بدأت مجموعة الإمارات للبيئة البحرية بتنظيم دورات تدريبية لطلبة المدارس في محميات بحرية على شاطئ البحر مباشرة، وتتضمن الدورات تعليم الإنقاذ والإسعافات في حال الغرق، وكيفية التعامل مع ضربة الشمس، وتعلم طرق صيد الأسماك بالإضافة إلى التعرف على أنواع الأسماك والأسماء المحلية لكل سمكة. من البرامج التدريبية المطروحة أيضا تعليم طرق حماية الكائنات البحرية، كالسلاحف التي تدفن البيض على الشواطئ، ويحصل الناشئة عن طريق مجموعة الإمارات للبيئة البحرية على دورات في فن الغوص والأخلاقيات الخاصة بحياة البحر والطرق المتبعة، وكل تلك الدورات تعد بشكل منتظم بالتعاون مع المدارس أو الجهات التي ترغب في تنظيم برنامج عن البيئة البحرية. مقر المجموعة يقع في جبل علي وعلى شاطئ البحر مباشرة. التأهيل البيئي ويتحدث علي صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الجمعية عن هذه الدورات فيقول: برامج مجموعة الإمارات للبيئة البحرية لا تتوقف عند دراسة المجتمع البحري، ولم تكن برامجها موقوفة على التعاون مع أقسام البيئة أو الصحة في البلديات لتنظيف الشواطئ، أو دراسة صحة موائل الأسماك أو المرجان أو الكائنات الأخرى، ولكن كان للمجموعة التأثير المباشر على الطلاب والطالبات بمختلف أعمارهم، لذا ارتأينا توفير نشاطات مباشرة لهم. ويتابع السويدي: النشاطات الدائمة تتضمن تعليم الإنقاذ والإسعافات الأولية في حالات الغرق وضربات الشمس، وطرق صيد الأسماك، كما يتم التركيز أيضا على التعريف بالبيئة البرية أيضا، وكذلك مهارات الغوص، ونحاول أيضا تأهيل المتدربين لاكتساب حرف النجارة والسباكة والحدادة، ويتم تنفيذ تلك البرامج على الطلبة المواطنين والوافدين على السواء. يضيف السويدي أن من أهم أهداف المجموعة تأهيل الأطفال والناشئة بيئيا، وأيضا تزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من الاستفادة من قدراتهم الشخصية، من أجل الحفاظ على أنفسهم ومن معهم، ومن أجل صحة البيئة التي يعيشون فيها، وتبدأ الأنشطة في المكان بوصول الفريق الذي يأتي من أجل هدف محدد، فهناك جهات تعليمية كالمدارس مثلا تبعث بطلابها من أجل الاطلاع على المكان، ويتم عرض الأفلام التي تمكنهم من التعرف على مهام وخدمات مجموعة البيئة البحرية، فتكون الرحلة عبارة عن زيارة قصيرة، وهناك من يأتي لقضاء يومين مثلا، حيث توجد أماكن مهيأة تستقبل أعداداً معينة من الطلاب مع توفير المكان للمبيت والوجبات، وتمارس مجموعة من الفعاليات والبرامج التعليمية التي تعتمد على الفصول. ويتابع السويدي: إن من أهم ما يمكن القيام به هو جعل الأطفال أو الناشئة بيئيين سواء في البر أو البحر، فالكثير من أبناء الدولة لا يعلمون أن إلقاء المخلفات وراء ظهورهم فيه إيذاء لأنفسهم بعد فترة من الزمن، والكثير منهم أيضا لا يعرف شيئا عن مسألة إعادة تدوير النفايات، وأن بإمكانهم المساعدة في دفع العجلة الاقتصادية والصحية، إن هم قاموا بجمع تلك المخلفات الورقية أو البلاستيكية أو الزجاجية وذهبوا بها للجهات التي تعيد تصنيعها، ولذلك نحن من خلال برامجنا نوجههم إلى ذلك ونلفت أنظارهم إلى أهمية هذه العملية. برامج بحرية وتعتمد برامج مجموعة الإمارات للبيئة البحرية على تقديم المعلومة بشكل عملي، حيث يعمل الجميع وينفذون برامجهم