جمعة النعيمي (أبوظبي)

كشفت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، أن التقارير الأولية للفرق المتنافسة في «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت» الذي ينطلق في فبراير المقبل، تبشر بمسابقة استثنائية لعام 2020، حيث تحتاج الطائرات من دون طيار، لكي تتمكن من أداء مهامها والاستجابة السريعة في حالات الكوارث، إلى الطيران بسرعة عالية لمسافات بعيدة دون أي تدخل بشري وغالباً في بيئات يصعب فيها الاعتماد على أنظمة التوجيه مثل نظام الـ «جي بي إس»، إذ تمثل الاستقلالية في أداء الطائرات من دون طيار تحدياً كبيراً أمام الفرق المشاركة في «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت».
وستخوض الطائرات من دون طيار المتنافسة ثلاثة تحديات متتابعة أشبه ما تكون بسباق التتابع الثلاثي الذي يشمل كل التحديات بمنافسة واحدة، إضافة إلى التحدي الكبير والأخير. وأوضحت الجامعة أن «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت» 2020 يعتمد على مركبات جوية وأرضية غير مأهولة قادرة على التنقل والمناورة في بيئات داخلية وخارجية غير منظمة، ترتكز بشكل أساسي على التطبيقات التكنولوجية، ومجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي وحلول المدن الذكية، وتهدف الفعاليات إلى توفير البيئة المناسبة لدعم الابتكار والتقدم التقني في مجال الروبوتات إلى جانب تشجيع الاعتماد على تكنولوجيا الروبوتات للارتقاء بمستويات الأداء في مختلف القطاعات.
ويتم تنظيم التحدي مرة كل عامين، حيث يتم اختيار 34 فريقاً لبحوث الروبوتات من أفضل الجامعات من كافة أنحاء العالم للتنافس في أبوظبي في مسابقة تمتد لثلاثة أيام تقوم الفرق خلالها بإثبات مهاراتها في مجالات الابتكار والعلوم والهندسة.

الفرق المشاركة
وقال ممثل عن فريق معهد «كايست»، بعد النجاحات التي حققناها في الانطلاقة الأولى لـ«تحدي محمد بن زايد»، دأب فريقنا على الاستفادة من الخبرات ونتائج البحوث لإعادة تطوير وتحسين الأجهزة والبرمجيات وجميع الأساليب التي من شأنها أن تحقق أفضل النتائج، كما عملنا على توظيف خبراتنا في سباق الطائرات من دون طيار للروبوتات والأنظمة الذكية، حيث قمنا بإنشاء طائرة من دون طيار جديدة قادرة على كشف البوابات باستخدام تقنية التعلم الآلي والطيران من خلالها بأكبر سرعة ممكنة، مشيراً إلى أن تقنية التعلم الآلي باستخدام الذكاء الاصطناعي تتيح تدريب الطائرات من دون طيار بطريقة أسرع من الطيار التقليدي.
وأضاف: وبحسب العارفين بهذا المجال، فإن 10 آلاف ساعة من التدريب تعد كافية لجعلك خبيراً، بينما يحتاج الإنسان إلى 40 ساعة أسبوعياً لمدة خمس سنوات، كما تستطيع الطائرة من دون طيار الطيران بشكل أكثر دقة من خلال إجراء تعديلات صغيرة على مسار رحلتها من خلال المعلومات التي تستقبلها من المجسات.
وتابع ممثل عن فريق معهد «كايست»: «نتطلع للمشاركة في المنافسة بكل حماس هذا العام، حيث حصلنا العام الماضي على المرتبة الرابعة أو الخامسة بسبب بعض القضايا الثانوية، ونطمح هذا العام لأداء أفضل من العام الماضي الذي ضم العديد من الفرق المنافسة القوية من جميع أنحاء العالم، الأمر فاق التوقعات، لذلك، فإننا نبذل هذه المرة جل ما في وسعنا لتطوير نظام يلبي جميع الاحتياجات والمتطلبات بشكل أفضل وأسرع للحصول على نقاط أكثر».

