تتجاوز العلاقات السعودية الإماراتية مفهوم العلاقة بين دول الجوار، إذ يرتبط البلدان بعلاقة تاريخية تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، وقد حرصت قيادة البلدين على توثيقها باستمرار، وفق أسس وركائز مبنية على مبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية، مما يوحد التوجه الكامل لكل القرارات من البلدين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ولعل أبرز تجليات هذه الوحدة في الأفكار والرؤى والمواقف تتمظهر في العلاقات الثقافية بين البلدين في أشكالها كافة..
عن عمق هذه العلاقات الثقافية بين السعودية والإمارات، وجذورها وملامحها وآفاقها المتنوعة كان هذا التحقيق:

عبد اللطيف الوحيمد أديب وإعلامي سعودي، يقول:
تجسد دولة الإمارات العربية المتحدة في علاقتها مع المملكة العربية السعودية أنموذجاً يُحتذى للعلاقات الثقافية البناءة؛ فلا تفتأ الإمارات تستضيف السعوديين، شعراء كانوا أو أدباء أو أكاديميين في مهرجاناتها الثقافية وملتقياتها الإبداعية ومناسباتها المختلفة، وأنا ممن شرف باستضافته في ملتقى الشارقة للإبداع الشعري، وكذلك في مهرجان الشارقة السنوي للشعر الشعبي مع إخوةٍ في النسب الفكري والثقافي والإبداعي، تبادلت معهم التجربة الأدبية وتلاقحت معهم فكرياً، واستأنست بمعرفتهم الكريمة. وبالمثل، في السعودية في استضافتها للشخصيات الأدبية والثقافية الإماراتية في مهرجان الجنادرية السنوي للثقافة والتراث المقام في منطقة الرياض، وتخصيص جناحٍ لدولة الإمارات في هذا المهرجان، مشتملاً على مختلف أنماط الثقافة والتراث الإماراتي، والحديث في هذا المجال يطول والشواهد عليه كثيرة بين البلدين، والله أسأل أن يديم بينهما وبين شعبيهما كل وشائج العلاقة الثقافية والفكرية لتتسع دوائر الجمال والخبرة والتلاقح الجميل بين الثقافتين.

علاقة أخوية
الإعلامي الكاتب والشاعر راشد القناص، يقول:
على مدى قرون طويلة، وبحكم الموقع الجغرافي المتلاصق للبلدين الشقيقين تعاضدت عدة عوامل للمساهمة في رسم ملامح الثقافة السعودية الإماراتية فيما بينهما، بدايةً من قصدِ بيت الله الحرام الذي يتطلب توافد الحجيج عبر منافذ المملكة، وانتهاءً بقصد علماء الإمارات للدراسة في مراكز العلم بالمملكة، وتحديداً في محافظة الأحساء كأول مكان يصله المواطن الإماراتي في السعودية، حيث الحدود الشرقية بين البلدين، والتي عرفت بمدارسها العلمية منذ القدم.
هذه أولى الجسور الثقافية التي مهدت الاتصال بين البلدين، وشكلت مظهراً من مظاهر ذلك العمل المشترك، ثم جاء عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- وكانت العلاقات مع حكام الإمارات تسير وفق الأخوة والتعاضد فيما بينهم، حيث تدفق أفواج من العلماء والدعاة والشعراء الذين كانوا يأتون للدعوة وبث العلم بين قبائل المنطقة.
واليوم نجد أن العلاقة تزدهر أكثر وأكثر في ظل تطور الوسائل الإعلامية، وأصبحت الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية تستضيف شعراء سعوديين وإماراتيين في أماكن مختلفة بين البلدين، ويشارك المواطنون في محافل البلدين، ويكون الحضور أخوياً ترابطياً، ولاسيما أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص على تنظيم المسابقات والأماسي الثقافية، فيكون المواطن السعودي حاضراً فيها، وعلى سبيل المثال نجد أن «شاعر المليون، و«أمير الشعراء» ومهرجان الشارقة للشعر الشعبي والفصيح كان الشاعر السعودي أحد فرسانها ونجومها وحقق فيها مراكز متقدمة، وتضاف إليها بقية البرامج.
وهذا التواجد الثقافي عمَّق الروابط أكثر بين مواطني الدولتين، وأصبح الجميع على مقربة وملاصقة من الهم والإحساس المشترك، أضف إلى ذلك أن علاقة النسب والمصاهرة بين الشعبين شدت كثيراً من أواصر هذه العلاقة الثقافية، وما مشاركة دولة الإمارات في احتفالية المملكة العربية السعودية بيومها الوطني 88 إلا دلالة واضحة على عمق العلاقة الأخوية الوطيدة.

