هناء الحمادي (أبوظبي)

مغامرون إماراتيون هدفهم الأول، هو الصعود إلى أعلى القمم الجبلية في العالم، لرفع عَلم دولة الإمارات خفاقاً، في صورة تجسد مدى الحب ورد الجميل لهذا الوطن من خلال تحدي الصعاب، والقفز فوق أسوار المستحيل، وتسطير قصص نجاح تحمل أسمى معاني الولاء والانتماء للوطن، وتوثّق مبادرات المغامرين الإماراتيين في الوصول إلى أعلى القمم الجبلية على مستوى العالم، في ظل ظروف قاسية، لا لشيء سوى رفع علم بلادهم.
سعيد المعمري وهنادي الهاشمي وسارة العلي، رفعوا عَلم الإمارات على قمم شاهقة ودوّنوا أسماءهم بحروف من ذهب، فوق قمم الجبال، رغم وعورة ومخاطر الوصول إليها، ومواجهة تغيرات مناخية وبرودة قارسة وعواصف ثلجية، لكن بالإصرار والعزيمة استطاعوا الوصول إلى أعلى نقطة ورفرف عَلم الدولة خفاقاً عليها، في إنجاز يضاف إلى إنجازات الإمارات، ويضعها في المكانة التي اعتادت عليها بسواعد شبابها وأهلها.

عزّة وشموخ
المغامر سعيد المعمري، كانت أولى رحلاته إلى قمة إيفرست في قارة آسيا التي يبلغ ارتفاعها (8848) متراً، وهي أعلى قمة في العالم، ثم تسلق قمة اكوانكاجوا في قارة أميركا الجنوبية وارتفاعها (6960) متراً، وتعتبر ثاني أعلى قمة في العالم، ليواصل المعمري تحديات أخرى لقمم أخرى من خلال الصعود إلى قمة «دنالي» في قارة أميركا الشمالية، ويبلغ ارتفاعها (6104) أمتار، وتعد ثالث أعلى قمة في العالم، ليصعد بعدها قمة «كليمنجارو» في تنزانيا، ويبلغ ارتفاعها (5895) متراً، وهي رابع قمة في العالم، لكن التحدي لم يتوقف بعد، بل وضع نصب عينيه للوصول إلى قمة «البروس» في قارة أوروبا، ويبلغ ارتفاعها (5842) متراً، وهي خامس أعلى قمة في العالم، وأخيراً تمكن من إتمام رحلات التسلق عبر قمة «فينسون» في القطب الجنوبي، وهي سادس أعلى قمة في العالم.
ويقول المعمري: حب الوطن غال، وفي كل رحلاتي رغم صعوبتها إلا أنني عندما أرى عَلم دولة الإمارات خفاقاً على هذه القمم، تغمرني مشاعر الفرح وأتغلب على متاعب الرحلة، وحين استرجع بذاكرتي لحظات رفع العَلم، أشعر بالولاء والانتماء للوطن، وباللحظات التاريخية التي تصحب هذه المناسبة العظيمة، فالعَلم يظل رمز الفخر والعزّة والشموخ.

تخطي الصعاب
لا تخشى المخاطر، تعشق روح التحدي والمغامرات، تبحث عن المرتفعات الشاهقة، تتغلب على صعوبة المنحدرات والأحوال الجوية الباردة فوق القمم، بكل عزيمة وإصرار، وفي كل مغامرة تثبت هنادي الهاشمي قدرتها على تخطي الصعاب، فكانت البداية مع قمة كليمنجارو في تنزانيا في فبراير عام 2015، وفي نوفمبر من العام نفسه تسلّقت قمة إيفرست، ضمن معسكر «بيس كامب» وقمة «كالا باتار» في نيبال.
وتضيف الهاشمي: «في عام 2016 تسلقت قمماً عدة، منها قمتي «بن نيفيس» و«سنودون» بالمملكة المتحدة في شهر مايو، ثم قمة «البروس» بروسيا في شهر يوليو، وفي سبتمبر تسلقت قمتي «جران باراديزو» بإيطاليا، و«إيغيل دو ميدي» بفرنسا، وبعدها تسلقت قمة «أكونكاجوا» في يناير 2017، وفي شهر يونيو من العام نفسه تسلقت قمة «دينالي» في ألاسكا بالولايات المتحدة الأميركية، والتي يبلغ ارتفاعها 6190 متراً وتعد الأعلى في هذه القارة».
وعن مغامراتها تقول الهاشمي «ترتسم على وجهي السعادة وأشعر بالفخر حين أرفع عَلم الدولة خفاقاً على هذه القمم، فكل إنجازاتي تهدف لرفع العَلم عالياً لتعزيز الحس الوطني، وتجديد العهد للقيادة الرشيدة ورد جميل وطننا الغالي علينا».

«فراشة» التسلق
سارة العلي، مهندسة كيماوية في الطاقة النووية، عشقت تسلق القمم الجبلية خلال سفرها إلى 47 دولة، فهي تنتقل كالفراشة من قمة إلى أخرى، وتشعر بالفخر والولاء للوطن حين ترفع عَلم دولة الإمارات على تلك القمم، فكان التحدي عنوانها والتميز هدفها، مؤكدة أن الفتاة الإماراتية قادرة على تحدي الصعاب وتحقيق الإنجازات التي تؤكد قدرتها على قهر المستحيل.
وتذكر العلي أهم القمم الجبلية التي وصلت لها والمصنفة ضمن أعلى سبع قمم عالمية، قائلة «كانت الأولى هي قمة جبال كليمنجارو في تنزانيا، والتي ترتفع نحو (5895) متراً عن سطح البحر، والثانية كانت قمة جبال البروس في روسيا في يونيو عام 2017، والتي ترتفع نحو (5842) متراً عن سطح البحر، حيث قطعت المسافة سيراً على الأقدام وعند الوصول إلى القمة بكل فخر رفعت عَلم الإمارات عليها».
وبينت أن قمة البروس تعد برج مراقبة في جبال القوقاز بين أوروبا وآسيا، وتتميز برحابتها وبقمّتيها البركانيتين، حيث يجد هواة التسلق ملاذهم للاستمتاع بهذه القمة، رغم مخاطر صعودها.

عطاء وتضحية
تؤكد سارة العلي أن العَلم هو دليل وحدتنا، ومصدر سعادتنا. وتضيف «احتفالنا يتجدد مع هذه المناسبة بالاعتزاز والفخر بوطن يحتوينا، بمسيرته، بإنجازاته، بآماله، بطموحه، وبجميع تطلعاته التي تأسرنا وتدفعنا لمزيد من العطاء والتضحية لنسمو فوق كل عثرة تواجهنا، وعبر كل تحدٍ يعوق مسيرتنا الوطنية.. نحتفل بفيض من الحب والإخلاص والولاء بوطن اجتمعنا على ثراه وبين أوديته وجباله وتحت سمائه، صهرتنا أرضيته المشتركة، وجمعتنا مسيرته التاريخية.