دينا محمود (لندن)

في وقت، تقلص فيه الفارق في استطلاعات الرأي بين حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا وغريمه الرئيسي، حزب العمال، قبل أقل من 40 يوماً من الانتخابات المرتقبة في البلاد، تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء المحافظ، بوريس جونسون، سواء على الساحة الداخلية أو من جانب مسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي.
فقد اتهم زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربين، جونسون بمحاولة «اختطاف» ملف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، واستغلاله للحصول على تأييد الناخبين لسياسات اقتصادية لا تحظى بالشعبية، قائلاً: إن رئيس الوزراء اليميني يسعى للتخلي عن قطاع الخدمات الصحية الحكومي، المعروف باسم «إن إتش إس»، في إطار اتفاقية مزمعة للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، حال إتمام إجراءات الانفصال عن أوروبا.
وأكد الزعيم العمالي البريطاني، أن حزب المحافظين يدرك أنه «عاجز عن كسب التأييد لسياساته الرأسمالية بإفراط، إذا ما أسفر عنها بوضوح، ولذا يحاول تمريرها تحت لافتة الـ بريكست».
وفي كلمة ألقاها، أمس، تعهد كوربين بأن «يصل إلى حل لملف بريكست»، في غضون ستة أشهر، من فوزه بالانتخابات المقررة في 12 ديسمبر المقبل.
وفي بروكسل، شن رئيس المفوضية الأوروبية المنتهية ولايته، جان كلود يونكر، هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء البريطاني، واتهمه بـ «ترديد الكثير من الأكاذيب»، خلال الفترة السابقة للاستفتاء، الذي أُجري في المملكة المتحدة، قبل أكثر من 3 سنوات، وأسفر عن تأييد غالبية ناخبيها بنسبة ضئيلة للغاية للانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وأعرب يونكر - في تصريحات نشرتها صحيفة «الجارديان» - عن أسفه، لأنه لم «يدحض هذه الأكاذيب» في وقتها، ولم يتدخل في الجدل الذي شهدته الساحة الداخلية البريطانية قبيل الاستفتاء، قائلاً: إن موقفه السلبي في ذلك الصدد جاء استجابة لنصيحة تلقاها من جانب رئيس الوزراء البريطاني، آنذاك، ديفيد كاميرون.
في الوقت نفسه، اعتبر محللون سياسيون بريطانيون أن بوريس جونسون يتبنى في الوقت الراهن استراتيجية ربما تضعف فرص حزبه في الفوز بالاقتراع، مما قد يؤدي لخسارته السلطة التي وصل إليها، منذ إلحاقه الهزيمة بحزب العمال، في الانتخابات التشريعية التي أُجريت في مايو 2010.
وقال المحللون - عبر صحيفة «دَيلي تليجراف» - إنه يتعين على رئيس الوزراء البريطاني السعي لتركيز الحملة الانتخابية لـ «المحافظين» على نشر رؤية أكثر تفاؤلاً بين الناخبين المنهكين من «دوامة البريكست»، وليس التباري مع المعارضة العمالية، في تبني خطط من شأنها زيادة الإنفاق الحكومي.