قديمة وعميقة
د. خالد بن قاسم الجريان نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، يقول:
بعد أن وحد الملك عبد العزيز «طيب الله ثراه» أرجاء هذه البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية عام 1352 هجرية، وبعد أن عزز الأمن والأمان والاستقرار في أرجائها، ونشر تعاليم الإسلام السمحة في جميع مناطقها ومدنها وقراها، وأقام العدل بين أبناء شعبه، التفت إلى العلاقات الدولية، بدءاً من دول الخليج العربي، ومروراً بالدول العربية ثم الأجنبية الغربية والشرقية.
ومن أهم الدول الخليجية التي عززت المملكة علاقاتها معها دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتوافق معها كثيراً في عدد من الاتجاهات والعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ومن ملامح العلاقات الثقافية نجد عدداً كبيراً من شعراء دولة الإمارات العربية يتغنون مبتهجين بالملك الموحد «طيب الله ثراه» الذي أرسى دعائم الأمن والأمان في ربوع الجزيرة العربية بأكملها.
وكذلك شعراء المملكة يشيدون بما قام به الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» من إنجازات حضارية وتطويرية لدولة الإمارات، فكان شعراء المملكة يجسدون حبهم للشيخ زايد «طيب الله ثراه»، ولدولة الإمارات في قصائد فريدة.
ومن مظاهر العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الأيام الثقافية التي شهدتها الدولتان الشقيقتان، فقد أقامت دولة الإمارات ليالي وأياماً ثقافية، احتفاء باليوم الوطني المجيد للمملكة، حيث الأمسيات الشعرية وتوزيع الكتب وكتابة الدراسات الثقافية والأفلام الوثائقية والندوات والمحاضرات التاريخية عن المملكة وأهم وأبرز الإنجازات الحضارية فيها، وهكذا في كل عام تمر به المملكة بذكرى الْيَوْم الوطني تحتفي دولة الإمارات بهذا الْيَوْم وكأنه ذكرى يوم الوحدة لديها، فشعراؤها يمجدون هذا الْيَوْم، والاحتفالات تقام في كل ربوع الإمارات في أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة، بل تجدها في كل بيت إماراتي.
ولهذا لا يشعر السعودي بالغربة في دولة الإمارات، لأنها دولة خليجية شقيقة للمملكة العربية السعودية.
ومن عمق العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين إقامة الشراكات الثقافية مع أبرز المراكز الثقافية بينهما مثل الشراكات الثقافية بين دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ومركز الملك فهد الثقافي، وبين ندوة الثقافة والعلوم بدبي ومركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية والبحوث، وبين دائرة الثقافة بالشارقة ودارة الملك عبد العزيز، وغيرها من المشاريع التنموية الحضارية الثقافية.
ومن أبرز مظاهر العلاقات الثقافية بين السعودية والإمارات، إقامة الأمسيات الشعرية بين شعراء البلدين والاحتفاء بهم جميعاً بل وبين الكتاب والأدباء.
ومن جميل العلاقات الثقافية بين الدولتين الخليجيتين ما نسمعه من شعراء الإمارات من الفخر بجنود السعودية المرابطين على الحد الجنوبي، وكأنهم يدافعون عن دولة الإمارات، وهم بحق يدافعون عن الأمة بأكملها ويدافعون عن دول الخليج ومقدسات المسلمين في أرض الحرمين كلها.
إن العلاقات الثقافية بين المملكة والإمارات ليست وليدة الْيَوْم، بل لها عمقها التاريخي منذ نشأة البلدين الشقيقين.

