أسماء الحسيني - سمر إبراهيم (القاهرة - الخرطوم)

اتفق فرقاء جنوب السودان الرئيس سيلفاكير ميارديت وزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار على تأجيل إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية 100 يوم، على أن تبدأ المهلة الجديدة اعتباراً من يوم 12 نوفمبر الجاري، لتنفيذ بنود اتفاق السلام. واستضافت كمبالا أمس قمة بين سيلفاكير ميارديت ورياك مشار، بحضور الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، ورئيس المجلس السيادي السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، بهدف دفع عملية السلام في جنوب السودان. وقال أتينج ويك أتينج، السكرتير الصحفي لرئاسة جنوب السودان، إن سيلفا كير اجتمع بشكل منفرد مع مشار لبحث تحديات اتفاق السلام.
وقال مصدر حكومي مطلع بجنوب السودان إن الحكومة وافقت على مقترح المعارضة بتأجيل تشكيل الحكومة 100 يوم لحسم الخلافات بشأن القضايا العالقة في بنود اتفاق السلام، لاسيما بندا الترتيبات الأمنية، وعدد الولايات وحدودها.
وأضاف المصدر الحكومي لـ«الاتحاد» أنه على الرغم من الدعم الدولي والإقليمي والمطالبات الأممية للرئيس بتشكيل الحكومة في موعدها دون تأخير، إلا أن سيلفاكير حرص على مشاركة المعارضة وبالأخص فصيل رياك مشار في التشكيل الحكومي، حتى لا ينهار اتفاق السلام مجدداً، وتعود البلاد إلى مربع الصفر.
وذكرت مصادر مطلعة لـ«الاتحاد» أن الخرطوم وكمبالا اقترحا توفير قوة حماية مؤقتة مشتركة من البلدين، حتى يتم الانتهاء من الترتيبات الأمنية الكاملة، من أجل دفع الأطراف لتشكيل الحكومة الجديدة كما هو مقرر في 12 نوفمبر.
وكان قائد المعارضة المسلحة أعلن في وقت سابق عدم مشاركته في الحكومة الانتقالية دون الانتهاء من بند الترتيبات الأمنية والمعني بتخريج النواة الأولى لجيش وطني موحد، وحسم الخلاف مع الحكومة بشأن عدد وحدود الولايات.
وتستضيف أديس أبابا، اليوم، اجتماعاً مشتركاً للحكومة والمعارضة بجنوب السودان، بدعوة من منظمة «الإيجاد» لتقييم سير تنفيذ اتفاق السلام، والتشاور بشأن القضايا الخلافية العالقة في الاتفاق.
وقال جاتكوث بيل القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة بقيادة مشار في تصريحات لـ«الاتحاد» إن هذه الصعوبات تتلخص في عدم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، وخاصة الجانب الخاص بإدماج وتدريب جيش موحد، بالإضافة إلى عدم تنفيذ الحكومة توصية لجنة الحدود التي تقضي بالعودة إلى النظام القديم للولايات في الجنوب وعددها عشر ولايات، وليس التنظيم الذي قامت به حكومة سيلفاكير والذي جعلها 32 ولاية.
وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» إن رئيس جنوب السودان يعلق أمالاً كبيرة على حليفه موسيفيني، وكذلك على البرهان في تليين مواقف مشار الذي يقيم بالخرطوم، ودعم عملية السلام في بلده، مشيرة أيضاً إلى زيادة الضغوط الشعبية من أجل تنفيذ اتفاق السلام، بعد أن ضاق الناس ذرعاً في جنوب السودان من إطالة أمد الحرب، والمماطلة في تنفيذ اتفاق السلام، في ظل مخاوف كبيرة من انهيار الهدنة الهشة القائمة منذ توقيع اتفاق السلام العام الماضي، خشية تجدد الصراع مرة أخرى.