عمر الحلاوي (العين)

يبدأ اليوم الدراسي في مدرسة عالية في منطقة اليحر بشكل مختلف عن أغلب المدارس، وما يميز المدرسة عن نظيراتها من المدارس الحكومية ليس التقنيات المتطورة المتوفرة ولا المباني الفخمة والفصول المجهزة ولا حتى الأنشطة المتنوعة، إنما العلاقة الاجتماعية التي تربط المعلمين بالطلاب، وقدرة الهيئة التدريسية، وعلى رأسهم الاختصاصية الاجتماعية شيخة سيف النعيمي، على إبهار أولياء الأمور بتلك الطاقة الإيجابية التي تبثها لدى أبنائهم حتى تكاد تحفظ أسماء الكثيرين منهم من الروضة وحتى الصف الرابع والبالغ عددهم 1177 طالباً. ويوم الخميس الماضي، ومنذ الساعات الأولى من الصباح وحتى نهاية الدوام المدرسي، بقي مكتب شيخة النعيمي مكتظاً بأولياء الأمور والطلاب الذين قدموا لتهنئتها وتقديم الهدايا لها، عرفاناً بجهودها التي لم يكن ممكناً أن يعلم بها أحد، لولا بث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الفيديو الخاص بها على حساب سموه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وهي تستقبل الأطفال مع بدء دوامهم المدرسي بروح مرحة تبعث فيهم الإيجابية والتفاؤل والأمل، طالباً سموه من الجمهور التعرف عليها.
«الاتحاد» عاشت الخميس الماضي يوماً دراسياً كاملاً في مدرسة عالية بمنطقة اليحر بصحبة الأستاذة سلمى الياسي مديرة المدرسة وشيخة النعيمي الاختصاصية الاجتماعية، ومنصور المرزوقي مساعد مدير مدرسة عالية، كما شهدت احتفاء الطلاب بمدرستهم «ماما شيخة» التي تبادلهم الحب بحب وتزرع فيهم الأمل والتفاؤل، وتعلمهم منذ لحظة استقبالهم على بوابة المدرسة والطابور الذي يبدأ الساعة السابعة و15 دقيقة، ثم تتجول بين الفصول حتى نهاية الدوام، متابعة للورش والبرامج والحصص التوجيهية للطلاب.

سفيرة الإيجابية
قال نبيل البلوشي مدير النطاق «مسؤول عن 14 مدرسة» في وزارة التربية والتعليم، إن «ماما شيخة» نقلت التعليم في مدرسة عالية من إسعاد المتعاملين إلى إبهار المتعاملين، وهي سفيرة الإيجابية في مدارس الدولة، فالمدارس المتميزة ليست بالمباني الفخمة فقط إنما بالمعاني، حيث صادفت عملية التقييم التي تجريها وزارة التربية لمدرسة عالية ضمن برنامج «ارتقاء» نشر ذلك الفيديو الإيجابي والذي وجد إشادة واسعة حتى من القيادة الرشيدة، مثمناً دور مدرسة عالية في إبهار أولياء الأمور بقدرة الهيئة التدريسية في المدرسة على أن تلعب دوراً عظيماً في ربط العملية التعليمية بالقيم الإماراتية والأخلاق الفاضلة وحب الطلاب لمدرستهم والوثوق بالمعلمين وهم في هذه السن المبكرة، حيث تضم المدرسة الطلاب من الروضة وحتى الصف الرابع.

درس تربوي
ولفت إلى أن القيم التي تبثها مدرسة عالية وشيخة النعيمي تعتبر درساً لكل تربوي ليكون بمثل هذه الإيجابية، حيث إن العملية التربوية في التعامل مع الأطفال تعتبر أمانة عظيمة، والمدارس المتميزة حسب خطة الوزارة في الفترة المقبلة عليها إبهار المتعاملين معها، حيث تخطت المدارس مرحلة إسعاد المتعاملين ولا يمكن تحقيق ذلك إلا في دولة اللامستحيل.. دولة الإمارات العربية المتحدة.