تلاحم
الشاعر والباحث إبراهيم عبد اللطيف الحداد، مؤسس ورئيس مجلس شعراء هجر، ونائب رئيس منتدى الأدب الشعبي بالأحساء، يقول:
لا شك في أن علاقة التلاحم بين الشعبين: السعودي والإماراتي تأسست منذ عهد المؤسس الباني المغفور له بإذن الله، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود «طيب الله ثراه».. وتعززت في هذا العصر الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «حفظهما الله».. ونحن الآن نحتفل باليوم الوطني بكل فخر واعتزاز، وما مشاركة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأصحاب السمو حكام الإمارات، والشعب الإماراتي الشقيق، بهذه الاحتفالات سوى دليل على عمق الروابط بين البلدين. ولاشك أن روح التواصل الفكري والثقافي بين البلدين، تتمثل في التواصل بين أدبائهما ومثقفيهما وشعرائهما الذين تغنوا بالشعر والأدب وسطروا ملامح أدبية وثقافية في هذا العصر الزاهر. ولاشك أن دولة الإمارات الشقيقة التي تطورت ثقافتها واهتمامها بالشعر والشعراء أصبحت مركزاً ثقافياً وأدبياً على مستوى الوطن العربي بشكل عام، والدول الخليجية بشكل خاص، حيث نجد بين عدد من الشعراء والشاعرات الإماراتيين خاصة الشعبين وبين إخوتهم السعوديين تلاحماً وتواصلاً عبر قنوات التواصل الاجتماعي. وفي الختام، أسأل الله أن يدوم علينا الأمن والأمان والرخاء في سائر دول الخليج.

توافق
الشاعر‏‏ محمد بن مصوّي العتيبي، يقول:
في البداية شكراً على هذا الحب والمشاركة في الفرحة.. السعودية والإمارات تضربان أروع الأمثلة في كل شيء، اتفقتا ألا تختلفا، متزامنتين في كل شيء وفِي آن واحد نجدهما متكاتفتين سِلماً وحرباً، رخاءً وشدة، فرحاً وحزناً، ثقافياً، وسياسياً واقتصادياً، المصير واحد..
يتواتر هذا الحب والتجانس في كل عام وفِي كل مناسبة. دامت الأفراح، ودامت المحبة، ودامت السعودية والإمارات في مقدمة دول العالم الداعمة للسلم ومحاربة التطرّف، ونبذ كل عضو فاسد يسعى في تدمير البلاد والعباد حتى وإن كان من المقربين.
حفظ الله أمننا واستقرارنا في ظل قياداتنا الحكيمة الناصرة للحق.
الدم لا يفترق عن العِرق كذلك السعودية والإمارات.

