جنيف (الاتحاد)

تشارك دولة الإمارات دول العالم الاحتفال، بمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي يصادف 21 سبتمبر من كل عام، حيث خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا التاريخ لتعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفي ما بينها، وأكدت فعاليات مجتمعية، أن الإمارات خلقت نموذجاً راقياً للتعايش السلمي.
وأكد معالي الدكتور حنيف حسن القاسم، رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، أن ريادة دولة الإمارات في هذا الشأن جديرة بالتقدير، حيث تعتبر من أوائل دول العالم في التعايش السلمي بين سكانها والمقيمين علي أرضها، والبالغ عدد جنسياتها أكثر من مائتي جنسيه، يعيشون في وئام، وتسامح واحترام للقوانين والتشريعات التي تصدرها الدولة.
وأشار إلى أن هذا النهج حرصت الإمارات على تجسيده قولاً وعملاً منذ زمن بعيد، وعززه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصل السير عليه القيادة الرشيدة التي تعمل على تطوير الوعي، وتحديث المفاهيم المعرفية حول ثقافة التعددية، وتكريس مقوماتها فكراً وتطبيقاً، حيث أسست وزارة للتسامح لتعزيز هذه التعددية رسمياً وشعبياً.
وأضاف رئيس مركز جنيف أن الوقت قد حان لتتضافر قوى جميع الأطراف لبذل جهد عالمي بغية ضمان أن تنعكس إنسانيتنا المشتركة على حقوق المواطنة المتساوية، ودعا صانعي القرار في جميع أنحاء العالم إلى اعتماد الإعلان المعنون «التوجه نحو المزيد من التلاقي الروحي في جميع أنحاء العالم لدعم حقوق المواطنة المتساوية».
كما قال اللواء محمد أحمد المري مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي: إن السلام من أهم الركائز والدعائم الأساسية والرئيسة في بناء ودعم قوة دول العالم كله، فالسلام يعني الأمن والطمأنينة الذي يوفر للإنسان الحياة الآمنة والمستقرة.
وأكد اللواء المري، أن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام الاتحاد وهي ترسل تباشير الخير إلى كل بقاع الأرض، وسباقة في السلام والعمل الإنساني، فدولة الإمارات رسخت السلام كقيمة حقيقية في الحياة البشرية، وكداعم لعملية التنمية والتطور في شتى المجالات، وخلق نموذج راقٍ للتعايش السلمي بين المجتمعات يسمو بعيداً عن عنصرية الجنس أو اللون أو الدين، وهي المعاني التي ظلت ترسخها قيادتنا الرشيدة منذ المؤسس الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه» الذي بنى دولة السلام والأمن والأمان مع إخوانه حكام الإمارات.
إلى ذلك، أطلق مركز «صواب» أمس حملة جديدة على منصاته للتواصل الاجتماعي عبر وسْم #ما_بعد_الإرهاب #AfterTerrorism وذلك باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية على منصات مركز «صواب» في (تويتر وفيسبوك وإنستغرام ويوتيوب) بالتزامن مع فعاليات الاحتفال باليوم الدولي للسلام.
وذكر المركز وهو منصة المبادرة الإماراتية الأميركية الرقمية المشتركة لمكافحة الأيديولوجيات المتطرفة العنيفة عبر شبكة الإنترنت وتعزيز البدائل الإيجابية إن الحملة الجديدة ستسلط الضوء على إبراز قصص الضحايا والناجين من الهجمات الإرهابية العنيفة المتطرفة في جميع أنحاء العالم كتلك التي وقعت في فرنسا، وبورما، والنرويج، وغيرها من الدول في العالم.
كما ستتطرّق حملة #ما_بعد_الإرهاب وتبيّن المعاناة والمآسي والآلام التي واجهها وعاشها ضحايا الإرهاب في أعقاب تلك الهجمات الدمويّة العنيفة، ولكنها ستبرز أيضاً في نفس السياق بعض القصص الملهمة والمبادرات المؤثّرة عن الناجين وأفراد الأسر الثكلى الذين عملوا في وقت لاحق رغم معاناتهم على إنشاء مؤسسات وجمعيات لمساعدة ضحايا هجمات مماثلة أو للتأثير إيجابياً على مجتمعاتهم بالتسامي على جراحهم وتحويل المحنة إلى منحة واليأس القاتم إلى أمل مشرق.
واحتفالاً باليوم الدولي للسلام، سيضم مركز صواب صوته أيضاً ويعرض القصص القوية للشخصيات والرموز العالمية مثل: الباكستانية ملالا يوسفزي، ورئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، والقديس الراحل البابا يوحنا بولس الثاني الذين نجوا من التطرف العنيف ونجحوا فيما بعد وأصبحوا رموزاً وأنصاراً وأبطالاً يرمزون إلى صناعة الأمل، ونشر رسالة الغفران والمحبة والتسامح، وإحلال السلام والمصالحة والتعايش السلمي.
وأضاف المركز أن حملة #ما_بعد_الإرهاب تعدّ الحملة الثلاثين التي يطلقها مركز صواب على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف مكافحة الفكر المتطرف وتقديم البدائل الإيجابية والحضارية والإنسانية لأيديولوجيات الإرهاب والعنف والفرقة والشقاق وسفك الدماء. وركزت المبادرات والحملات الأخرى التي قام بها المركز على تداعيات الإرهاب وآثاره المدمّرة على العائلات والأُسَرِ والمجتمعات المحلية والحضارات القديمة، فضلاً عن التركيز على المواضيع والأفكار الإيجابية والبنّاءة مثل الأعمال الرحيمة لنبي الرحمة والإنسانية «محمد» صلى الله عليه وسلّم، والإسهامات الفاعلة والمهمة للمرأة في النهوض بالمجتمعات، ومنع التطرف ومقاومته بشتى السبل.
كما قالت مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير: «يكرس الـ21 من سبتمبر من كل عام معاني السلام والوئام بين مختلف شعوب العالم، بما يحمله من دعوى صادقة لوقف الحروب والنزاعات المسلحة في كل المناطق والدول، وبالتالي إرساء ثقافة التعايش السلمي على المستوى الدولي».
كما احتفلت إدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة باليوم العالمي للسلام.