رضا سليم (دبي)

لعبة الأذكياء إلى أين؟ سؤال ينتظر عشاق الشطرنج الإجابة عليه خلال الأيام المقبلة، فما بين ليلة وضحاها تحولت لعبة البطولات والإنجازات التي اعتلت منصات التتويج في البطولات العالمية والقارية والعربية، ولديها عدد كبير من الأساتذة، إلى لعبة المشاكل بعد استقالة 4 أعضاء من الاتحاد، ويتحول الاتحاد الذي حقق 47 ميدالية ملونة في مختلف البطولات الخارجية في الموسم الماضي إلى دائرة الاتهامات، فلم يتبق سوى الرئيس والأمين العام وعضو واحد فقط.
تحولت أزمة الاستقالات إلى ملعب الأندية بعد الندوة التي استضافها نادي دبي للشطرنج مساء أمس الأول، ودعا لها جميع الأندية الشطرنجية، للبحث عن حلول تنقذ اللعبة من دوامة المشاكل في ظل إقامة بطولات في الوقت الحالي، منها بطولة الدوري، ويتبقى في الموسم الذي ينتهي الشهر المقبل كأس صاحب السمو رئيس الدولة، ومناقشة أوضاع اللعبة الحالية والمستقبلية.
حضر الندوة ممثلو 7 أندية هم الشيخ سعود بن عبدالعزيز المعلا رئيس الاتحاد العربي رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة الثقافي للشطرنج، وحسين خوري رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للشطرنج، وموسى ربيع من نادي عجمان للشطرنج، ومنى الهرمودي من نادي العين للشطرنج، وأمينة الجسمي من نادي الشطرنج والثقافة للفتيات بالشارقة، وعائشة الحوسني من نادي دبي لأصحاب الهمم، بالإضافة إلى إبراهيم البناي رئيس مجلس إدارة نادي دبي للشطرنج مستضيف الجلسة.
وطرحت الندوة التي أدارها سعيد يوسف شكري عضو مجلس إدارة نادي دبي للشطرنج 3 محاور للنقاش، في مقدمتها رأي الأندية في استقالة 5 من أعضاء الاتحاد، والثاني حول موضوع الخلاف في محضر الجمعية العمومية للاتحاد باعتماد أندية كعضو عامل، وتأثير ذلك على مجريات الجمعية العمومية القادمة عن عام 2019، ومحور حر لكل نادٍ لعرض رأيه في عدم انتظام برنامج النشاط وتغيير مواعيد البطولات، والتجاوزات في تطبيق اللائحة الفنية وعدم تطبيقها وتأثير ذلك على الأندية.
وأكدت الندوة في بدايتها أن أزمة استقالات الأعضاء ستعود إلى الهيئة العامة للرياضة وهي جهة الاختصاص، وركز الشيخ سعود المعلا على ضرورة مناقشة مشاكل الأسرة الشطرنجية، مطالباً الأعضاء بسحب استقالتهم والجلوس على مجلس إدارة الاتحاد لحل الأزمة، واقترح مساعدة الأندية المنضمة حديثاً للاتحاد.
وأضاف: استقالة 5 أعضاء ليس بالأمر الهين، سنحاول أن نلم شمل الأسرة الشطرنجية لنساهم في حل الأزمة، يجب أن نسعى للأفضل بتكاتف الجميع، والتعاون بين الأندية مهمة لدفع العملية الشطرنجية نحو الأمام، مؤكداً أن الإمارات ظلت مقراً للاتحاد العربي للشطرنج منذ عام 2000، ويتواجد عدد من أبناء الدولة في مناصب دولية مرموقة.
