول ذلك، ولكن نطالب بإطلاق السراح الفوري!..لسنا جمهورية موز؟..أصلحوا الأمر إذا، فأنتم مدينون لنا باعتذار، يمكنكم التحدث معنا حول حقوق الإنسان في أي وقت تريدون ويسرنا أن نجري هذا الحوار ونقوم به مع كل حلفائنا ولكن محاضرتنا؟ مستحيل، لن يحدث ذلك..لا نريد أن نكون كرة قدم سياسية في السياسة الداخلية بكندا، هذا ما أصبحنا فيه، اعثروا على كرة أخرى للعب فيها ليس السعودية، والحل سهل جدا، اعتذروا، قولوا أنكم أخطأتم».