بدء تركيب كاميرات مراقبة في مدارس أم القيوين
باشرت منطقة أم القيوين التعليمية مؤخراً تركيب عدد من كاميرات المراقبة في مدارس الإمارة بمختلف مراحلها التعليمية، بهدف ضبط السلوكيات الخاطئة لدى بعض الطلاب في المدارس، حيث تأتي فكرة الكاميرات ضمن الخطة التي أعلنت عنها المنطقة مسبقاً.
وواجهت فكرة تركيب الكاميرات معارضين، خصوصاً فيما يتعلق بتركيب الكاميرات في مدارس المراحل التأسيسية، باعتبارهم فئة لم تتجاوز سن المراهقة، ولا يبدر منهم سلوكيات خاطئة لكي تحتاج إلى الرقابة بواسطة الكاميرات. وبذلت “الاتحاد” جهوداً للتواصل مع إدارة المنطقة التعليمية بأم القيوين حول تفاصيل تركيب الكاميرات والفئة المستهدفة من المراقبة، إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل. وقال المواطن سيف عبدالله آل علي من سكان أم القيوين إن الهدف من تركيب الكاميرات في المدارس هو مراقبة سلوكيات الطلاب في المرحلة الثانوية، وليس في التأسيسية، باعتبار أن الثانوية تشهد بعض السلوكيات الخاطئة مثل العنف والتدخين والتسرب من الفصول.
وأكد أن وضع كاميرات في مدارس المراحل التأسيسية ومراقبة طالبات لم يبلغن سن المراهقة سيشعرهن بحالة من الاكتئاب والخوف، وقد يؤدي إلى بقائهن في الفصول وعدم الخروج في ساحة المدرسة، بحكم العادات والتقاليد التي تحكمهن ولا يرغبن في الظهور أمام الكاميرات.
ولفت سيف إلى أنه في حال كانت الكاميرات وضعت من أجل مراقبة المعلمين، فإن ذلك سيتسبب في إرباك العملية التعليمية، وسيخلق نوعاً من عدم التوافق وانعدام الثقة بين إدارة المدرسة والمنطقة، وبالتالي سيؤدي إلى ضعف المستوى التعليمي لدى الطلاب.
وأشار إلى أن عملية ضبط حالات التسيب الإداري للمعلمين أو المعلمات لا يتم عن طريق كاميرات مراقبة، وإنما هناك طرق أفضل ومتطورة بعيداً عن الإحراج والتجريح.
واعتبر المواطن راشد علي من سكان أم القيوين أن سلبيات فكرة وضع الكاميرات في المدارس أكثر من إيجابياتها، خصوصاً إذا تم تركيبها في مدارس المراحل الدنيا، لافتاً إلى أن بعض أولياء الأمور يرفضون مراقبة بناتهم، والتشكيك في أخلاقهن، مستدركاً أنه ليس ضد تركيب كاميرات المراقبة، إذا كانت في المدارس الثانوية التي تشهد سلوكيات خاطئة وتحتاج إلى مراقبتها وتعديلها.
وأشار إلى أن إدارة المنطقة التعليمية وضعت الكاميرات لهدف هي تسعى من أجله، إلا إن ذلك لابد أن يكون بالتشاور مع أولياء الأمور، وشرح الفكرة لهم، لكي يتقبلها الجميع.
وقال راشد: “إذا كانت فكرة المراقبة وضعت للمعلمين والمعلمات، فإن ذلك سيكون له مردود سلبي على الهيئة التدريسية والطلاب، ما سيؤدي إلى انعدام الثقة بين إدارات المدارس والمنطقة، مبيناً أن علاج التسيب الإداري يجب أن يكون بطريقة أفضل بعيدة عن الإحراج.
وأيد المواطن حميد سلطان من قاطني أم القيوين فكرة تركيب الكاميرات في المدارس، خصوصاً في الثانوية التي تشهد سلوكيات خاطئة من بعض الطلاب.
وأوضح إن فكرة الرقابة يجب أن تبدأ من مدارس البنين في المراحل الثانوية، التي تحتاج إلى تصحيح وعلاج تلك السلوكيات الخاطئة، وبعد ذلك يمكن أن يتم تعميمها على بقية المدارس في حال نجاحها.
ولفت إلى أن انتشار كاميرات المراقبة في مدارس المراحل التأسيسية قد يؤدي إلى عزوف الطالبات عن الخروج من الفصل، وعدم التواصل مع إدارة المدرسة، خوفاً من الظهور في شاشة المراقبة، لافتاً إلى أن الطالبات والمعلمات لهن خصوصيات لا يرغبن بإظهار خارج المدرسة.
وقال إن نجاح الفكرة لابد أن تكون بالتشاور مع أولياء الأمور وإدارات المدارس، حتى نصل إلى مدارس خالية من السلوكيات الخاطئة، وبالتالي ستكون هناك نسب نجاح عالية بين الطلاب.
المصدر: أم القيوين