فرنسا تحذر من خطر هجوم إرهابي في بريطانيا
شهدت الدول الأوروبية حالة ارتباك واضحة ازاء التحذيرات الاميركية من الاعتداءات الإرهابية المحتملة، وإن كان الاتحاد الأوروبي اكد امس “أن خطر وقوع عمليات إرهابية في أوروبا حقيقي”.
فبعد نحو 4 أيام من اطلاق الولايات المتحدة اول تحذير الى رعاياها المسافرين الى أوروبا للتيقظ والحذر، ومسارعة بريطانيا في اليوم نفسه الى اطلاق تحذير مماثل لرعاياها لتوخي الحذر خصوصا في فرنسا وألمانيا. أصدرت الحكومة الفرنسية بيانا لافتا امس حذرت فيه رعاياها المسافرين الى بريطانيا لتوخي الحذر بسبب وجود خطر كبير بوقوع عمل إرهابي هناك قد يستهدف شبكة النقل العام والأماكن السياحية. بينما نددت الحكومة الألمانية بما وصفته بـ”التهويل”، وقالت إنها لا ترى مؤشرات على هجوم ارهابي وشيك على ألمانيا
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في موقعها على الانترنت “إن الحكومة تعتبر وقوع عمل ارهابي في بريطانيا أمرا محتملا جدا..ننصح المسافرين بتوخي أقصى درجات الحذر في وسائل النقل العام والاماكن السياحية المعروفة”. فيما قالت متحدثة باسم قيادة مكافحة الإرهاب في لندن “عندما يقول الفرنسيون إن أي هجوم مرجح للغاية فإنه قول صحيح لأن هذا هو مستوى الخطر عندنا”.
وتزامن البيان الفرنسي مع تأكيد مصادر أمنية لمحطة “بي بي سي” امس “أن بريطانياً يعرف باسم عبد الجبار كان يستعد كي يصبح زعيم مجموعة جديدة تابعة للقاعدة في المملكة المتحدة مهمتها شن اعتداءات في أوروبا قتل بضربة شنتها طائرة أميركية بدون طيار مطلع سبتمبر في باكستان”.
وقالت المصادر إن عبد الجبار كان يتدرب لكي يتولى قيادة المجموعة الجديدة التي كانت ستطلق على نفسها اسم “الجيش الإسلامي في بريطانيا”. مشيرة الى ان وكالات استخبارات تجسست على مجموعة من 300 ناشط في وزيرستان الشمالية كان من ضمنهم عبد الجبار بالإضافة الى عناصر من “طالبان” و”القاعدة”.
واشارت المصادر الى أن عبد الجبار قدم خلال الاجتماع على انه زعيم مجموعة جديدة مهمتها تنظيم اعتداءات في بريطانيا وفرنسا وألمانيا على غرار اعتداءات مومباي. وأضافت انه في ضوء المعلومات التي جمعت من الاجتماع شنت طائرة من دون طيار هجوما صاروخيا في الثامن من سبتمبر قتل خلاله عبد الجبار مع ثلاثة اخرين.
وقال مسؤول استخبارات باكستاني من جانبه إن البريطاني عبد الجبار كان له صلات بفيصل شاه زاد الاميركي الباكستاني الأصل الذي حاول تفجير سيارة مفخخة في ميدان تايمز سكوير في نيويورك في مايو الماضي، وأصدرت السلطات حكما بسجنه مدى الحياة. وأضاف “أن عبد الجبار كان بصدد إنشاء فرع لطالبان في بريطانيا”.
ووفق المسؤول الباكستاني فان عبد الجبار جاء إلى باكستان عام 2009 وتلقى تدريبا عسكريا في وزيرستان الشمالية على الحدود الأفغانية، وكان نجا في وقت سابق من غارة لطائرة بدون طيار على معسكر لتدريب المتشددين يديره حافظ جول باهادور وهو قيادي متحالف مع شبكة حقاني.
وأضاف “قتل عبد الجبار في نهاية المطاف في غارة بالقرب من ميران شاه”.
واكد السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة حسن حقاني لمحطة “بي بي سي” أن تزايد عدد الضربات الجوية في المناطق القبلية مؤخرا مرتبط بالاعتداءات المفترضة التي قد تشنها “القاعدة” في أوروبا. وقال “إن متطرفين خططوا لمهاجمة أهداف في أوروبا، وحسب المعلومات التي تسلمتها باكستان من الاميركيين فإن بعض الأشخاص اعتقلوا في الماضي واستجوبوا كما كشفت بعض المعلومات الاستخبارية أن هناك مؤامرة لمهاجمة عدد من الأهداف الأوروبية”.
من جهة ثانية، واذ اكد مسؤول باكستاني مقتل قيادي ألماني للمتشددين يدعى عبد الغفار في غارة صاروخية اخرى في وزيرستان الشمالية. جددت وزارة الخارجية الالمانية امس نفيها امتلاك أي معلومات ملموسة حتى الآن حول ما تردد عن مقتل 8 متشددين المان في غارة لطائرة أميركية دون طيار في باكستان. وقال متحدث “إن الوزارة والسفارة تتابعان جهودهما النشطة من اجل توضيح الوضع وعلى اتصال مع السلطات الباكستانية”.
وندد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير بما وصفه بـ”التهويل” بشأن مخاطر وقوع عمليات إرهابية في أوروبا، وقال متحدثا للصحافيين في برلين “ليس هناك في الوقت الحاضر مؤشرات تفيد عن هجمات وشيكة في المانيا، لكن هناك خطرا مبدئيا كبيرا والمصالح الألمانية في الداخل والخارج هي منذ بعض الوقت محط اهتمام الإرهاب الدولي”.
وأضاف “اننا نتابع كل الخيوط بجدية ونحقق فيها بشكل دقيق جدا..اطلب بعض التفهم حين أقول انه لا يمكنني، ولن أقوم بعرض الإجراءات التي تتخذها سلطاتنا”، لكنه تابع قائلا “يمكنكم ان تثقوا باننا ننظر الى كل الخيوط بجدية عند تقييم الوضع، وبان كل هذه الخيوط تقود الى اتخاذ الإجراءات الملائمة الآن وفي المستقبل..لا داع للتهويل..الأمن ومكافحة الخطر المحدق بالمواطنين لديهما الأولوية على التصريحات العامة وعلى تحديد الموقف العلني الواجب اعتماده”.
وشنت السلطات الألمانية امس حملة تفتيش كبيرة ضد عناصر يمينية متطرفة في عدة ولايات. وقام نحو 200 شرطي بتفتيش منازل ومقار في ولايات تورينجن وبافاريا وسكسونيا للاشتباه في قيام عناصر يمينية متطرفة بتدبير مواد متفجرة غير شرعية.
وفي بروكسل، اعلن منسق عمليات مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دو كيرشوف أن خطر وقوع عمليات ارهابية في أوروبا حقيقي، وقال “اعتقد أن المسؤولين لن يسببوا حالة من الهلع بين السكان اذا لم يكن هناك عناصر ملموسة تشير الى ذلك”، لافتا الى أن واشنطن ولندن وباريس وطوكيو وستوكهولم وجهت تحذيرات من خطر وقوع اعتداءات.
وأضاف “يندرج ذلك في إطار عام لتهديد لم يتراجع في الآونة الأخيرة..نعلم أن هناك دائما نية، خصوصا لدى القاعدة لارتكاب اعتداءات على نطاق واسع، خصوصا أن الضغوط تزداد على القاعدة بين أفغانستان وباكستان بسبب غارات الطائرات من دون طيار والعمليات الخاصة الاميركية”.
المصدر: عواصم