أخوة الجغرافيا والتاريخ
الكاتبة الدكتورة وفاء محمد مصطفى استشارية تنمية الموارد البشرية والتطوير الذاتي، تقول:
إن الثقافة بصفة عامة لا تكشف فقط جوهر رقي الأفراد وما يتسمون به من سلوك وخلق، وقيم، ومبادئ، بل والمجتمعات أيضاً، حيث تنبع من قيم المجتمع المعرفية والاجتماعية والثقافية، وإذا كان العلم يعتمد على قواعد وأصول تدرس أكاديمياً في الجامعات، فإن الثقافة تتشكل وفقاً لهوية وقيم المجتمعات ذلك هو الذي يشكل حضارة ورقي الأمم.
لذا فإننا عندما نتكلم عن العلاقات الثقافية الإماراتية السعودية فإنه ولاشك تقفز إلى أذهاننا منطقة جغرافية واحدة ذات تاريخ مشترك وبنية تاريخية متشابهة في جوانب كثيرة، مثل الجانب الاجتماعي والتعليمي والثقافي، ولعل الأخير هو العامل الأبرز بالإضافة إلى ما يتمتع به البلدان من عادات، وتقاليد مشتركة منذ القدم.
وإذا كان لكل أمة طابعها الخاص الذي يميز هويتها، وثقافتها، فإن العلاقات الثقافية الإماراتية السعودية التقت في نقطة مشتركة هامة، حيث تميزت باهتمامها بالعلم والتبادل الثقافي الذي يشكل حجر الزاوية في العلاقات الثقافية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وفقاً لهوية وقيم كل منهما.
يشهد التاريخ على الثراء المعرفي الذي يتمتع به كلا البلدين تاريخياً وعلمياً ومعرفياً ومجتمعياً، ذلك الذي يعتمد على التبادل الثقافي، فضلاً عن توطيد أواصر المحبة والتعاون المشترك بين البلدين.
وقد تركت العلاقات الإماراتية السعودية بصمة واضحة على مرّ الأجيال، من خلال التبادل المعرفي والثقافي، ونشر العلم والأبحاث العلمية، وقد لعبت وسائل الإعلام، والشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً هائلاً في هذا المضمار، هذا غير ما يتحلى به البلدان من ركيزة ثقافية هامة قوامها نشر المعاني القويمة والقيم والأخلاق والتسامح، والسلام.
ويتجلى ذلك من خلال انتشار معارض الكتب الدولية، واعتماد حلقات دواوين الشعر والندوات والمؤتمرات والمحاضرات والورش للعلماء، والأدباء والمفكرين والتربويين والباحثين، وغير ذلك الذي تطالعنا به الصحف اليومية في كثير من العناوين المعرفية والثقافية من كلا الجانبين التي تعبر بصدق عما يربط بينهما من روابط تاريخية عظيمة أهمها اللغة العربية المشتركة، ووحدة الصف، والشمولية الثقافية، والجذور الدينية التي تعتبر الركيزة العلمية والمعرفية والثقافية لكلا البلدين.

تحالف استراتيجي
موزة الهنائي باحثة سياسية في مركز الإمارات للسياسات، تقول:
إن العلاقة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تزداد بالتقارب يوماً بعد يوم في جميع المجالات حتى وصلت إلى التحالف، بحكم أن الدولتين شريكان استراتيجيان وذواتا طابع مجتمعي متقارب ومن الطبيعي أن يشكل هذا التقارب تحالفاً استراتيجياً بين البلدين، لتوافر مقومات التحالف الاستراتيجي من تشابه المصالح وتشابه القيم وسوى ذلك من عوامل قوة أخوة متوافرة في العلاقة بينهما.
وعلى الرغم من أن هذا التقارب لفت أنظار العديد من الدول التي لم ترغب يوماً بهذا التقارب آملة أن تكمل تلك الدول مخططاتها الدخيلة، حيث إن التقارب السعودي الإماراتي يمثل قوة رادعة لمثل هذه المخططات المضرة بالاستقرار المجتمعي في كافة النواحي، سواء في الثقافي أو حتى السياسي، حيث تحاول بعض تلك الدول أن تحتكر الحضارات والثقافات لها وحدها، إلا أن التحالف الثقافي السعودي الإماراتي نجح في ردع هذه الأفكار التي لا أساس لها، وبنى من التقارب القوي بين البلدين الشقيقين تحالفاً قوياً في كافة المجالات، وكان من أهمها المحور الثقافي.
فالمحور الثقافي في العلاقة بين البلدين كان على مر التاريخ هو الأبرز. فكلتا الدولتين لا تختلفان ?على أنه من المهم ألا يقتصر التقارب الثقافي الاستراتيجي بين الدولتين فقط، بل يحبذ جذب وتوحيد الدول الخليجية بشكل خاص «عدا قطر في الوقت الراهن» والدول العربية بشكل عام التي تشترك معها في القيم والمصالح. فالأخطار العديدة تتطلب العمل بشكل أكبر وأوسع مع دول حليفة وشريكة إن أمكن، ليكون لهذا التحالف والتعاون دور فاعل في احتواء الأخطار لاسيما إن أتت من دول مجاورة.
فهل تتخذ الدول من التقارب السعودي الإماراتي أنموذجاً لها لردع العدوان المتطرف المتكرر، وترسيخ مجتمعات موحدة مستقرة لها حضارتها الخاصة بها وآثارها الأصيلة؟

