أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)

قال توت قلواك، مستشار رئيس جنوب السودان، إن قمة ثلاثية ستعقد قريباً، تجمع الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، للتشاور حول الترتيبات الأخيرة لتنفيذ اتفاق السلام في دولة الجنوب.
وتسلم البرهان أمس، خلال استقباله وفداً من حكومة الجنوب رسالة خطية من سلفاكير تتعلق بملف السلام في دولة الجنوب، والتشاور بين قيادتي البلدين حول الترتيبات الخاصة بتنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بين الأطراف في جنوب السودان.
وبخصوص محادثات السلام السودانية، أوضح قلواك عقب لقائه البرهان، أن الوساطة الجنوبية أكملت استعداداتها للجولة الثانية من المحادثات المقرر انطلاقها في 21 نوفمبر الجاري في مدينة جوبا. وأكد أن الوساطة ستواصل المفاوضات وفقاً لما اتفقت عليه من اللجان الفنية لأطراف التفاوض السودانية، لإنهاء الحروب وتحقيق الاستقرار الشامل في ربوع البلدين.
وقالت مصادر مطلعة بالخرطوم وجوبا لـ«الاتحاد»، إن الاتفاق على القمة الثلاثية يأتي على خلفية التعقيدات الكبيرة يشهدها الوضع في جنوب السودان والتي تهدد تشكيل الحكومة المقرر بحلول 12 من الشهر الحالي، حيث لم يتم تنفيذ الترتيبات الأمنية لدمج القوات في جنوب السودان أو الاتفاق على القضايا المختلف عليها بين فريقي الرئيس سلفاكير والمعارضة بقيادة رياك مشار، الأمر الذي يعتبره مشار معرقلاً لتشكيل الحكومة ولأمنه الشخصي أيضاً.
يأتي ذلك في وقت شهد فيه الجنيه السوداني انخفاضاً حاداً، حيث قفز سعر الدولار إلى أعلى سعر مقابل الجنيه السوداني خلال الشهر الماضي، وتوقع خبراء اقتصاديون سودانيون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن يواصل سعر الدولار ارتفاعه خلال الشهور القادمة، بسبب عدم اتخاذ إجراءات اقتصادية من قبل الحكومة تجاه الوضع الحالي، وأشاروا إلى أن سعر الدولار وصل إلى 77 جنيهاً أمس، وأنه سيواصل الارتفاع.
ومن جانبه، دعا ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ونائب الأمين العام للجبهة الثورية الحكومة السودانية إلى مصارحة الشعب بحقائق الوضع الاقتصادي، وقال عرمان: إن الحكومة الحالية لا تحمل عصا موسى، وإن الأزمة الاقتصادية أكبر قضاياها ومكامن ضعفها، وهي أزمة عميقة الجذور تحتاج لإصلاحات كبيرة وسياسات جديدة منحازة للفقراء. وأضاف عرمان: إنه من الخطأ تحميل الحكومة الحالية وزر الأزمة الاقتصادية، وفي المقابل فإن تصريح وزير المالية السوداني إبراهيم البدوي بخصوص أن أصدقاء السودان سيتحملون ميزانية عام 2020 يضر أكثر مما ينفع، وإننا ندعو الحكومة إلى مصارحة الشعب بحقائق الوضع الاقتصادي، وبخطة واضحة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية، وأن يتم ذلك عبر مشاورات واسعة يجريها رئيس الوزراء مباشرة، مع المجتمع السياسي والمدني ومع الشعب، وعليهم جميعاً النزول إلى الشعب ومحاورته حينما يتعلق الأمر بالاقتصاد ومعاش الناس.
وفي نيويورك، سلط مجلس الأمن الدولي الضوء على الشراكة المتنامية بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشأن مسائل السلام والأمن، وسط حديث مسؤولين دوليين عن السودان كنموذج لتلك الشراكة، وقالت هنا تيتيه الممثلة الخاصة ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي، إن «الشراكة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة تستمر في النمو من قوة إلى قوة».
ومن جهتها، أكدت سفيرة الاتحاد الأفريقي فاطمة كياري محمد في كلمتها أن التعاون يزدهر بين المنظمتين، مشيرة إلى أن جهودهما المشتركة ساهمت في التطورات الإيجابية الأخيرة في السودان، في أعقاب الاضطرابات السياسية التي شهدها السودان العام الحالي، وأشارت إلى أن المنظمتين تعطيان الأولوية للتنفيذ السريع للإعلان الدستوري في السودان، بشأن الانتقال الكامل من الحكم العسكري إلى الحكم المدني.
ورحب أعضاء مجلس الأمن بالتعاون المتزايد بين مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، ودعوا إلى تعزيز العلاقة بشكل أكبر.
وعلى صعيد آخر، أرجأت المحكمة السودانية التي تنظر قضية الرئيس السوداني السابق عمر البشير محاكمته، أمس، إلى 16 نوفمبر الجاري، بعد جلسة شهدت تقديم دفاع البشير طلبات إلى هيئة المحكمة. ويواجه البشير تهماً تتعلق بالثراء غير المشروع وحيازة النقد الأجنبي بطرق غير شرعية.