أشرف جمعة (أبوظبي)

أجواء تغمر المكان بدفء العادات والتقاليد في مركز أبوظبي النسائي التابع لنادي تراث الإمارات، الذي يحرص على إحياء موروثات الأجداد، لينعم هذا الجيل بمكنونات التراث الشعبي ومن ثم ترسيخ قيم الولاء والانتماء، من خلال مهرجان «فاكهة الشتاء» في موسمه الرابع الذي استمر يومي 5 و 6 من نوفمبر الجاري، والذي عاد بالذاكرة الجمعية إلى الالتفاف حول مواقد النار في فصل الشتاء، واحتساء القهوة العربية واستعادة ذاكرة جلسات السمر ونوادر الحكايات في أجواء أسرية ذات طابع حميم.
وقد حرص المهرجان، في نسخة هذا العام، على أن تكون كل عناصر الموروث الشعبي حاضرة، حيث الأسر المنتجة التي تقدم تنويعات من الإبداعات التقليدية، فضلاً عن حضور لافت للبيئة البحرية بالنادي وورش الصيد بالصقور، مع تقديم نماذج حية لطرق صناعة الفخار والأواني الزجاجية بأساليب تقليدية تعبر عن البيئة المحلية، ومن ضمن الأنشطة التي لاقت احتفاء من الحضور الأطعمة الشعبية التي تناثرت في كل مكان في ظل وجود الأسرة بكل مكوناتها، وإفساح المجال للأطفال كي يمارسوا الرسم والتلوين في مناخ عائلي تراثي بهيج.

عادات وتقاليد
تقول مديرة مركز أبوظبي النسائي ظبية الرميثي: دأب المركز على استضافة هذا المهرجان خلال السنوات الماضية، خاصة أن هناك إقبالاً كبيراً على حضور الفعاليات من الجمهور، وهو ما تجلى خلال اليومين الماضيين، ما يجعل مهرجان «فاكهة الشتاء» محطة مهمة للأسرة، كي تتفاعل مع الأنشطة المختلفة التي تستعيد عادات وتقاليد الآباء والأجداد في أجواء شتوية دافئة، ويحرص المركز في هذا المهرجان على استضافة الأسر المنتجة التي تقدم منتوجات تراثية مصنوعة بالطرق التقليدية، فضلاً عن حضور مميز للطبخ الشعبي الأصيل المحبب لدى الجميع، بالإضافة إلى الفعاليات الأخرى التي تميزت بملاءمتها للكبار والصغار.
وتذكر الرميثي أن المهرجان حظي بمشاركات من العديد من الجهات التي تتفاعل بشكل سنوي مع الحدث، وأن جميع الأنشطة عبرت عن عناصر الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل.

الصيد بالصقور
في مدخل مركز أبوظبي النسائي كان مدرب الصقور بنادي تراث الإمارات حسين الحمادي يتحدث إلى العديد من الأطفال عن طرق الصيد بالصقور، حيث أتاح لهم فرصة الاقتراب من الصقور في أجواء مبهجة، حيث إن العديد من الأطفال كانوا يشعرون بالبهجة أثناء تقديم ورشة الصيد بالصقور، بعد أن توفرت لهم الفرصة لالتقاط الصور الفوتوغرافية وهم يمسكون بالصقر، ويبين الحمادي أن المهرجان يعبر عن لوحة مكتملة العناصر والظلال، ويحيي العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، مشيراً إلى أن أجواء المهرجان جذبت الحضور كباراً وصغاراً، والذين اندمجوا سريعاً مع جميع الأنشطة.

بيئة بحرية
ويبين المدرب التراثي بدر محمد علي، أنه كان هناك إقبال كبير على ورش البيئة البحرية، حيث استفاد المشاركون كثيراً من أركان البيئة البحرية وتعرفوا على الغوص، بحثاً عن اللؤلؤ، وطرق صناعة شباك الصيد التقليدية، مشيراً إلى أن المهرجان يرسخ للتقاليد الأصيلة ويجمع الحضور على مائدة الموروث الشعبي، ففي كل عام تأتي العائلات إلى مركز أبوظبي النسائي للمشاركة بفاعلية في الأنشطة التي تلائم الجميع، في إطار الحفاظ على تقاليد الآباء والأجداد، ومن ثم إحياء عادات الماضي الجميل.

حرف الماضي
التشكيل على الزجاج من ضمن الأنشطة التي جذبت الحضور، حيث قدم الحرفي نور الدين ورشة حية لصناعة الزجاج بالطرق التقليدية، وكذلك أسامة العدل الذي كان يشكل الفخار أمام الحضور، موضحاً أن مثل هذه الحرف تحتاج إلى تمكن، كونها من موروثات الآباء والأجداد، وأن الحفاظ عليها أمر ضروري، لتعبر عن صناعة راسخة في الماضي، مشيراً إلى أن الجمهور تابع من خلال الورش كيفية التشكيل على الزجاج وصناعة الفخار، ويرى أن المهرجان يسلط الضوء على موروثات عريقة لإحيائها بطريقة جذابة وبسيطة.

رسم وتلوين
في ركن البيئة بالمهرجان كانت مزنة سعيد وشمة العوضي وآمنة سعيد، يرسمن قطرة الماء في إطار التوعية بأهمية هذه القطرة للإنسان والنبات والحيوان وضرورتها في كل مناحي الحياة، وتذكر جميلة المزروعي من قسم البيئة بنادي تراث الإمارات أن الأطفال تباروا في رسم قطرة الماء بصورة إبداعية، خاصة أن الهدف من إقامة هذه الفعالية، وهو إبراز الجانب التوعوي عبر الرسم واستخدام الألوان، وأن عدداً كبيراً من الأطفال شاركوا في هذا النشاط الذي ألهمهم رسومات مختلفة، بطرق إبداعية تؤكد قدراتهم ومواهبهم.