محمد عبدالسميع (الشارقة)
يعود ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته الثامنة عشرة بحلة جديدة وبرنامج ثقافي وتراث متكامل، حيث تنطلق فعالياته اليوم وحتى 26 سبتمبر الجاري، تحت شعار «الحكايات الخرافية»، مبحراً في أعماقها، مستعيداً تراثها الزاخر الذي تناقلته الرواة عبر الرواية الشفاهية، وباحثاً في رموزها ودلالاتها وسيقاتها الثقافية والتراثية، مقدماً إضافة جديدة ومهمة إلى مسيرة «الراوي» الحافلة بالعطاء.
استهلت الدورة الجديدة للملتقى ببرنامج استباقي شامل متنوع، شارك فيه نخبة من الخبراء والباحثين والمختصين في التراث الثقافي، الذين قدموا خلاصة تجاربهم ومعارفهم للمهتمين والباحثين، بهدف صون المخزون التراثي، والاهتمام بالرواة والرواية والحكاية الخرافية، باعتبارهما أحد أهم الكنوز البشرية المتوارثة التي تعكس قيمة التراث المتوارث لدى الشعوب والأمم. واشتمل البرنامج الاستباقي على عقد برنامجي «إعداد الجامع الميداني» و«المجاورة»، اللذين تضمنا العديد من ورش العمل والمحاضرات والدورات التدريبية.
وقد أجمع باحثون ومتخصصون بالتراث على أهمية ملتقى الشارقة الدولي للراوي، المظلة التي يجتمع في رحابها رواة إماراتيون ومن الخليج العربي ودول عديدة لها باع طويل في الفعل الثقافي، وفي القلب منه التراث بتنوع أجناسه.
الدكتور حمد بن صراي، الباحث في التراث وأستاذ التاريخ في جامعة الإمارات، يرى أن الملتقى يتجدد كل عام بما يحمله من مضامين فكرية وثقافية، تترجم عبر ورش وندوات تعنى بالرواة وحركة توثيق التراث بكل تجلياته.
وتؤكد القاصة أسماء الزرعوني، أن الملتقى على أهمية الملتقى ودوره في التجديد والإضافة كل عام من خلال طرح الأفكار الغنية بالتجارب الإنسانية، وتجاوزه البعد المحلي إلى فضاء العالمية.
وأشار الدكتور سيف البدواوي، الباحث في التاريخ، إلى أن الملتقى تبرز أهميته في احتفائه بالرواة وسردياتهم.
وقال الكاتب أحمد عبيد، إن الملتقى تأكيد على قيمة واستمرارية وديمومة العمل التراثي الثقافي. وأضاف: ريادة الملتقى تكمن في تكريم عمالقة العمل التراثي والمشتغلين في حقل التراث. وتوثيق أعمالهم المتمثلة في القصص والخراريف والحكايات بكل عناوينها ومضامينها.
أما الدكتور سالم الطنيجي، أستاذ الدراسات الإماراتية في كليات التقنية، فيرى أن الملتقى عبر دوراته يمثل مبادرة ونشاطاً مهماً يوثق ويحقق المعلومات التي يتم جمعها من الرواة لإمكانية الاستفادة منها في مجالات عدة، إضافة إلى كونه امتداداً لمختلف الفعاليات الثقافية التي تركز على الهوية الإماراتية والخليجية والعربية.
هذا وقد أكد د. عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى، أن ضيف الشرف هذا العام هي مملكة البحرين، ممثلة في شخصية الدكتورة أنيسة فخرو، صاحبة الإنتاج الغزير في الحكايات والأدب الشعبي، إضافة إلى شخصيات ثقافية بحرينية مرموقة لإثراء الحضور البحريني، وتقديم خلاصة تجاربها الميدانية.
وقالت عائشة راشد الحصان الشامسي، مديرة مركز التراث العربي، المنسق العام للملتقى: تحمل الدورة الحالية الكثير من المعلومات، خاصة المتعلقة بالحكايات الخرافية، إضافة إلى إصدارات الملتقى المتمثلة في: موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي، وموسوعة الحكاية الشعبية المغربية، وأعلام الرواة، وروايات من الإمارات.