معايير ستة
ولفت إلى أن الزيارة لمدرسة عالية كانت مجدولة وفق جدول برنامج «ارتقاء» والذي يتم من خلاله تقييم المدارس وفق معايير عالمية من خلال 6 محاور، هي جودة إنجازات الطلبة، رعاية الطلبة وحمايتهم، وجودة التدريس، والمناهج، وأخيراً القيادة.
وتستقبل مدرسة عالية طلابها منذ الساعة السابعة وخمس دقائق موعد وصول الحافلات المدرسية، وذلك عبر مناوبات إدارية، حيث ينتظر المعلمون الطلاب في الساحة الخارجية لحظة وصولهم وتسلمهم من مشرفات الحافلات والعبور معهم إلى الطابور «في المسرح المدرسي» لطلاب الصف الثالث والرابع، بينما ينتظم طلاب الصف الأول والثاني في فصولهم ويبدأ الطابور بنشيد الوطن ثم قراءة الفاتحة ومن ثم توجيهات تربوية عامة من بينها ضرورة حل الواجبات، أهمية الصلاة، أهمية الحضور للمدرسة، حل الواجبات، وتشغيل الإذاعة الداخلية، ويبدأ اليوم الدراسي الساعة السابعة والنصف وينتهي عند الساعة الواحدة والنصف.

تعزيز الابتكار
وتتبع المدرسة أسلوب التعزيز مع الطلاب والتشجيع على الابتكار والإبداع، حيث تنظم المدرسة رحلات ترفيهية للمناطق السياحية في العين مثل قصر المويجعي ومتحف العين، وقصر الشيخ زايد وقلعة الجاهلي، كما تضع المدرسة هدايا قيمة في المدخل الرئيسي أمام الاستقبال وتمنح للطلاب المتميزين، ومن ضمن أنواع التعزيز للفصل المتميز بالمدرسة يختار الطلاب الرحلة التي يودون الذهاب إليها أو الفيلم الذي يودون مشاهدته، أو يختار الفصل المتميز الوجبة الصحية التي يحبونها بإشراف ممرضة المدرسة، وتجري المدرسة لقاءات مع أولياء الأمور بشكل دوري.

فصل أصحاب الهمم
وتضم مدرسة عالية فصلاً مخصصاً لأصحاب الهمم، حيث يوجد نوعان من الطلاب، الفصل الخاص، وفصل صعوبات التعلم، وتوجد حصص خاصة منفصلة لصعوبات التعلم، وفي حصص أخرى يتم دمج أصحاب الهمم مع بقية الطلاب مثل اللغة الإنجليزية والعلوم ومواد الأنشطة والاجتماعية، وهناك وسائل تعليمية متطورة تناسب قدرات الطلاب وتعمل على تطويرها، كما توجد حصص مشتركة بين الطلاب أصحاب الهمم وبقية الطلاب، حيث يوضع المنهج التعليمي لكل طالب من أصحاب الهمم وفق مقدراته الشخصية، وبعد إجراء الفحوص اللازمة من الجهات المختصة، بالإضافة لوجود معلمات تربية خاصة.
ويتم تشخيص كل حالة لطلاب أصحاب الهمم بناءً على الاختبارات، ومتابعة مدرسة التربية الخاصة والتقارير الدورية والتشخيص الذي يتم تسلمه من ولي الأمر من مراكز التشخيص، ويتم تحديد احتياجات الطلاب أصحاب الهمم حسب تقارير معلمات التربية الخاصة، كما أن هناك متابعة مستمرة من جانب اختصاصيي النطق بشكل دوري.

نادٍ وجوائز
أنشأت المدرسة نادي اللغة العربية خلال العام الدراسي الجاري وتم تجهيزه وترتيبه لاستقبال الطلاب، ويتم الاعتماد على عدد من أجهزة الحاسوب المتحركة «اللاب توب»، وذلك لخدمة مادة اللغة العربية. وحصدت المدرسة العام الماضي المركز الأول في مسابقة عون الإنسانية من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مدينة العين، والمركز الثاني على مستوى الدولة، حيث تتيح المدرسة للطلاب أنشطة التطوع المختلفة.

مكتبة ومسرح
تضع المدرسة مكتبة متحركة داخل صندوق في كل حافلة مدرسية لتشجيع الطلاب على القراءة في الحافلة المدرسية طوال رحلة الذهاب والإياب، حيث يوجد في الصندوق مجموعة قصص، ويتم تكريم الطلاب المتميزين في القراءة، وهناك سجل يتابع كل طالب وعدد الكتب التي اطلع عليها ويتم استبدال الكتب كل فترة بكتب جديدة.
وتحتوي المدرسة على مسرح كبير تنظم فيه الاحتفالات المتنوعة والأنشطة المختلفة والمسابقات، كما تشترك المدرسة في مسابقات كرة القدم المدرسية وبعض الطلاب مسجلون في نادي العين الرياضي.