نجاد يتحدى الغرب تشديد العقوبات على إيران
تحدى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، الدول الغربية الكبرى فرض مزيد من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، بدعوى أنها لن يكون لها أي تأثير، محذراً في الوقت نفسه الولايات المتحدة من شن أي هجمات عسكرية على بلاده. فيما واصل التشكيك في هجمات 11 سبتمبر عام 2001 علي برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الأميركية في واشنطن.
وقال نجاد في خطاب ألقاه في مدينة جُرجان شمالي إيران “خلال سفري إلى نيويورك (أواخر سبتمبر الماضي لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة)، شددوا على أن العقوبات كانت فاعلة. أجبت بأن هذا ليس صحيحاً”.
وأضاف، ساخراً “بعدها، أكدوا أنه إذا لم تحقق العقوبات النتائج المرجوة، فسيفرضون المزيد من العقوبات خلال عامين. جوابي لهم: لا تنتظروا عامين، بل افعلوا ذلك الآن وسنرى ما أنتم قادرون عليه، فالعقوبات لم يكن لها أي أثر”.
وقال نجاد “في بادئ الأمر شنت الولايات المتحدة حرباً نفسية في شكل عقوبات مالية بغية إضعاف بلادنا وبلغت بها الفجاجة إلى حد تهديدنا بأن خيار الهجوم العسكري لا يزال مدرجاً على الأجندة”.
وأضاف، محذراً “من يتجرأ على تعريض إيران للخطر ومن يتجرأ على عمل أي شيء على الإطلاق ضدنا، ينبغي عليه أن يرفع ذراعه والشعب الإيراني سوف يقطعها في الحال”.
وكرر نجاد اتهام الولايات المتحدة بتدبير هجمات 11 سبتمبر لتبرير اجتياح أفغانستان والعراق وشن “حرب شاملة” في الشرق الأوسط من أجل السيطرة على المنطقة وحل مشاكل الاقتصاد الأميركي.
وقال “إن إيران لديها وثائق كثيرة تبيِّن أنه تم إبلاغ البعض قبل أيام من حادثة مهاجمة مركز التجارة العالمي بألا يذهبوا إليه يوم 11 سبتمبر ولو أن جميع شاغليه كانوا موجودين في البرجين، لكان عدد القتلى أكبر بكثير من 3 آلاف شخص”.
وأضاف أن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش “كانوا يرون أن اقتصاد أميركا في طريقه إلى الإفلاس وأن ثورة الشعب الإيراني العظيمة تجتاح ثقافياً كسيل عظيم ليس فقط منطقة الشرق الأوسط، بل العالم برمته، لذلك قرروا عبر خطة ضرورة أن يكون لهم وجود في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا حتى يسيطروا بالقوة العسكرية عليها ويتصدوا لإيران”.
وتابع “إن الحكومة الأميركية وجهت أصابع الاتهام في البداية إلى المسلمين وبذريعة ذلك، قررت مهاجمة أفغانستان والعراق. إلا أن السؤال الذي بقي في الأذهان هو: كيف يمكن لأشخاص عدة أفاغنة أن يخترقوا التحصينات الأمنية الأميركية ويدمروا برجي التجارة اللذين يمثلان مكانة أميركا؟”.
واستطرد متهكماً “قالوا إن نحو ثلاثة آلف شخص قتلوا في هذا الحادث، وهذا عمل غير إنساني، لكن ينبغي القول، من جهة أخرى، إن أكثر من 110 آلاف شخص قتلوا في أفغانستان وأكثر من 350 ألف شخص في العراق من بينهم مدنيون وأطفال ولم يبال بهم أحد في الولايات المتحدة”.
وخلص إلى أن الحرب على الإرهاب الدولي كانت ستهدأ الآن “لو أن الولايات المتحدة خصصت جزءاً من ميزانيتها الحربية الضخمة لمشروعات التنمية في أفغانستان”، بدلاً من ملاحقة الإرهابيين.
في غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الإيرانية شركة “إنبكس كورب” اليابانية لاستكشاف واستخراج النفط والغاز من الانسحاب من مشروع تطوير حقل نفطي في آزاديجان جنوبي إيران تنفيذاً للعقوبات الدولية.
وقال المتحدث باسم الوزارة رامين مهمانبراست في إيجاز صحفي “يبدو أن (إنبكس) خضعت لضغوط أميركية كبيرة لسحب كامل حصتها من المشروع والبالغة 10%، إلا أن الحكومة اليابانية لا ترغب في هذا”.
وأضاف”يجب على اليابان أن تعرف أنه في حال الانسحاب، فإن هذه النسبة من المشروع ستذهب إلى دول أخرى وسرعان ما ستشتعل المنافسة”.
«آسيم» تتبنى جمع الضغط والحوار تجاه إيران
بروكسل (د ب أ) - طالبت القمة الأوروبية الآسيوية «آسيم» الممثلة لـ 46 دولة أمس إيران بتغيير موقفها في الخلاف بشأن برنامجها النووي وتبنت نهج الجمع بين ممارسة الضغط عليها والاستعداد للحوار معها. وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية فيرنر هوير على هامش القمة في بروكسل «إن إيران لها الحق في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية شريطة وجود تعاون كامل بينها وبين والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف «يجب أن تستمر الضغوط ولكن مع إبقاء اليد ممدودة للحوار».
المصدر: طهران