علي عبد الرحمن (القاهرة)

اعتبر الموسيقار المصري عمر خيرت أن أغاني المهرجانات المنتشرة حالياً، ظاهرة مؤقتة، واصفاً إياها بالنكسة الموسيقية التي تؤثر بالسلب على ذوق المجتمع، وأيد خيرت في تصريحات لـ «الاتحاد» قرارات نقيب المهن الموسيقية المصري هاني شاكر بالتصدي لأغاني المهرجانات، معتبراً إياها إسفافاً لا يمت للموسيقى بشيء، وشدد على أن الفن وخاصة الموسيقى سلاح هام في محاربة الأفكار المتطرفة والتشدد وفي الوقت نفسه فإنه يجب مواجهة أي محاولات لتخريب الموسيقى وتحويلها إلى إسفاف.
وقال عمر خيرت إنه نشأ في بيئة فنية أثرت في وجدانه الموسيقي ودفعته ليكون موسيقاراً، وأوضح أن جده هو محمود خيرت صاحب الصالون الثقافي الشهير بالقرن الماضي الذي كان يتوافد عليه العديد من أساتذة الفن مثل سيد درويش وأم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، وأضاف أن عمه هو الموسيقار أبو بكر خيرت مؤسس المعهد العالي للموسيقى بالقاهرة ووالده كان مهندساً معمارياً شهيراً وهو علي خيرت الذي صمم أكاديمية الفنون المصرية.

قصة رسوبه
وبدأ عمر خيرت دراسة العزف على البيانون وعمره 5 سنوات، وعزف على أسس موسيقية في سن الـ11 قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للموسيقى «الكونسرفتوار» بالقاهرة ليكون ضمن أوائل الدفعات التي تخرجت من المعهد في منتصف الستينيات.
ويتذكر عمر خيرت قصة رسوبه في اختبار المعهد العالي للموسيقى، حيث عزف أمام عمه أبو بكر خيرت مدير المعهد، ويقول إنه أجاد بشكل تام العزف، ولكن عمه قرر رسوبه وقال له إن السبب هو القرابة وأن أول درس له في حياته العملية هي أن الفن لا يوجد فيه استثناءات وأهداه 5 جنيهات تقديراً لقدرته على العزف.
وشارك في مقتبل حياته بتجربة فرقة «لي بتي شاه» كعازف لآلة الدرامز، وهي فرقة غنائية تخصصت في الموسيقى الغربية وتأسست في 1967 واشتهرت في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات وانضم إليها عدد من أشهر العازفين المصريين في ذلك الوقت، منهم عمر خورشيد وعزت أبو عوف وهاني شنودة.
وعن هذه التجربة يقول إنها كانت مهمة جداً في تطوير قدراته على التأليف الموسيقي والالتفات لعلاقة اللحن بالإيقاع والهارموني «توافق النغمات»، قبل أن ينفصل عن الفرقة ليكمل دراسته الأكاديمية للموسيقى، وأكد أن نصيحته الرئيسية لكافة العازفين والموسيقيين في العالم العربي هي دراسة الموسيقى وعدم الاكتفاء بالموهبة، قائلاً إن «الدراسة تفتح آفاقاً جديدة من المعرفة واكتشاف ألوان موسيقية مختلفة».

المساحة الصوتية
وحول مستقبل الموسيقى العربية، يقول خيرت إن الموسيقار الشاب هشام نزيه يعد امتداده في التأليف الموسيقي لما له طابع خاص ومميز في الموسيقى التصويرية، قائلاً إن أعمال هشام نزيه مميزة وأنه سيحصل علي مكانة موسيقية عالية بالفترة القادمة، وعن حصد الفنان علي الحجار نصيب الأسد من أعمال عمر خيرت الموسيقية الغنائية، قال إن الحجار «صوت قوي وحنجرة ذهبية ولديه من المساحة الصوتية المناسبة لنوعية الموسيقى التي أقدمها».
وأضاف أنه عمل أيضاً مع أصوات هامة للغاية مثل ماجدة الرومي وأنغام وآمال ماهر ومدحت صالح ولطيفة، كما قدم من خلال الأعمال الدرامية والسينمائية الأخيرة المطرب الشاب محمد الشرنوبي، مشيراً إلى أن المطربين على الساحة الغنائية الآن لهم الطابع الموسيقي الخاص بهم وهذا لا يناسب الخط الموسيقي الذي يقدمه لجمهوره.
وكشف عن أسباب عدم طرح ألبومات موسيقية بالفترة الأخيرة، بقوله إنه بصدد تجميع مؤلفاته الموسيقية التي انتهى منها مؤخراً وطرحها عبر المنصات الرقمية خلال العام المقبل.

سر الابتعاد
عن أسباب ابتعاده عن الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية بعد وضع الموسيقى التصويرية لمسلسل «دهشة» للفنان يحيى الفخراني في 2014، قال عمر خيرت إن العمل الدرامي مرهق للغاية لأني أكتب الموسيقى التصويرية لكل مشهد على حده بالطريقة السينمائية، وهذا يحتاج من الجهد والوقت الكثير بعكس الأفلام السينمائية.