دينا جوني (دبي)

يستفيد 6500 طالبة وطالبة من رعايا الدول التي تعاني الحروب والكوارث القاطنين في دولة الإمارات والطلاب اللاجئين في الأردن ولبنان، من مبادرة «صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين» التي أُطلقت المرحلة الأولى منها أمس رسمياً خلال مؤتمر صحفي في دبي.
وكان الصندوق قد أعلن تخصيص ما قيمته 100 مليون درهم من المنح التي سيقوم بتوزيعها خلال ثلاث سنوات من أجل دعم تعليم تلك الفئة من الطلبة.
وتشمل المرحلة الأولى تقديم 45 مليون درهم بصيغة دعم مادي مباشر لمؤسسات تعليمية ومنظمات إنسانية لتمكين الطلبة من استكمال التحصيل العلمي والمهني والأكاديمي في المرحلتين الثانوية والجامعية، فضلاً عن تنمية المهارات الشخصية والتقنية الأخرى التي تساعد الطلبة على تنمية المهارات التي تمكنهم من العمل ومساعدة عائلاتهم، وتأمين مستقبل يستطيع فيه الطالب تحقيق ذاته وتفعيل طاقاته.
وقال عبد العزيز الغرير رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم وممول الصندوق على هامش المؤتمر، إنه وبعد الفرز الأولي تم اختيار 150 طالباً من الإمارات من ضمن الفئة التي يستهدفها الصندوق، بالتعاون مع «الهلال الأحمر» الإماراتية، وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لافتاً إلى أن قبول الطلبات مستمراً لغاية يناير المقبل.
وأعلن الغرير، خلال المؤتمر، عن الجهات الأربع التي سيتم تقديم الدعم لها خلال المرحلة الأولى من برامج الصندوق، وهي هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في دولة الإمارات، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» بالأردن ومجموعة لومينوس للتعليم الأردنية، ومشروع توحيد شبيبة لبنان.
بدوره، أكد الدكتور محمد الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، أنها ترصد سنوياً ما يقارب 70 مليون درهم لتعليم الطلاب من رعايا دول الحروب المقيمين في الإمارات أو اللاجئين في الدول الأخرى. وقال، إن وجود إدارة خاصة ضمن «الهيئة» معنية بقطاع التعليم للفئات الضعيفة في المجتمعات، تساعد على التطبيق الفوري للبرامج والمبادرات الإنسانية، ومنها مبادرة «صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين. وأكد أن «الهلال الأحمر» الإماراتية بصدد التعاون مع وزارة التربية والتعليم لمناقشة إمكانية دعم بعض الطلبة المشمولين في المبادرة عبر تسجيلهم في المدارس الحكومية، بالإضافة إلى وجود اتفاقيات تعاون مع عددٍ من المدارس الخاصة والجامعات.
من جانبه، قال توبي هوارد، مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأبوظبي: «مع تصاعد أعداد اللاجئين حول العالم، يدرك المجتمع الدولي أن الاعتماد الكلي على المنظمات الإنسانية لتوفير الدعم الذي ينقذ حياة هؤلاء لم يعد كافياً. وهناك حاجة لمشاركة شركاء جدد في مجال دعم التعليم وتوفير العيش الكريم. ومعالي عبد العزيز الغرير يمهد الطريق الذي نأمل أن ينضم إليه آخرون فيه لمنح اللاجئين مزيداً من الفرص والأمل».
وفي الأردن، يتعاون الصندوق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» لتوفير الدعم للطلاب اللاجئين في المخيمات وأماكن أخرى من الصف التاسع حتى الثاني عشر، وهم الأكثر تعرضاً لخطر التسرب من المدرسة لتمكينهم من الوصول إلى الفرص التعليمية، ومواصلة الدراسة في المدارس الحكومية، وتوفير الدروس التعويضية لهم، ومساندتهم نفسياً واجتماعياً، وتدريبهم على المهارات الحياتية حتى يكملوا تعليمهم. وفي لبنان، يستفيد مشروع توحيد شبيبة لبنان من دعم الصندوق في تقديم برامج الدعم والمشورة للطلاب اللاجئين في المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى تأهيل الراغبين منهم بالتوجهات المهنية في تخصصات مطلوبة مثل العلاج الطبيعي، وتصميم مواقع «الإنترنت»، والإنتاج التلفزيوني. كما يقدم المشروع الدعم لمساعدة الطلاب اللاجئين على متابعة دراساتهم الجامعية والعليا في تخصصات نوعية، مثل علوم المختبر السريري، والأشعة، والمعلوماتية الحيوية بالتعاون مع جامعات في لبنان.