أحمد عاطف - عبدالله أبوضيف - شعبان بلال (القاهرة)

أكد محللون سياسيون ودبلوماسيون سعوديون ويمنيون ومصريون أن اتفاق الرياض خطوة تاريخية لإنهاء الحرب والبدء في الحل السياسي للأزمة، مشددين على أن هناك الكثير من المتربصين خاصة «الإخوان» والحوثيين لإفشال هذا الاتفاق، وهو ما يتطلب تضافر جهود كافة الأطراف اليمنية.
وأثنى وضاح عبدالقادر، المحلل السياسي اليمني، على الاتفاق، موضحاً أن النزاع بين المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الشرعية كان يمثل ذريعة لأعداء الشرعية والانقلابيين في عملية الإضرار بمصلحة اليمن كوطن للجميع، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية لا تزال تعطي المثل في كونها الأخ الأكبر للمنطقة العربية والتي يتم الارتكان إليها في مثل هذه الظروف.
وأضاف عبدالقادر لـ«الاتحاد» أن عقد الاتفاق في العاصمة السعودية يعطي مزيداً من الثقة والتأكيد على أن المصالحة نافذة وسيتم تنفيذها على الأرض وعدم خرقها من قبل الطرفين، مشيراً إلى أن الاتفاق بارقة ضوء على استمرار اليمن كدولة موحدة عاصمتها صنعاء تعمل بدعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرهما على عودة كامل الشرعية على أراضيها، ومنع التدخلات الخارجية من قبل بعض الدول التي لا تنظر إلا إلى مصلحتها داخل اليمن.
بسام القاضي، المحلل السياسي اليمني، أكد هو الآخر أن الجميع في اليمن يهمهم في المرحلة المقبلة المصلحة العامة والتي هي بالتأكيد محور تحركات الجميع، ولا ينبغي لأحد أن يحصر الوطنية والانتماء للتراب اليمني له وحده، وهو الأمر الذي كان يشكل أزمة خلال الفترة الماضية على عكس ما نادت به القوى الوطنية التي دعت للتقريب منذ اليوم الأول للأزمة.
وأعرب عن الأمل في استعادة كافة التراب اليمني والاستقرار الذي تدعمه بالتأكيد دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في طريق رعاية حقوق الشعب اليمني الذي يستحق الكثير من الدعم من الكثيرين، أملاً أن يحقق اتفاق المصالحة بين كل من المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية في الرياض إلى هذه الأمور.
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، إن الاتفاق خطوة إيجابية ومن المهم أن يصمد خلال الفترة المقبلة في ظل وجود الكثير من المتربصين من «الإخوان» والحوثيين، سيحاولون بكل الطرق إفشال هذا الاتفاق.
وأكد وزير الخارجية المصري الأسبق ضرورة وجود إدارة جيدة للحل السياسي والتوافق بين الأطراف على دور الأقلية وإمكانيات مشاركتها، لافتاً إلى أن كل الأطراف في اليمن أصابها الإنهاك. وقال الدكتور أحمد الشهري، محلل سياسي سعودي، إن اتفاق الرياض هو أفضل ما حدث في تاريخ اليمن بشأن المصالحة والاتفاق بين شماله وجنوبه، لافتاً إلى أنه يؤسس ليمن جديد ورؤية جديدة ليست فقط في توحيد الصف لحرب الحوثي ودحر الانقلاب ولكن أيضاً لضمان أن مرحلة ما بعد الحوثي لن يقصى فيها أحد.
وأكد المحلل السياسي السعودي في تصريحات لـ«الاتحاد» أنه لم يعد أمام اليمنيين سوى النظر إلى دولتهم وتوحيد البنادق والاتجاه نحو صنعاء لدحر التمرد الحوثي الذي ما زال يتربص بالشعب اليمني، موضحاً أهمية اتحاد الشمال والجنوب وفق مصلحة الوطن العليا تحت راية اليمن الواحد بعيداً عن الحزبية والقبلية.
كما أكد إسماعيل أحمد، محلل سياسي يمني، أن الاتفاق من منظور كلي يمثل نقطة تحول مهمة في مسار الصراع وخطوة جادة على طريق إنهاء الحرب وإنجاز التسوية النهائية.
وأشار لـ«الاتحاد» إلى أنه يمكن النظر للاتفاق من زاويتين، الأولى تتعلق بمعسكر الشرعية وكيف نجح الاتفاق في تسوية الخلافات بين مكوناتها جنوباً، حيث القضية الجنوبية بما تمثله من تعقيدات نجح الاتفاق في تفكيك عقدها، والثانية بكونه خطوة على طريق الحل السياسي الشامل الذي يبدو أن الحوثي يستجيب له من جهته بخطوات مشابهة باتجاه السلام.
ومن الناحية الأمنية والعسكرية، أوضح أن هذا الاتفاق يسهل وصف الاتفاق بأنه اتفاق اقتصر على معالجة قضايا جنوب اليمن، لكن الشق السياسي منه تطرق للشمال بصفته شريكاً بنصف السلطة في إطار دولة اتحادية، موضحاً أن الاتفاق حسم شكل الدولة القادمة والعلاقة السياسية فيها.