أبوظبي (الاتحاد) - يعّد السوق الشعبي الذي يقام على هامش مهرجان ليوا للرطب، ركناً أساسياً من أركان هذا الحدث السنوي المميز، حيث تعكس منتجاته روح وأصالة المجتمع الإماراتي من خلال الأدوات والمعدات المعروضة التي شكلت أساس حياة الآباء والأجداد، أما اليوم فهي عماد الموروث الشعبي بما تحمله من مصطلحات تراثية وحكايات قديمة تعّبر بما فيها عن مدى ارتباط أبناء الصحراء بشجرة النخيل والبيئة المحيطة بهم. ويقام مهرجان ليوا للرطب 2012 برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، خلال الفترة الواقعة من 12 وحتى 18 من شهر يوليو الحالي في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي. وأوضح عبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان، أنّ محال السوق التي يتجاوز عددها 160 محلاً ويستفيد منها أكثر من 300 أسرة إماراتية، تعرض المنتجات المصنوعة من النخيل، مثل الصرود والمخرافة والجفير والحصير والمشب واليراب، وهي جميعها منتجات قديمة تصنع من خوص النخيل، فضلاً عن الحلويات المعدة من التمر ودبس التمر، إضافة إلى الرطب بكل أنواعه. ويحتوي السوق عدداً من المجالس، يتم توزيعها على الحرفيات ليعرضن فيها حرفهن اليدوية أمام الزائرين، حيث روعة المنتجات التراثية المقدمة والتي تقوم بصناعتها مجموعة من الأمهات أمام الزوار مباشرة. ويجسد السوق الشعبي التراث المحلي الغني بالحرف اليدوية المحلية، المرتبطة بالنخيل والتمور، أمام السائحين المهتمين بحضور المهرجان، والذين سيجدون أمامهم نموذجاً للواحة الغناء التي تتزين بسعف النخيل، والذي تمت حياكته بحرفية عالية، وكذلك يجدون كل ما يرتبط بحياة الأسرة البدوية البسيطة من سدو وحياكة. ويعتبر العنصر النسائي الأساس في حكاية السوق الشعبي، حيث تسعى النساء اللاتي يعملن في الحرف اليدوية إلى إبراز تراث الدولة عموماً والمنطقة الغربية على وجه الخصوص، وكذلك تشجيع الإنتاج المنزلي من المأكولات والأغذية المرتبطة بزراعة النخيل وصناعة التمور والرطب. كما يفسح وجود المجالس داخل السوق، المجال أمامهن لتعليم المهارات اليدوية للجيل الجديد، حيث تستقبل هذه المبادرات العشرات لتعلم هذه الصناعات المحلية التراثية التي تنقلها الوالدة للأبناء، كما يزيد من خبرة أصحاب الصناعات التقليدية والقائمين عليها أنفسهم من خلال التعرف إلى أذواق الجمهور والزوار من المواطنين والمقيمين والسياح. ويضم السوق مجموعة متنوعة من المنتجات والمشغولات التراثية والقديمة، خصوصاً ما يخص منها المنتجات المصنوعة من النخيل، مثل الصروج والمخرافة والجفير والحصير والمشب واليراب، وكلها منتجات قديمة تصنع من خوص النخيل، بجانب الحلويات المصنوعة من التمر ودبس التمر، إضافة إلى الرطب بكل أنواعه. وأكد عبيد خلفان المزروعي، حرص اللجنة المنظمة على وضع الشروط التي تنظم المشاركة في السوق الشعبي، لضمان تحقيق رسالته المنشودة، مشيراً في الوقت عينه إلى أن العارض المشارك لا بد أن يلتزم بالمواعيد المقررة من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساء، وأن يوجد بنفسه في دكانه بالسوق طوال هذه الفترة، مع التقيد بالمنتجات المحددة سلفاً من اللجنة المنظمة، كما يتحمل العارض مسؤولية نقل بضائعه إلى السوق، وترتيبها في دكانه على نفقته الخاصة، خلال المواعيد المقررة، ويحق للجنة المنظمة التصرف في المكان المخصص للعارض إذا ما تأخر في إعداده لما قبل انطلاق المهرجان بيوم كامل، كما لا يجوز للعارض التنازل لغيره عن مكانه دون موافقة كتابية مسبقة من المنظمين.