إبراهيم سليم (أبوظبي)
حذر خبراء واستشاريو الأمراض من الاستهلاك غير المبرر للمضادات الحيوية، مؤكدين أن سوء استهلاكها قد يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للمضادات، وبالتالي صعوبة التعافي من الأمراض، ما يتطلب تضافر الجهود للحد من استهلاكها، ومشيرين لوجود برامج لرصد استهلاكها وتقنين استخدامها بما يضمن المحافظة على مخزوناتها.
جاء ذلك، خلال مؤتمر الوقاية من العدوى الذي تنظمه شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، بالتعاون مع رابطه المهنيين في مكافحة العدوى وعلم الأوبئة في الإمارات، والذي يختتم أعماله في أبوظبي اليوم.
وأكدت الدكتورة نوال الكعبي، استشارية الأمراض المعدية للأطفال، رئيس اللجنة المركزية لمكافحة العدوي، المدير التنفيذي للشؤون الطبية بمدينة الشيخ خليفة الطبية، رئيسة المؤتمر وجود توجه عالمي للحد من استهلاك المضادات الحيوية، والتي أدت إلى مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وأصبحت الميكروبات تطور نفسها ذاتياً.
وأشارت الكعبي في تصريحات للصحفيين إلى أن الإمارات لديها التزام مع منظمة الصحة العالمية لاتخاذ الإجراءات الخاصة بتقنين والحد من استخدامات المضادات الحيوية، وهناك برنامج خاص بالاستخدام الأمثل للمضادات، تنفذه دائرة الصحة، لتجنب الاستهلاك العشوائي للمضادات الحيوية وكل مستشفى لديه برنامج يراقب استهلاك المضادات، والآن لا توجد صيدلية تقوم ببيع المضاد عشوائياً أو دون وصفة، ويشترط قبل أخذ المضاد عمل مزرعة، ودائرة الصحة تراقب الممارسات للقطاعين الحكومي أو الخاص، وعند وجود بكتيريا مقاومة يتم فحصها في مختبرات معينة، وتراقب وصفات كل طبيب وعدد ما وصفه من مضادات، وماهي المضادات الموصوفة.
ويقتضي البرنامج عدة مؤشرات يتم أخذها في الاعتبار، منها نسبة مقاومة البكتيريا للمضادات، ونسبة استخدام أو استهلاك المضادات، وكذلك نسب وصف المضادات الحيوية في الالتهابات الفيروسية.
وأشارت إلى إلزام شركة «صحة» لكافة العاملين لديها بأخذ تطعيم الإنفلونزا، سواء الطاقم الطبي أو الإداري، للوقاية من نقل العدوى إليهم أو المحيطين بهم.
ويناقش المؤتمر مجموعة من أوراق العمل حول كل ما هو جديد في مواجهة ومكافحة الأمراض المعدية في المنشآت الصحية، والتعرف على الفيروسات والأمراض الجديدة التي يجب أن يطلع عليها الطاقم الطبي والتمريضي ومعرفة طرق تشخيصها والتعامل معها.
وتركزت الناقشات خلال أعمال اليوم الثاني لمؤتمر «صحة» الدولي الثالث للوقاية من العدوي ومكافحتها، حول إعدادات منع العدوى، والحد من تأثير العوامل البيئية في نقل العدوى إلى داخل المنشآت الصحية، خاصة انتقال العدوى من خلال الماء، والهواء الملوث إلى داخل المستشفيات، ما يؤثر على صحة المرضى، والإجراءات الواجب اتخاذها لمنع انتقال العدوى إلى داخل المنشآت الصحية.
وأكدت الدكتورة نجيبة عبد الرزاق رئيس اللجنة المركزية لمكافحة العدوى في دولة الإمارات أهمية مكافحة العدوى والوقاية منها بفعالية لمنع ظهور الكائنات المقاومة للمضادات الحيوية المتعددة، حفاظاً على سلامة المرضى وتحسين الجودة في مكافحة العدوى.
وقدم إلياس طنوس من كليفلاند كلينك أبوظبي لمحة عن برنامج المقارنات الدولية لممارسي مكافحة العدوى في منطقة الشرق الأوسط، وقدمت الدكتورة شياو يان سونج من مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية لمحة حول نظام المراقبة الإلكترونية للعدوى، فيما تناول الدكتور تامر سعيد عثمان من رابطة البحوث الطبية البحرية الأميركية، مسألة إنشاء نظام وطني لمراقبة الالتهابات المرتبطة بالرعاية الصحية ومقاومة مضادات الميكروبات.
وعقد على هامش مؤتمر صحة العالمي للوقاية من العدوى، المؤتمر السنوي الأول لجمعية الإمارات لعلم الأحياء الدقيقة السريرية، شارك فيه الدكتور عدنان العتوم وتحدث عن دور علم الأحياء الدقيقة السريرية، في إدارة المضادات الحيوية، وركزت الدكتورة زلفة عمر الديسي، من مستشفى لطيفة بدبي على تأثير التشخيصات الحديثة على رعاية المرضى، فيما تناول الدكتور ستيفان ويبر، من مدينة الشيخ خليفة الطبية التابعة لشركة «صحة» مسألة تغيير صورة علم الأحياء الدقيقة السريرية.