أشارت 4 من أكبر شركات صناعة الشاحنات في العالم إلى ارتفاع الطلب على منتجاتها في بادرة تؤكد على عدم العودة إلى الركود مرة آخرى. وذكرت شركات صناعة الشاحنات الأربع الكبرى ،”دايلمر” و”فولفو” و”مان” و”إيفكو”، في معرض الشاحنات الذي اقيم في هانوفر مؤخراً أن مبيعاتها تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق الناشئة وانتعاشاً في اسواق الدول المتقدمة مما كانت عليه من ركود في 2009 يعتبر الاسوأ في تاريخ القطاع المعاصر. وذكرت شركة “مان” أن مبيعاتها آخذة في الارتفاع خاصة في المانيا، وتزدهر بشكل لافت في كل من المملكة المتحدة وروسيا وأميركا اللاتينية. ويقول فرانك لوتز المدير المالي لدى الشركة “سمعنا وقرأنا كثيراً عن عودة الركود، لكن بالنظر إلى أرقام المبيعات والطلبيات التي بين ايدينا، لا نجد مؤشراً يدل على احتمال حدوث ذلك”. وذكر لوتز أن الشركة بصدد مراجعة توقعات ارباحها للأفضل في أكتوبر الحالي وذلك عندما تقوم بنشر بيانات الربع الثالث، مضيفاً “نحن نتعافى بوتيرة أسرع مما كنا نتوقع في بداية هذه السنة”. أما “دايلمر” اكبر الشركات المنتجة في هذا القطاع، فأعلنت ارتفاع في مبيعاتها بلغ نحو 33% حتى شهر أغسطس الماضي من هذا العام وأن معدل طلبياتها ارتفع بنحو 65%. وقال أندرياس رينشلر مدير قسم الشاحنات في “دايلمر” إنه يتوقع نمو السوق الاوروبية ما بين 10 الى 15 % خلال هذا العام، والأميركية بنحو 10%، واليابانية 20% وذلك مما كانت عليه من حالة سيئة في 2009. ويقول إنه مع ذلك ستكون سنة 2010 ثاني أسوأ سنة يشهدها القطاع خلال الخمسين سنة الماضية. ويذكر أن قطاع الشاحنات كان من أكثر القطاعات التي تأثرت بانهيار الائتمانات، عندما أدى تجميد الائتمانات وانعدام الثقة في الاعمال التجارية إلى انسحاب عدد ضخم من طلبيات الشاحنات الثقيلة. ووفقاً لمدير فرع فولفو باوروبا كلايس نيلسون، تراجعت مبيعات “فولفو” في أوروبا من 60,000 شاحنة في 2008، الى 20,000 فقط في السنة الماضية. وبعد ان قامت الشركة السويدية بخفض نحو 3,000 وظيفة من قسم الانتاج خلال الازمة المالية العالمية، بدأت الشركة الآن بالتأقلم مع الطلبيات المتزايدة مما دفع بها لتوظيف اكثر من1,300 عامل للمساعدة في تلبية تلك الطلبات. ويقول فينزيز إستكزمان المدير الاداري لمؤسسة “أليكس بارتنرس” الاستشارية لفولفو”نتوقع مضاعفة النمو هذا العام والعام الذي يليه، حيث يمكن للقطاعات الصناعية الاخرى ان تحلم فقط بمثل هذه المعدلات من النمو”. ومرت مبيعات “ايفكو” بانهيار كبير بلغ نحو 50% من العام 2008 وحتى 2009 وذلك في اعقاب خفض حجم سعة المصانع وتسريح ما لا يقل عن 7,000 عامل من وظائفهم. اما الآن فاصبحت شركة تجني ارباحها من كل شاحنة تقوم ببيعها. عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب