رغم مرور 16 عاماً على رحيل الموسيقار محمد الموجي، فإن ألحانه التي تميزت بالأصالة والتجديد لا تزال خالدة وتمثل تراثاً قيِماً ينهل منه كل من جاء بعده من الموسيقيين والدارسين. وجاء الاحتفال هذا العام بذكرى رحيله مختلفاً عن الاعوام السابقة، حيث أذيعت أغنياته التي لحنها لكبار المطربين والمطربات على المحطات الفضائية، وخصوصاً الغنائية، وكان للإذاعة نصيب الأسد في الحديث عنه، سواء من خلال بعض رفاقه ومعاصريه، أو من خلال حوارات مع ولديه اللذين احترفا الموسيقى وهما الموجي الصغير ويحيى الموجي. وأصدرت شركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات» عدداً من الألبومات لكبار المطربين الذين لحّن لهم الموجي، ومن بين هذه الالبومات ثلاثة لأم كلثوم، منها «للصبر حدود» و»اسأل روحك»، إلى جانب أغاني فيلم «رابعة العدوية» وثلاثة لعبدالحليم حافظ وهي «ياللي الهوى خالك» و»يا حلو يا أسمر» و»يا واحشني». الى جانب ألبومات أخرى لشادية ونجاة وفايزة أحمد وصباح وكارم محمود ومحمد رشدي ومحمد عبدالمطلب ومحمد قنديل ونجاح سلام ومها صبري. موهبة الموجي كانت فطرية، حيث لم يدرس الموسيقى وحصل على دبلوم زراعة، ومع ذلك كانت ألحانه قاسماً مشتركاً في نجاح كل من تعاون معهم، حيث اعتمدت ألحانه على البناء الدرامي الموسيقي كفكرة أساسية أكثر من اعتمادها على التطريب، واستطاع أن ينشيء لنفسه مدرسة لحنية خاصة به رغم ظهوره وسط جيل من رواد التلحين، من بينهم رياض السنباطي وزكريا أحمد ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وبليغ حمدي وكمال الطويل، كما كان يهوى الغناء وعمل مطرباً لفترة قصيرة، قبل أن يتجه إلى التلحين. وتفرد محمد الموجي الذي ولد في 4 مارس 1923 في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ بخصائص مكنته من الوصول إلى درجة عالية من الكفاءة، حيث اتبع طرقاً متطورة فى التلحين واتبع المدرسة التعبيرية من خلال المزج بين الأساليب الشرقية والغربية، وكان دقيقاً فى تنفيذ الألحان الى جانب الإنتاج الغزير، حيث وضع ألحان أكثر من 1500 أغنية. كان لعبدالحليم حافظ نصيب الأسد من ألحانه، حيث قدم له أكثر من 60 أغنية عاطفية غناها حليم في حفلاته أو في أفلامه، وبدأ تعاونهما من خلال أغنية «صافيني مرة» التي كانت سبباً في شهرة حليم، علماً بأن مطربين آخرين كانوا قد رفضوها ومنهم عبدالغني السيد ومحمد عبدالمطلب وشهرزاد، مروراً بأغنيات «اسبقني ياقلبي» و»ياقلبي خبّي» و»ليه تشغل بالك» و»الليالي» و»حبّك نار» و»ياحلو يااسمر» و «يامواعدني بكرة» و»مغرور» و»حبيبها» و»جبّار» و»لو كنت يوم أنساك» و»كامل الأوصاف» و»أحضان الحبايب» و»رسالة من تحت الماء»و «قارئة الفنجان».ولحّن له مجموعة من الأغاني الوطنية والدينية منها «بستان الاشتراكية» و»لفي البلاد يا صبية» و»النجمة مالت ع القمر» و»أنا من تراب». كما لحن لأم كلثوم التي سعت بنفسها اليه عدداً من الاغنيات من أشهرها «للصبر حدود» عام 1963 و»اسأل روحك» عام 1970 الى جانب «حانة الأقدار» و»أوقدوا الشموس» و»الرضا والنور» و»يا صوت بلدنا» و»ياسلام ع الأمة» و»أنشودة الجلاء» و»محلاك يا مصري». ورغم تعاون فايزة أحمد مع العديد من الملحنين، فإن ألحانه لها تبقى نقطة فارقة في مشوارها الغنائي، وهو ما يتجلى في أغنيات «أنا قلبي إليك ميّال» و»يامّة القمر ع الباب» و»بيت العز» و»حيران» و»م الباب للشبّاك» و»تعالالي يابا» و»على البساط السندسي» و»ليه يا قلبي ليه» و»يا الاسمراني» و»قلبي عليك يا خي» و»تمر حنة» و»غلطة واحدة» و»إلهي يحرسك م العين». كما قدم لوردة الحان أغنيات عديدة منها «ياقلبى يا عصفور»و»أمل الليالي» و»ومالي بس» و»اتحملت كتير» و»راجعين تاني» و»لازم نفترق» و»عايزة أحب» و»أكدب عليك» و»أهلا ياحب»، إلى جانب أغاني مسلسلها الاذاعي «دندش» ومجموعة كبيرة من التسابيح الدينية. وتعاون مع مطربين آخرين، منهم نجاة «عيون القلب» و»دوبني دوب» و»يا حنينة» و»يا رب أبدعت» و»دعوة النور والهدى» وشادية «بوست القمر» و»شيء مش معقول» و»أنا مخصماك» و»قال لي الوداع» و»انت أول حب»، وصباح «سلمولي على مصر» و»الحلو ليه تقلان أوي» و»الغاوى ينقط»، وكارم محمود «قالولي عنك» و»يا طيف الأمل»، ومحمد رشدي «هنادي» و»يا أم الطرحة معطرة» ومحمد عبدالمطلب «خصام الهوى» و»ليالى سهرتها»، ومحمد قنديل «عواد»، ونجاح سلام «على الدرب» و»ياني منك»، ومها صبري «إن شفتني» و»قد إيه حبيتك» و»دق يا قلبي»، وماهر العطار «بلغوه» و»داب داب» و»دوبوني الغمزتين»، وطلال مداح «ضايع في المحبة» و»لي طلب»، وميادة الحناوي «جبت قلب منين» و»يا غائباً لايغيب» و»اسمع عتابي»، وسميرة سعيد «أنا ليك» و»شط البحر» و»يا دمعتي هدي». كما اكتشف هاني شاكر وأميرة سالم، وغني له علي الحجار مقدمة ونهاية مسلسل «عمر بن عبدالعزيز» لنور الشريف وإخراج أحمد توفيق وتأليف الشاعر عبدالسلام أمين ابن عم الموجي.