وأشار إبراهيم البناي، رئيس نادي دبي للشطرنج، إلى أن مشكلة الاستقالات وراءها معاناة للأعضاء وقال: «ما نهدف إليه في اجتماعنا هذا هو توفير جو أسري بيننا وتأصيل علاقة الأندية ببعضها، ومنح كافة الأندية فرصة للتعبير عن رأيها في الأوضاع الحالية، مع التأكيد على أننا لسنا هنا لاتخاذ قرارات أو مواقف ضد أي مؤسسة أو شخص محدد».
أضاف: «لدينا تحفظ على الطريقة التي تم فرض اعتماد عضويتهم، ومن وجهة نظرنا أنه لم تتخذ الإجراءات الصحيحة لمنح أعضاء الجمعية العمومية الفرصة للاطلاع على المستندات والتأكد من تطبيق الشروط على هذه الأندية، وهناك عدم رضا لدى الغالبية من تأخر تفاعل الاتحاد وتجاوبه مع الأندية في العديد من الحالات، منها بعض الحالات الفنية البسيطة تم تجاوز اللوائح الفنية فيها وأخذت وقتاً كبيراً لحسمها، وهو ما يتعارض مع الشفافية وسرعة حسم الأمور بشفافية، تجنباً للتوتر الذي قد يؤثر على علاقات الأندية».
وقالت منى الهرمودي: «ليست هناك استراتيجية للعمل داخل الاتحاد، وهناك تخبط في القرارات، وإذا كان 5 أعضاء استقالوا من الاتحاد، فهناك 4 أعضاء استقالوا أيضاً من اللجنة الفنية، وهذه المشاكل تؤثر على تطوير اللعبة بجانب وجود تجاوزات كثيرة في عمل الاتحاد، بما فيها طريقة انضمام الأندية المساندة وتحويلها إلى أندية عاملة.
وأكد عثمان ربيع أن الاستقالات الجماعية عادة ما يكون لها سبب قوي بين أعضاء الاتحاد، ولننتظر موقف الجهات الرسمية، والاتحاد ليس له دور يذكر في الإنجازات التي تحققت مؤخراً من لاعبي الدولة والفضل يعود للأندية، فيما عرضت عائشة الحوسني ممثلة نادي دبي لأصحاب الهمم مشاكل ناديها مكتوبة، وقام مدير الجلسة بقراءتها على الحضور، ومنها عدم مد الاتحاد يد العون للاعبي ولاعبات الشطرنج بنادي دبي لأصحاب الهمم، وكذلك مطالبة الاتحاد لهم بدفع رسوم العضوية ورسوم المشاركة في البطولات، كما نقلت لأعضاء الأسرة الشطرنجية طلب أصحاب الهمم بتخصيص بطولات خاصة لهم، وقالت أمينة الجسمي إن هناك خلافاً داخلياً في الاتحاد يجب مناقشته في إطار مجلس الإدارة، والاستقالات ليست حلاً ويجب المحافظة على ما تحقق من إنجازات.

خوري يطالب بسحب الثقة من الاتحاد
طالب حسين عبدالله خوري رئيس نادي أبوظبي للشطرنج في تصريح له عقب الجلسة، بسحب الثقة من الاتحاد الحالي، والتدخل السريع من قبل الهيئة العامة للرياضة وتطبيق اللوائح المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية للاتحادات الرياضية، وقال:«لدينا قلق شديد من تطور الاحداث المتسارع داخل الاتحاد واستقالة 5 من أعضاء مجلس الإدارة وأربعة من أعضاء اللجنة الفنية هو أمر يستدعي التوقف عنده وهذه تحدث لأول مرة في تاريخ الشطرنج الإماراتي وننتظر نتائج تفاعل الهيئة العامة للرياضة معها».

الاتحاد لم يقدم شيئا
أكد الشطرنجي إسماعيل خوري أن الاتحاد لم يقدم شيئا جديدا ولم ينفذ البرنامج الانتخابي مبينا أن عدد الاستقالات ربما لستة من الأعضاء خاصة أن حسين الشامسي كان تقدم باستقالة في وقت سابق وتم سحبها وطالب بالتغيير في الاتحاد حتى تستمر العملية الشطرنجية بصورة أفضل.