“بلاكستون” آلة بدائية قديمة، كان يستعملها الآباء والأجداد، وتعتبر من ضمن الأدوات الزراعية المهمة لدى المزارعين، وكانت من المكائن التي تستخدم في إخراج الماء لسقي الزرع والنخيل، وظهرت هذه الآلة في فترة السبعينيات، وقد تغنى بها الكثيرون، وطربوا لسماع صوتها، بل إن البعض يهوى سماع صوتها “يتكتك” في جنبات المزرعة. وعن هذه الماكينة، يقول المزارع السبعيني راشد مبارك، الذي عاصر فترة استخدام تلك المكائن الزراعية “تعتبر المكائن الزراعية من الآلات التي استخدمها الإنسان في الماضي، لتطوير النشاط الزراعي وحصد المحاصيل الزراعية آنذاك حين كانت تدار بمحرك الديزل أو الجازولين”. ويضيف “بلاكستون من الآلات التي استخدمها المزارعون قديما لاستخراج المياه من الآبار الجوفية”. ويتابع “بتركيبها أزالت درك الشقاء والمجهود الطويل في سقي الزرع والمعاناة والتعب الذي كان يشعر به كل من لديه نشاطات زراعية ويقوم بحرث أرضه، فمع وجودها وفرت الماكينة الوقت والجهد المبذولين في الزراعة، ما أسهم في زيادة مساحة الرقعة الزراعية”. ويقول “كانت المكائن متوافرة لدى عدد قليل جداً من المزارعين، نظرا لارتفاع سعرها الذي كان يصل إلى 300 روبية هندية في ذلك الوقت، حيث كانت تجلب من الهند عادة، ووقت وصولها قد يمتد إلى ثلاثة أسابيع لبعد المسافة وثقل وزنها وكبر حجمها”. وعن طريقة عمل الماكينة يضيف راشد “مكائن البلاكستون تعمل بيسر بحيث يتم نقل الحركة إلى مضخة مركبة على بئر الماء فيتم رفعه عبر مواسير إلى أعلى البئر ومن ثم سقي المزروعات، وللحفاظ على الماكينة من تعرضها للتلف يتم حفر حفرة بِسلم ويتم تركيب الماكينة في هذه الحفرة ويتم الصعود والهبوط عند تشغيل الماكينة، ويضيف “كان يسمع للماكينة صوت متقطع “تك-تك”، والبعض يضع عند فوهة العادم علبة لتصدر صوتاً مميزاً. وكان تشغيل تلك المكائن يتم يدويا فتدار بِهندل فإذا زادت الحركة انطلقت في التشغيل، وكان هذا يحتاج إلى جهد رجل قوي، وحين يتم الانتهاء منها تغطى بقطعة قماش حتى لا تتعرض للتلف أو الغبار”. ويخلص مبارك إلى أن “ليس جميع المزارعين لديهم القدرة على شرائها فهي غالية الثمن، وحتى يشارك الجميع فرحة من لديه البلاكستون كان صاحبها يقيم مأدبة غداء بمناسبة وصول الماكينة لتهنئته وليتفاخر بها بين أصدقائه المزارعين”.