حاتم فاروق (أبوظبي)

حقق القطاع الصناعي في إمارة أبوظبي نمواً بنسبة 6% بالقيمة الحقيقية بنهاية عام 2018، بينما زادت مساهمته في إجمالي الناتج المحلي غير النفطي للإمارة إلى أكثر من 12% ليحتل مقدمة القطاعات الاقتصادية الأفضل أداءً خلال العام الماضي، بحسب راشد عبد الكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي.

رسم مستقبل جديد
وقال البلوشي خلال فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الـ18 لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» في أبوظبي أمس، إن استضافة أبوظبي الدورة الـ18 للمؤتمر العام للمنظمة تعكس التزام حكومة إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام، بتقديم الدعم للجهود الدولية الرامية إلى رسم مستقبل جديد للصناعة، وفق أهداف الأجندة الدوية للتنمية المستدام 2030.
جاءت كلمة وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي خلال جلسة نقاش نظمت على هامش المؤتمر العام، بعنوان «دور ريادة الأعمال والابتكار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة: نظرة إقليمية على الدول العربية والأفريقية»، حيث تناولت الجلسة الفرص المستقبلية في عصر الثورة الصناعية الرابعة، ودور التقنيات الحديثة في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في أنحاء العالم العربي وأفريقيا، كما ركزت على التحديات التي تواجه ريادة الأعمال والابتكار في المنطقة.

منصة عالمية
وأكد وكيل الدائرة أن إمارة أبوظبي قطعت شوطًا طويلاً في إنشاء منصة عالمية فريدة لبناء الجسور بين المصنعين والحكومات والمنظمات غير الحكومية وخبراء التكنولوجيا والمستثمرين، مؤكداً أن الإمارة ماضية في تسخير إمكاناتها وقدراتها لاحتواء الثورة الصناعية الرابعة في التصنيع والمساهمة في إنعاش الاقتصاد العالمي، منوهاً بدور أول منصة عالمية أطلقتها أبوظبي والمتمثلة بالقمة العالمية للصناعة والتصنيع (GMIS) التي انطلقت أولى دوراتها في أبوظبي في مارس 2017.
وأوضح البلوشي أن إمارة أبوظبي، رسمت لها خريطة طريق لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وفق محددات رؤيتها الاقتصادية 2030 التي تستهدف القطاعات غير النفطية لتعزيز مساهمتها بأكثر من 60% من إجمالي الناتج المحلي في الإمارة، مؤكداً أن القطاع الصناعي في أبوظبي يعد أحد أهم محركات التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث اتخذت الدائرة ممثلة بمكتب تنمية الصناعة التابع لها خطوات فعالة بالتعاون الوثيق مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية، لتوسيع القاعدة الصناعية في الإمارة، عبر فتح مجالات الاستثمار الصناعي، وتوفير العديد من المحفزات للمستثمرين.

نمو ملحوظ
وأضاف: «لقد حافظ القطاع الصناعي على نموه الملحوظ، محتلاً المرتبة الثانية كأكبر قطاع لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بين الأنشطة غير النفطية في عام 2018، ما يؤكد صحة أبوظبي كوجهة صناعية موثوق بها»، معرباً عن تطلعه في أن يشهد مؤتمر «اليونيدو» في أبوظبي تحقيق أهدافه في تطوير مناهج جديدة لتسريع التقدم المستدام للتصنيع العالمي، بما يسهم في رسم حدود بيئية واضحة وحصد فوائد التقدم التكنولوجي، ويخدم شعوب العالم عبر توفير فرص متساوية في التنمية المستدامة.
وتستضيف إمارة أبوظبي، خلال الفترة من 3 إلى 7 نوفمبر الجاري، في فندق قصر الإمارات، المؤتمر الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، وذلك في ظل تنامي دور دولة الإمارات، وإمارة أبوظبي خاصة، في القطاع الصناعي العالمي وبنائها قاعدة صناعية متطورة تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للإمارة بما يجعلها نموذجاً يحتذى به على مستوى الدول النامية، وشريكاً صناعياً موثوقاً في المنطقة للشركات الصناعية العالمية الكبرى.
وأكد البلوشي أن القطاع الصناعي يلعب دوراً أساسياً في تعزيز النمو الاقتصادي لإمارة أبوظبي، حيث يعتبر ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي القومي بعد قطاع النفط والغاز، مشيراً إلى أن مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج الإجمالي غير النفطي لإمارة أبوظبي بالأسعار الثابتة، ارتفع إلى 49.3 مليار درهم عام 2018 مقابل 46.5 مليار في 2017 بزيادة 2.8 مليار ونمو 5.9%.

موقع مثالي للمشاريع
وأضاف أن إمارة أبوظبي أصبحت تحتل موقعاً استراتيجياً على الخريطة الصناعية العالمية، بفضل الموقع المثالي للمشاريع التي تستهدف الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، إذ يمكن للشركات العاملة في أبوظبي الوصول إلى عدد من الأسواق يتجاوز عدد سكانها 4.5 مليار نسمة، حتى أصبحت أبوظبي مقصداً للمستثمرين، ورجال الأعمال من مختلف دول العالم.
وشهدت الجلسة، مشاركة الشيخ فيصل بن راشد بن عيسى آل خليفة، نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة في البحرين والذي توجه بجزيل الشكر لقادة دولة الإمارات، مؤكداً متانة العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات ومملكة البحرين.