المهدي الحداد (الرباط)

يستقبل أولمبيك أسفي المغربي، ضيفه الثقيل الترجي التونسي، بملعب المسيرة الخضراء، عند الساعة العاشرة بتوقيت أبوظبي، في مواجهة مغاربية مثيرة وحامية، في ذهاب دور الـ 16 لكأس محمد السادس للأندية الأبطال، يقوده الحكم العراقي علي الصباح، بمساعدة المصري سمير جمال والموريتاني عبد الرحمان مورا.
القمة الكروية تعتبر أقوى مباراة للفريق المستضيف في تاريخ مشاركاته الخارجية القليلة، كونه لم يسبق وأن واجه أندية عربية وأفريقية مشهورة وعتيدة، مما يجعله يدخلها متحمساً ومندفعاً ودون ضغوطات نفسية، لأنه غير مرشح على الورق للتأهل للدور المقبل، ولا يملك سلاح التجربة والذكاء للتعامل مع منافسين من هذا النوع من المواجهات الثقيلة، عكس الترجي صاحب الخبرة الواسعة والقدرات المميزة من اللاعبين، والثقافة الملتزمة بالمنافسة في كل موسم على الألقاب، وفي كل مسابقة يشارك فيها النادي.
«قرش» أسفي، ورغم محدودية أسمائه المغمورة والشابة، إلا أنه يطمح لخلق المفاجأة وخدش كبرياء «الدم والذهب» وإلحاق الهزيمة به، لعلمه اليقين أن المهمة في لقاء الإياب بملعب رادس بتونس ستكون أشبه بالمستحيلة، ومن أجل ذلك دخل أولمبيك في ارتباط محلي طيلة الأسبوع لإعداد مفاجأة يباغت بها الضيوف، الذين لا يعرفون الشيء الكثير عنه، خصوصاً بعد الإغراءات المالية المضاعفة، التي وعد بها رئيس النادي، أنور دبيرة، لتشجيع لاعبيه على تحقيق المهمة بنجاح، ودفعهم للقيام بمباراة العمر، رغم الغيابات البارزة لكل من الحارس مختار مجيد، والمهاجم حمزة خابا للإصابة، والمدافع المهدي خاليص الموقوف بعد جمعه بطاقتين صفراوين، ضد الرفاع البحريني خلال الدور الماضي.
من جهته، وصل الترجي التونسي إلى المغرب يوم الجمعة، بصفوف مكتملة وأسمائه المعروفة، باستثناء الظهير الجزائري الشتي المصاب، بعدما رفع من وتيرة الاستعدادات منذ بداية الأسبوع بمعقل تدريبه بالعاصمة التونسية، طمعاً في العودة من أسفي بالانتصار، وخوفاً من أي نتيجة مفاجئة تصعب المهمة إياباً.
ورفض مدرب الترجي، معين الشعباني، الاستهانة بالمنافس، رغم ندرة مشاركاته في البطولات الخارجية، وقال: «نحن محترفون ومؤمنون بأن الحديث عن فريق صغير ونادٍ كبير أصبح من الماضي، الجميع بمستوى متقارب حالياً، خصوصاً في كأس محمد السادس للأندية الأبطال، حيث أقصى أولمبيك أسفي، فريق الرفاع البحريني بالمنامة، وهو ما يدل على قوته، ووجوب التحلي بالهدوء والتركيز والفعالية لعدم الوقوع في شراكه».
وأضاف: «جئنا من أجل الفوز رغم صعوبة المهمة، في ظل المستويات الكبيرة التي يقدمها المنافس دائماً أمام أنصاره وفي ملعبه الصعب، قرأنا جيداً أسلوب لعبه، وأتوقع صداماً تكتيكياً قوياً، نراهن فيه على خطف أفضل نتيجة تمكننا من التقدم في هذه البطولة العربية التي نخطط للتتويج بها».
من جهته، بدا محمد الكيسر، مدرب أولمبيك أسفي، متحرراً من الضغط، وغير خائف من الاختبار العربي العسير، حيث أشار أن الترجي هو المعني الأول بالنتيجة والتأهل قائلاً: «على الورق لا أحد يرشحنا للعبور، وهذا عامل إيجابي نقلته للاعبين، الذين سيقفون الند للند أمام بطل أفريقيا، وليس لديهم ما يخسرونه، طالبتهم بعدم الحذر المبالغ فيه من التونسيين، واللعب بإمكاناتنا، فنحن فريق شاب منسجم ومتماسك وقادر على قلب التوقعات، مع حضور جماهيرنا الغفيرة والحوافز المالية والمعنوية، ونملك الجرأة للهجوم والضغط على الترجي، وسندافع عن حظوظنا بكل قوة ذهاباً وإياباً».
ويُجرى «الديربي» المغاربي تحت حراسة أمنية مشددة، بعدما بيعت 10 آلاف تذكرة، وهي الطاقة الاستيعابية لملعب الخضراء، مع حضور متوقع لأكثر من 300 مشجع تونسي، فيما تم منع جمهور الدار البيضاء من التنقل إلى مدينة أسفي لتشجيع أولمبيك، تفادياً للصدام.