عمرو عبيد (القاهرة)

شهد ختام الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا، الكثير من المشاهد الغريبة والمثيرة، أبرزها إعلان تأهل 3 فرق رسمياً إلى دور الـ 16، من دون الانتظار إلى نتائج الجولتين القادمتين، حيث حقق الثنائي، باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ، العلامة الكاملة، بعد الفوز في 4 مباريات متتالية خلال مرحلة المجموعات، ليحصد كلاهما 12 نقطة، منحتهما صدارة المجموعتين الأولى والثانية، على الترتيب، بينما تأهل اليوفي عن المجموعة الرابعة، بعدما حصل على النقطة العاشرة، من 3 انتصارات وتعادل واحد، ولا يمكن أن يلحق به فريقا القاع في تلك المجموعة، لوكوموتيف موسكو وباير ليفركوزن، وبالتالي ضمن البيانكونيري التأهل، في حين يبتعد أتلتيكو مدريد عنه بفارق 3 نقاط، ونجح الثلاثي المتأهل في تحقيق إنجاز، غاب عن «تشامبيونزليج» منذ ما يزيد قليلاً على 10 سنوات، حيث لم ينجح أي فريق منذ موسم 2008/‏‏‏‏2009، في التأهل من دوري المجموعات، قبل جولتين أو أكثر قبل نهايته.
بداية المشاهد كانت بحرمان رونالدو، عبر زميله آرون رامسي، من تسجيل هدف تاريخي، عندما أسكن الويلزي الكرة الشباك الروسية على خط المرمى، بعد تسديدة من ركلة حرة مباشرة نفذها صاروخ ماديرا، واحتسب الهدف رسمياً لصالح رامسي، ليكون الأول له مع البيانكونيري في «تشامبيونزليج»، وهو الهدف رقم 300 في مسيرة يوفنتوس في البطولة القارية، ليكون أول فريق إيطالي يبلغ هذا الرصيد التهديفي، لكن موقع صحيفة لاجازيتا ديللو سبورت الشهيرة، قال إن الرقم القياسي مازال بعيداً للغاية عن أيدي اليوفي، حيث يحتل الفريق المرتبة الخامسة، بـ 301 هدف، بعد الهدف المتأخر القاتل الذي أحرزه البديل دوجلاس كوستا، ليأتي اليوفي خلف مانشستر يونايتد، بايرن ميونيخ، برشلونه، وريال مدريد صاحب الـ 560 هدفاً.
وأعاد رامسي ذكرى سيئة لرونالدو، عندما حرمه مواطنه ناني من تسجيل هدف رائع في شباك المنتخب الإسباني، خلال مباراة ودية جمعت السليساو والماتادور في عام 2010، وبعد مراوغة رائعة من الدون وتسديدة فوق رأس كاسياس، ذهبت في طريقها نحو الشباك، لكن ناني المتسلل تدخل برأسه، وأفسد اللعبة، ليثور رونالدو بشدة وقتها، وهو ما دفع زميله في المنتخب للاعتذار بعدها، وأمام لوكوموتيف، غادر الدون الملعب في تبديل قبل النهاية بـ 9 دقائق، وكان الفريقان متعادلين، وبدا الغضب واضحاً على ملامح رونالدو، الذي لم يترك أي مباراة بدأها في دوري الأبطال خلال آخر 3 مواسم متتالية، بل إنه لم يتعرض للتغيير سوى 21 مرة فقط، من إجمالي 166 مباراة له في البطولة طوال مسيرته!
ثاني المشاهد يتمثل في إيمان الكثيرين من عشاق الكرة العالمية أن الحظ يساند بقوة ليفربول في الفترة الحالية، وذلك بنفس القدر الذي يعاند نفس الحظ البلومون، الذي يواجه سوء توفيق غير عادي في الموسم الحالي، فكثير من المباريات تشهد عشرات المحاولات والهجمات من قبل كتيبة بيب، لكن النتائج والأهداف لا تأتي في صالح العملاق الإنجليزي، وأمام أتلانتا، في عقر داره، تقدّم السماوي مبكراً بهدف ستيرلنج بعد 7 دقائق فقط، لكن إصابة مفاجئة أبعدت إديرسون عن المباراة في الشوط الثاني، ثم أهدر جيسوس ركلة جزاء، كانت تكفي لمنح السيتيزن علامة كاملة وتأهل مستحق أيضاً إلى الدوري التالي، قبل أن يؤكد الحظ عناده، بتعرض الحارس البديل، برافو، إلى الطرد قبل نهاية اللقاء بـ 9 دقائق، ليكون أول حارس بديل في تاريخ دوري الأبطال يحصل على بطاقة حمراء، ومن ثمّ، أصبح كايل والكر هو الآخر، أول لاعب يحرس المرمى في البطولة القارية.
وتجاوز بايرن ميونيخ كبوته المحلية وتأثير إقالة كوفاتش سريعاً، بعدما نجح المدرب المؤقت، هانز فليك، في قيادة البافاري إلى التأهل المبكر، بعد 3 أيام فقط من توليه تلك المهمة، ويشير تاريخ العملاق الألماني إلى أن 5 مدربين تولّوا قيادته الفنية بصورة مؤقته عبر التاريخ، وفليك هو سادسهم، ويأتي على رأسهم، الأسطورة، فرانز بيكنباور، وأندرياس يونكر ويوب هاينكس، كما تولى مدربان آخران المهمة المؤقتة، من دون ترك بصمة واضحة، وهما ويلي سانيول لمدة 9 أيام، كما قضى رينارد سافتج 44 يوماً في عام 1983.
ويأتي ذلك في وقت أحرز فيه الكرواتي، إيفان بيريسيتش، هدفاً بعد 33 ثانية فقط من مشاركته كبديل في مباراة أوليمبياكوس، وهو الأسرع للاعب بديل منذ عامين، بعد هدف فاليري جيرماين، الذي أحرزه لصالح موناكو في شباك بروسيا دورتموند، بعد 23 ثانية فقط من دخوله كبديل.
وبالتأكيد، استحقت سداسية الملكي أن تكون الأبرز أيضاً في هذه الليلة المميزة، لأنها جاءت بعد 715 يوماً، من تحقيق نتيجة مماثلة في عام 2017، والطريف أنها جاءت في نوفمبر أيضاً، في مواجهة أبويل نيقوسيا القبرصي، في دوري المجموعات آنذاك، ومازال الفوز العريض، الذي حققه الميرنجي على حساب مالمو السويدي، بثمانية أهداف في عام 2015، هو الأكبر على الإطلاق، كما حقق كريم بنزيمة بعض الأرقام القياسية، بثنائيته، حيث عادل رقم ليو ميسي، بالتسجيل في 15 موسماً متتالياً بدوري الأبطال، والأهم هو تجاوزه لرقم الأسطورة، دي ستيفانو، بعد تسجيل الفرنسي 50 هدفاً في دوري الأبطال، بفارق هدف عن الأرجنتيني.