محللون يستقبلون بفتور أنباء إطلاق «آي بود تاتش 3 جي» بمواصفات «آي فون» بفتور
من المحتمل جداً أن تبدأ شركة “آبل” في تصدير جهاز “آي بود تاتش” قريباً بقرن استشعار 3G وبقارئ “إم بي ثري” ومُشغل وسائط ليكون هذا الجهاز بذلك يحمل كل الميزات الموجودة في أجهزة “آي فون”. وقد سرب هذا الخبر موقع تكنولوجي هولندي هذا الأسبوع اسمه آبل سبوت/Apple Spot، وادعى كُتابه أن المستهلكين سيشترون بطاقات وحدة التعريف المشترك (SIM) من مزودي الخدمة أنفسهم ويضعون هذه البطاقات مباشرةً على ظهر جهاز “آي بود تاتش” للحصول على نفس خصائص ومواصفات “3G”. فما مدى صحة هذه الإشاعة؟ وهل من وراء دُخانها نار ما أوقدتها “آبل” لغرض في نفسها أم أن الأمر لا يعدو كونه جس نبض شوارع المستهلكين؟
أخبر واين لام، أحد المحللين الرئيسين لشركة “IHS iSuppli”، أخبر موقع “CNET” التكنولوجي أن قرن الاستشعار (هوائية) 3G سيكون مكلفاً كثيراً بالنسبة لشركة “آبل”. غير أنه قد يستحق مخاطرةً من هذا النوع لإخراج “آي بود تاتش 3G” إلى الوجود، خُصوصاً بعد أن تنبأت “آبل” نفسها بمستقبل زاهر لخدمة “آي كلاود” السحابية التي لا تعمل إلا مع وجود ربط بالإنترنت. وتعني هوائيات 3G أن الويب قد يمتد إلى ما وراء شبكة البث اللاسلكي فائق الدقة والسرعة (الواي فاي).
هذا ناهيك عن برامج الخدمات الصوتية عبر ميثاق الإنترنت (VoIP) التي ستؤدي مع وجود “آي بود 3G” إلى إمكانية فك الارتباط بجهاز “آي فون” والاستغناء عن “خدماته”. وهذا أمر محتمل. لكن جاريد نيومان أورد مقالاً في مجلة “تايم” قال فيه إن “آي بود تاتش ليس مُصمماً ولا مُجهزاً ليعوض أياً من الهواتف الذكية. فهو يفتقد إلى سماعات الأذن، وهو ما يعني الاضطرار إلى تلقي المكالمات باستخدام سماعات الهاتف.
كما أنه لا يشمل رُقاقةً خاصةً بتحديد نظام التموضع العالمي (GPS)، وهو ما يعني أن الخدمات والتطبيقات القائمة على تحديد الموقع والمكان ستكون معطلة وستُجبر المستخدم على اللجوء إلى أبرز مواقع شبكة “الواي فاي” وأبراج الهواتف المتحركة التي تستخدم حساب التثليث لتحديد إحداثيات المواقع، وهذه الأخيرة توفر معلومات وبيانات مكانيةً أقل دقةً”.
وعلى موقع “جيزمودو”، كان للمحلل مات هونان رأي مختلف تماماً، فهو يقول إنه يُرحب بإطلاق جهاز “آي بود تاتش 3G” الذي سيكون له نفس وظائف الهواتف المتحركة الذكية “إذا استثنينا خطة الصوت صعبة الاحتمال”. ويضيف “أنا ما زلت أدفع لشركة “أيه تي أند تي” حوالي 100 دولار شهرياً كرسوم عن خطة الصوت والبيانات على جهاز هاتفي المتحرك. وأدفع في الوقت ذاته قُرابة 30 دولار شهرياً عن خطة البيانات على جهازي “آي باد”. ولو كان باستطاعتي استخدام خطة خدمات مشابهة على جهاز “آي بود” وربط رقم حسابي الموجود حالياً بخدمة “جوجل فُويْس”، فإنه سيُتاح لي توفير الكثير من التكاليف على مدار العام”.
وقد تبدو وجهة نطر مات هونان مفهومة، لكن غالبية المستخدمين العاديين سيميلون إلى رأي جاريد نيومان باعتباره يضع أكثره أصبعه على النواقص والسلبيات المحتملة التي قد يأتي بها جهاز “آي بود” من هذا النوع. وصحيح أن خدمة “جوجل فويس” هي خدمة جيدة، وصحيح أيضاً أن خطط الصوت والبيانات يمكنها أن تكون باهظة التكاليف وصعبة الاحتمال، لكن التساؤل المطروح هو ماذا سيكون رد فعل المستخدم إذا وجد نفسه في منطقة يحصل فيها على إشارة صوت قوية وغاب عنه أي ربط “3G”؟ والأسوأ من هذا هو ماذا إذا كنت تعيش أو تسكن في هكذا منطقة؟ وفي نهاية المطاف، لا يمكن أن يُستنتج من تعليقات المحللين إلا أن قرار إطلاق جهاز “آي بود” بمواصفات هاتف متحرك ذكي لن يكون قراراً حصيفاً في حال ثبت صدق الإشاعة حوله.
عن “كريستيان ساينس مونيتور”
ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي