أوباما مصمم على خفض سقف الدين العام الأميركي
واشنطن (رويترز) - قال البيت الأبيض أمس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يتراجع عن جهوده الرامية إلى حل مشكلات الديون الأميركية وسيوضح هذه القضية لزعماء الكونجرس في محادثات يجريها معهم (مساء أمس) من أجل مواجهة”هذا التحدي الخطير”. وقال دان فايفر، مدير الاتصالات بالبيت الأبيض، في بيان “نحتاج إلى أسلوب متوازن يطلب من الأشخاص الأكثر ثراء والمصالح الخاصة دفع نصيبهم العادل”. وجاءت تصريحات فايفر بعد تخلي جون بينر رئيس مجلس النواب عن جهوده للتوصل إلى صفقة قيمتها أربعة مليارات دولار لخفض العجز واقتراح انتهاج برنامج أكثر تواضعاً.
وبدت مواقف كل من “الديمقراطيين” و”الجمهوريين” أكثر صلابة، حيث أشار جون بونر زعيم الجمهوريين ورئيس مجلس النواب، إلى أن حزبه لا يوافق على أي زيادات ضريبية، وقال إنه اتفق مع أوباما على خفض سقف الغايات المرجوة من المحادثات. لكن البيت الأبيض أصر على الفور أنه يجب على الجمهوريين أن يقبلوا فرض ضرائب أعلى على الأثرياء. وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض “لا يمكننا أن نطلب من الطبقة المتوسطة وكبار السن تحمل كل أعباء ارتفاع التكاليف والتخفيضات في الميزانية. نحتاج إلى نهج متوازن يطلب من الأكثر ثراء والمصالح الخاصة أن يدفعوا نصيبهم العادل أيضاً، ونعتقد أن الشعب الأميركي يوافق على ذلك”. وبدا الرجلان متفقين في الأسبوع الماضي عندما أشار أوباما إلى أنه على استعداد للالتزام بخفض الإنفاق 4 تريليونات دولار على الأقل على مدى السنوات الـ 10 المقبلة، حوالي ضعف المبلغ الذي عرضه في وقت سابق، مقابل رفع سقف المديونية. لكن أوباما أوضح أيضاً أنه يريد أن يضع حدا للتخفيضات الضريبية التي أقرتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش للأسر الغنية، وهي الخطوة التي لا يدعمها الجمهوريون. وأوضح بونر مقاومته لهذا الطلب قائلاً “على الرغم من الجهود الصادقة لإيجاد أرضية مشتركة، فإن البيت الأبيض لن يسعى إلى اتفاق لخفض أكبر للديون دون زيادة الضرائب”. وأعرب عن اعتقاده أن “النهج الأفضل” ربما يكمن في العودة إلى التخفيضات المتفق عليها بالفعل من قبل الحزبين خلال أسابيع من المفاوضات التي قادها نائب الرئيس جو بايدن والتي تقدر بـ 2,4 تريليون دولار. وحذر البيت الأبيض من أن التراجع عن اتفاق أكثر صرامة سوف “يؤكد الشكوك التي تراود المواطنين إزاء السياسة في واشنطن”.