علاقة تكامل
الشاعر السعودي علي خلف الدهمشي، يقول:
إن العلاقات السعودية الإماراتية قديمة قدم وجود البشرية على هاتين البقعتين المتجاورتين من الأرض والحاجة للذهاب للحج والعمرة كأحد أركان الدين والتمازج مع المجتمع السعودي ومعرفة ثقافته وتقاليده المختلفة في مناطقه الواسعة، وكذلك نقل ثقافة المسافر أو الحاج إلى هذا البلد من جميع الدول عموماً والإمارات ودول الخليج العربي خصوصاً.
ولما كانت المملكة سباقة في العلم، خصوصاً الشرعي لما حباها الله به من احتضان الحرمين الشريفين وتنوع الثقافات فيها بحكم المساحة الجغرافية الكبيرة فكان لبعض علمائها دور بارز في نقل الثقافة السعودية والعلم الشرعي لأحبائها في الجوار والعالم أجمع ومما أدى إلى استقطابهم في دول كثيرة خصوصاً الإمارات واستقروا بها، وأصبحوا من أبنائها.
والقواسم المشتركة بين البلدين كثيرة وفي شتى الأمكنة، وليست محصورة داخل البلدين فقط بل داخلياً ودولياً، والعلاقة تكاملية والمشاركات التعاونية بين المؤسسات الثقافية الأدبية والفنية والاجتماعية، ولمثقفي الإمارات دور كبير في النهضة الفكرية الأدبية المعاصرة لدول المنطقة، وتدعم السعودية هذا الدور البارز المثري للفكر والأدب.
والطموح في العلاقات الثقافية السعودية الإماراتية أكبر من أن تحويه ورقات صحفية محدودة بعددها.
نسأل الله أن يديم نعمة الأمن والتطور إلى الأفضل وأن يحفظ بلدينا من كل مكروه وجميع بلدان المسلمين.

الإمارات عضيدنا
الشاعرة السعودية لولوة الدوسري، تقول:
دولة الإمارات العربية المتحدة هي بمثابة العضيد الذي تشد المملكة العربية السعودية به أزرها. وهي سباقة دائماً لمشاركة وطني الغالي (السعودية) أفراحه وتقدمه، فهي حليف نجاح بالطبع.
وفي صدد مختلف العلاقات التي تربط البلدين هناك الجانب الثقافي الجم والحافل بالكثير من النشاطات والفعاليات والمشاركات التي تتضمن أسماء لأدباء من كلا البلدين، وعلى سبيل الذكر برنامج «شاعر المليون» الذي اكتسح صيته وسائل التواصل بشتى أشكالها، والذي يشكل عدد المتقدمين من السعودية فيه قرابة النصف، وهذا دليل ترابط. أما تبادل البلدين الثقافي فيتضح في رسائل التهنئة التي تقدمها شركات الاتصال، بدءاً بتغيير اسم الشبكة لناقل الاتصالات، انتقالاً لعرض صورة العلم على أعلى وأبرز معالم البلدين. وكذلك استقبال القادمين في مطارات البلدين وقت احتفالاتهم الوطنية، وتخصيص بوستات تعريفية بالتراث في البازارات والمعارض الثقافية.

