محمد عبدالسميع (الشارقة)

جائزة عالمية للترجمة تبني جسراً حضارياً وثقافياً بين الشرق والغرب، وتنقل حضارة المسلمين والعرب إلى ربوع العالم.. هكذا رأى الكتاب والأدباء العالميون «ترجمان»، التي انطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ معتبرين أنها جواز سفر بين الثقافات، وإضافة كبيرة للساحة الأدبية العربية والعالمية.
وأوضح الأدباء، في لقاءات متفرقة، أن الترجمة تلغي الحواجز الجغرافية واللغوية بين الشعوب، حيث أشاروا للترجمة باعتبارها واحدة من الأشياء التي تدفع الكاتب إلى الجنون بحب الأدب، مشيدين بدور الشارقة الثقافي في هذا الإطار، وبالنقلة النوعية في التآلف بين اللغات.

مهمة لكل قارئ
وعبَّرت إيفا فيري، صاحبة دار النشر الإيطالية (Edizione o e) الفائزة بالجائزة عن ترجمتها لرواية «موت صغير» للروائي السعودي محمد حسن علوان إلى اللغة الإيطالية، عن شكرها وامتنانها الشديدين لصاحب السمو حاكم الشارقة، على رعايته لجائزة الشارقة للترجمة «ترجمان»، مضيفة: «لقد كان هذا التقدير أمراً مفاجئاً ورائعاً للغاية».
واعتبرت فيري، أن الجائزة مهمة للكاتب العربي، وجمهور القراءة في العالم العربي، والشرق الأوسط، حيث إن الترجمة مهمة في جعل الشخص يسافر بين الثقافات العديدة، دون عائق اللغة.
وأشارت فيري إلى أن الدار هي دار عائلية وصغيرة أسستها العائلة في سبعينيات القرن الماضي، بهدف ترجمة روايات من جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن حلم والدها يتحقق الآن من الشارقة.

جسر بين الثقافات
وقال أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إن الجائزة تترجم رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، في تشجيع دور النشر والمترجمين العالميين على نقل مؤلفات كبار المبدعين العرب للقارئ العالمي، بما يسهم في مدّ جسور المعرفة والتواصل الحضاري بين مختلف الثقافات.
وأوضح العامري، أن الجائزة حققت الكثير منذ إطلاقها، ووصلت إلى الكثير من القُراء العالميين، واستطاعت تصدير الحضارة العربية من بوابة إمارة الشارقة التي باتت قبلة المثقفين من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعكسه حجم المشاركة هذا العام. وتطمح جائزة ترجمان إلى استقطاب المزيد من المشاركات لتحقيق رؤيتها في فتح منافذ الحوار الثقافي مع الحضارات العالمية، وفق عدة معايير على رأسها: أهمية الموضوع المترجم وجديته، والإلمام بكافة جوانب الموضوع من خلال فصول وأبواب متتابعة، والالتزام بالأمانة العلمية، والإضافة التي يُعنى العمل بتقديمها من خلال الترجمة للغة أخرى، ورصانة الترجمة وقوتها وسلامة النقل، والاحتفاظ بمضمون النص الأصلي.

الترجمة تدفعني للجنون
ومن جانبه أشاد الكاتب الأميركي العالمي، مارك مانسون، بجائزة الشارقة للترجمة «ترجمان» باعتبارها واحدةً من الأشياء التي تدفعه للجنون، أن يجد كتابه مترجماً للغة أخرى، مشيراً إلى أن الجائزة حققت نقلة نوعية في نقل الأعمال بين اللغات، وتحقيق الترابط بين الشرق والغرب.
وأوضح مانسون أن الترجمة هي امتداد بين الثقافات لتعبر الحواجز الجغرافية واللغوية للبلدان، فبها يعيش الإنسان أكثر من حياة وحضارة، معبراً عن دعمه الشديد لهذه الجائزة التي أطلقها صاحب السمو حاكم الشارقة.
وأوضح صاحب كتاب «فن اللامبالاة» أنه من المهم أن يكون هناك دعم حكومي للأنشطة الثقافة التي تتم في الدولة، أو الإمارة، وعلى رأسها الترجمة، مشيراً إلى أن هذا الدعم ينعكس على مستوى وعي الأفراد داخل المجتمع، وهو ما يوضح مدى نجاح هذه الأنشطة.

حفظ حقوق الجميع
ويقول الدكتور لويس ميجيل، عضو مجلس أمناء جائزة «ترجمان»: هي أكبر جائزة للترجمة في العالم تهدف بالدرجة الأولى إلى حماية حقوق الأطراف المشاركة في عملية الترجمة، سواء الكاتب أو دار النشر العربية والأجنبية، بالإضافة إلى الحفاظ على فكرة وجودة الكتاب. وشدد ميجيل، على أن نشاط الترجمة من وإلى العربية، بدأ منذ زمن طويل، وازدهرت الكثير من دور النشر التي اهتمت بالأدب العربي الكلاسيكي والحديث، مشيراً إلى أن الجائزة تلعب دوراً كبيراً في فتح قنوات حوار بين الشرق والغرب، على أساس الثقافة والفكر والمعرفة، حيث تسلط الضوء على الثراء الكبير الذي تزخر به الثقافة العربية والإسلامية.

من معايير الجائزة
«ترجمان» تفتح مجال المنافسة أمام كافة دور النشر التي تمتلك حقوق نشر لترجمات أجنبية «بأي لغة» نقلاً عن إصدار أصلي، ولا تقبل مشاركة الكتب العنصرية والطائفية والكتب التي تسفه من منجزات الشعوب والحضارات والبلدان.