الإبداع البشري
وقال فريق المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ: «نقوم بتقسيم كل تحد إلى سلسلة من المشاكل الفرعية وتفويضها للطلبة كل على حدة، وهذا يمكننا من الاستفادة من الحلول المطروحة لهذه المشاكل التي قمنا بحلها في وقت سابق في مختبراتنا، كما يمكننا تحديد أقسام التحديات التي قمنا بحلها، والتي تحتاج لمزيد من العمل.. وهنا يكمن الإبداع البشري في صنع الطائرات من دون طيار، حيث يعكس دمج المشاكل الفرعية في تحد واحد قدرة البشر في صنع القرارات وتنفيذها في الوقت المناسب مقارنةً بالطائرات من دون طيار التي تجد صعوبة في إيجاد حل سريع.
من جهته، قال فريق معهد روبوتات جامعة كارنغي ميلون، تركز منهجيتنا في التحديات الثلاثة والتحدي الكبير على الإصرار في تنفيذ المهام في جميع المستويات، وتقتصر الاتصالات بين الطائرات من دون طيار على معلومات تتعلق بمهمات عالية المستوى كمهمة تحديد المواقع وتقسيم المساحات لأغراض الاستكشاف، كما تتمتع الطائرات من دون طيار بردود فعل حسية لها القدرة على كشف الأخطاء وبالتالي الاستجابة السريعة لها».

الخطوات التحضيرية
وكشفت التقارير المرحلية الأولية إلى أن جميع الفرق المشاركة تحرز تقدماً جيداً وتتطلع إلى استعراض إنجازاتها في منافسة 2020، حيث بينت بعض الفرق أن خطواتها المقبلة تتطلب اختبارات تتخطى حدود المحاكاة، خاصة أن العالم الحقيقي، الذي من المفترض أن تتنافس فيه الطائرات من دون طيار، يضج بالضوضاء التي تعيق قدرة الطائرات من دون طيار على العمل في تلك البيئات.
وأضاف فريق المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ: «لقد قام طلبتنا بعمل بارز في كل تحد تمثل بتطوير الخوارزميات واختبار مختلف أجزاء كل تحد سواء في تجارب العالم الحقيقي أو المحاكاة.
ونهدف حالياً إلى تحسين كافة مراحل التحديات خطوة بخطوة ودمجها في نظام واحد، كما ستركز أهدافنا المقبلة على أجهزة السيطرة التفاعلية في تنفيذ التحديات، ففي كل مرحلة نسعى إلى زيادة تطوير وتحسين المعايير النمطية للأفراد كالسرعة والقوة في الأداء بهدف الفوز في التحديات».

تأثير كبير على الإمكانات الاقتصادية
أعرب الدكتور لاكمال سينيفيراتني، الرئيس الفني للجنة المنظمة ومدير مركز جامعة خليفة لأنظمة الروبوتات المستقلة، عن فخره بهذه المنافسة، وقال: «يعتبر تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوتات واحداً من أبرز المنافسات الروبوتية، نظراً لشهرتها الواسعة على مستوى العالم والأعداد المتزايدة للفرق المشاركة، وتحظى تحديات المنافسة بتأثير كبير على الإمكانات الاقتصادية وعلى المجتمع من خلال تعزيز مفهوم الاستقلالية في التطبيقات المستهدفة».

مسابقة واعدة
لمتابعة تقدم الفرق المشاركة في استعداداتهم للمسابقة، تم تقديم التقارير المرحلية لمنظمي «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت»، حيث تبشر التقارير الأولية بمسابقة واعدة لعام 2020.
ويعتبر فريق المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا «كايست»، وفريق المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ وفريق جامعة كارنيغي ميلون من نخبة الفرق المشاركة التي تعمل بجد خلال تحضيراتها للتحديات المقبلة.