في متعة، ومن تلك البرامج قيم التعاون فيما بينهم، وقيم المحافظة على نظافة المكان الذي نعيش فيه، والحرص على ممارسة العبادات، والمحافظة على العادات التي تربى عليها الآباء والأجداد وعدم الانسلاخ عنها، وأن يكون للذات ضابط ورادع منها يحثها على ممارسة كل ذلك دون انتظار للغير، كما أن مجموعة الإمارات التي تخدم في مختلف أنحاء الإمارات، وتركز على تعليم الطلاب والطالبات كيفية المحافظة على الشواطئ عند ارتيادها، وفي ذات الوقت يتعلمون معنى كيف يمكن توفير السلامة للبيئة البحرية، وذلك بالحد من إلقاء النفايات والملوثات، واعتبار ذلك مسؤولية وواجباً وطنياً. ويتابع علي صقر السويدي: في الفترة التي يقضيها الطلاب معنا نحاول تعريفهم بأفضل الأوقات للسباحة والصيد وكيفية الاستفادة من البيئة البحرية، ويحصل الطلاب الأكبر في العمر على معلومات حول الشعاب المرجانية وأهميتها وكيفية الحفاظ عليها من التلف، ويكون تحفيز الشعور بالمسؤولية هدفنا الأول، فهؤلاء الشباب سوف يمارسون ما حصلوا عليه من معلومات فيما بعد، وأيضا هم العنصر الناقل لتلك المعلومات إلى أصدقائهم، ويحرص علي صقر من خلال مجموعته - غير الربحية- إلى التواصل مع وسائل الإعلام بحيث تصل الصورة واضحة إلى المجتمع الأسري والمدرسي كي يتم التعاون من أجل توعية الأجيال بيئيا. ومن ضمن الفعاليات التي نظمتها المجموعة حملات لكيفية حماية السواحل وإنقاذ السلاحف من خلال نقل بيوضها إلى أماكن أكثر أمنا، وقد تم تصوير فيلم يعرض ذلك كي يكون الأطفال أكثر وعيا والشباب أكثر حرصا، وركز السويدي خلال حديثه على أهمية أن يتعلم الأبناء منذ طفولتهم حب المكان، وأن يحرص الآباء على أن لا ينسلخ الأبناء عن الماضي، فإن الماضي بما فيه من قيم هو مرآة الحضارة، وإن لم تمارس تلك القيم فإنها تندثر ولا يعود لذلك الشعب قيم يعتمد عليها كقوة رابطة بالوطن، وهذا ما حدث في كثير من دول العالم، ولكن ما يميز دولتنا أنها توفر المؤسسات التي ترعى الأسرة وتوفر لها البرامج الرابطة بالعادات والتقاليد وبالتراث بمختلف جوانبه. تستمر الحملات التي تقودها المجموعة مستهدفة الأطفال والناشئة من منطلق أن تلك الأجيال التي سوف تعيد صياغة آلية حماية البيئة من خلال ممارساتها الحياتية، إلى جانب تنظيم الدورات والحملات مع المؤسسات الحكومية والخاصة، والتي تنظم بدورها المحاضرات والبرامج التوعوية، وهناك من يقوم بطباعة النشرات التعريفية أو الخاصة بالتوعية، وطالب المسؤولين في أقسام حماية البيئة ضمن المؤسسات بأن يحرصوا على المطالبة بسن المزيد من القوانين، التي تعاقب من يعبث أو يستهتر بالبيئة سواء البحرية أو البرية، كما أكد السويدي أن على الأسرة توعية أبنائها وغرس القيم التي تحافظ على البيئة المحيطة من أجل سلامة الوطن وبالتالي من أجل الأرض. جانب ترفيهي خلال إقامة الأطفال أو الشباب في المخيم يعمل أعضاء المجموعة على إقامة المسابقات التي تكرس تلك القيم، وأيضا توفر المعلومات المتعلقة بالأحياء البحرية، أو تلك التي تعرف بأسماء وأنواع الأسماك، كما تقام العاب ومسابقات ترفيهية وليال للسمر لمزيد من المرح، ويعتبر السويدي أن هذه الوسائل من أسهل أدوات التعليم لأنها بعيدة عن الحشو، وعن المصطلحات الثقيلة التي تتشرب بسرعة من ذاكرة الإنسان.