الصحافي السعودي في صحيفة «عكاظ» محمد سعود، يقول:
يوماً بعد آخر يثبت الإماراتيون أنهم الحليف والشقيق للسعوديين منذ أعوام طويلة، ولعل الأحداث التي مرت بها المنطقة خير دليل على عمق العلاقة بين البلدين، فالبلدان لهما رؤى متطابقة، ويعيشان نفس المصير، للوصول إلى ما يخدم الأمة الإسلامية والعربية والخليجية.
السعودية والإمارات بذلتا جهوداً كبيرة في إصلاح الأوضاع السياسية في المنطقة، ومحاربة الإرهاب.
والعلاقة السعودية الإماراتية قائمة على الأخوة والاحترام المتبادل بينهما، فالسعودي يرى نفسه إماراتياً والعكس، ولا أحد منهم يتخلى عن الآخر، وقطع علاقة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) الدبلوماسية مع قطر لدعمها الإرهاب، دليل على تكاتف البلدين في محاربة التطرف وداعميه.
الروابط كثيرة بين البلدين في جميع المجالات، ما جعل العلاقة بينهما تزداد حباً وألفة وأخوة.

الإعلامي السعودي ضيف الله الغنامي، يقول:
العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، علاقة أخوية قوية تاريخية، على مستوى الحكومة والشعب ويقتدى بها، وغير مستغرب التفاعل الكبير من قبل البلدين في الاحتفالات الرسمية لكل بلد، إذ لا تمر مناسبة سعودية إلا ويشارك فيها الإماراتيون والعكس كذلك، وهذا يدل على أن المصير واحد والمصير مشترك والسير معاً في طريق التقدم والازدهار.

الشاعر السعودي‏‏‏ خالد بن علي، يقول:
إن احتفالات الإمارات باليوم الوطني السعودي تعد انعكاساً لروح الإخاء والمحبة التي تربط بين الشعبين الشقيقين، وللروابط الأسرية والاجتماعية، والمصير المشترك، وهناك مجموعة من النقاط التي تؤكد على تميز وخصوصية وقوة هذه العلاقة، وهي: علاقة الدم والنسب والمصير المشترك، فالبلدان من مؤسسي مجلس التعاون، ويقودان الحرب ضد إرهاب الإخوان والنفوذ الإيراني بالمنطقة، ويقودان الحرب على الانقلاب باليمن، وهو مرتبط باحتواء إيران وكسرها، وعملهما متناغم لكل قضايا الأمة العربية والإسلامية، وساعدا مصر على التخلص من الإخوان ودعماها اقتصادياً وعسكرياً ومادياً لتجاوز محنتها، وإيقاف قطر عند حدها وتحجيم دورها التخريبي في المنطقة بتحالفها مع إيران والإخوان والترك، ودعما معاً اقتصاد الأردن في آخر قمة استضافتها مكة، ويوجد بينهما مجلس تنسيق متعدد اللجان، تسمى خلوة العزم، لعمل دمج بين الدولتين في جميع المجالات، ويتم تخصيص أكبر جناح في الجنادرية للضيوف للإمارات.
نعتز، ونفخر بالإمارات وشعبها وقيادتها الحكيمة التي تولي أبناء الخليج والسعوديين رعاية خاصة.

توأمة
الشاعرة السعودية مريم العتيبي، تقول:
إن روابط العلاقة التاريخية بين الإمارات والسعودية تتجدد بهذا اليوم العظيم، وقد أعطت مشاركة الشعبين في احتفالات مناسبة اليوم الوطني، لكل منهما، دليلاً قاطعاً على أن العلاقة بين الدولتين تجاوزت المفهوم الاعتيادي وارتقت إلى عمق التآخي ووحدة الصف والتوافق المتبادل والمساهمة على الأصعدة كافة، فأي مناسبة عند إحداهما نجد الأخرى تساهم معها وكأنهما جسد واحد بمثابة توأم روح فهذا دليل على أن اللحمة الأخوية متأصلة منذ القدم بين السعودية والإمارات. أدام الله عليهما هذه النعمة.
فالعلاقة السعودية الإماراتية تعتبر قدوة ومدرسة لبقية الدول لتعلم الأسس التي قامت عليها والقيم الراسخة التي ارتكزت ونهضت بها.