آمنة الكتبي (دبي)
قال سعيد المنصوري، مدير أول قسم التطبيقات والتحليل في مركز محمد بن راشد للفضاء، على هامش فعاليات النسخة الرابعة من «مؤتمر المهنيين الشباب في مجال الفضاء 2019 (YPS)»: نعمل حالياً على تحليل الصور لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تقنيات الاستشعار عن بعد، حيث يمكن من خلاله الحصول على معلومات هائلة من الصور الملتقطة بوساطة القمر الاصطناعي «خليفة سات»، في كثير من المجالات، منها البيئة، حيث يمكن التعرف على الغطاء النباتي في الأماكن المصورة ونسبة جودته، إضافة إلى جودة المياه.
وأضاف: «نستطيع استخدام صور أقمار اصطناعية أخرى مع صور «خليفة سات» للوصول من خلال تحليلها إلى معلومات جديدة، وذلك عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي، وبذلك نتمكن من الوصول إلى قيمة مضافة لكل الجهات الحكومية في الدولة»، مبيناً أن مركز محمد بن راشد للفضاء عقد، أمس، جلسة نقاشية مغلقة مع الجهات الحكومية، للتعرف إلى احتياجاتها من ناحية المشاريع، وذلك بهدف توحيد الجهود، بحيث لا تكون هناك ازدواجية في المشاريع بين الجهات الحكومية، لأنه في كثير من الأحيان تعمل جهة حكومية على مشروع ما، في الوقت نفسه تعمل جهة حكومية أخرى على المشروع ذاته، وليس بينهما ربط، لذلك الاجتماع للتنسيق بين كافة الجهات لتلافي هذا الأمر.
وقال المنصوري: نتيح الفرصة للطلبة، خصوصاً طلبة الجامعات، للمشاركة في مشاريع الجهات الحكومية، ويأتي التركيز على الشباب والطلبة، لأنهم قادة المستقبل، وخير مثال على ذلك هزاع المنصوري وسلطان النيادي اللذان أصبحا مثلاً يحتذى به لشباب الوطن.
وأشار، إلى أن أهم المشاريع التي أُنجزت خلال الفترة الماضية، وفازت بالمركز الثاني في مؤتمر IAC في واشنطن، كان مشروعاً حول استخراج السفن من صور خليفة سات، حيث إنه عند إدخال صور خليفة سات على نظام ذكي معين، فإنه يستطيع بدقة عالية أن يحدد السفن الموجودة في الصور، كمرحلة أولى.
وتابع: وفي المرحلة الثانية يستطيع تمييز إذا كانت هذه السفينة قارباً أو سفينة كبيرة ذات حمولة أو تستخدم لأغراض أخرى، وذلك من دون تدخل بشري، كذلك فإن «النظام» يوضح المسطحات الخضراء والمباني والمياه، ويتعرف إلى عدد الطائرات الموجودة في الصورة، وفي المرحلة الثانية يستطيع تمييز نوع الطائرة.
وأكد المنصوري، أن الدقة العالية في صور «خليفة سات» تتيح استخدام تطبيقات أكبر، خصوصاً المتعلقة باستخراج الأجسام وتمييزها، ولم يكن الأمر بالدقة نفسها في القمرين الاصطناعيين «دبي سات1» و«دبي سات2»، مضيفاً: نحن «نقدم صور خليفة سات إلى جميع الجهات الحكومية داخل الدولة، وبعض الجهات تطلب الصور ومعلوماتها بعد تحليلها».
وبين أن مهندسي القسم أنجزوا 6 تطبيقات ذكية، من شأنها توظيف التقنيات الهندسية الحديثة المتمثلة في معالجة الصور، ومن بينها تطبيق يهدف إلى رصد عدد أشجار النخيل، لإحصائها ودراسة جودة الثروة النباتية، وآخر يعنى بدقة الصور، ويمكن الاستفادة منه لتحديد مواقع الأجسام الصلبة في الجسم.
وتابع: بالإضافة إلى صور الرادارات والأشعة الطبية، فضلاً عن تطبيق لرصد التغيرات، يخدم مشاريع البنية التحتية، وصولاً لتطبيق يدرس تغيرات السواحل الإماراتية.
وأكد، أن آلية العمل لفريق المهندسين تعتمد على المنهج العلمي في البحث، من خلال 4 خطوات رئيسة: تشمل تحديد المشكلة من خلال تحديد الهدف من المشروع، والبحث عن الدراسات السابقة في مجالها، ومن ثم وضع الفرضيات والتأكد من صحتها في نهاية المشروع، والتحليل الإجرائي الذي يبدأ بوضع آلية مقترحة لحل المشكلة، مضيفاً: أنه بعد ذلك يتم تحديد كل الأدوات المطلوبة لإتمام المشروع، والمتغيرات التي تؤثر في نتيجة البحث والدراسة، فضلاً عن التجربة وتحليل البيانات، وهي خطوة محورية تعتمد على إجراء التجربة، في ظل مختلف المتغيرات التي يتم تحديدها مسبقاً.وقال المنصوري: «من خلال التجربة، يتم الحصول على بيانات، يتم عرضها من خلال رسومات بيانية لتسهيل عملية التحليل، وصولاً إلى مرحلة الاستنتاجات، التي تتم من خلال ربط البيانات بعضها ببعض، وتحويلها إلى معلومات ذات قيمة علمية».