حسام عبدالنبي (دبي)
على الرغم من أن الروبوتات وحلول الذكاء الاصطناعي تنفذ حالياً نسبة تقارب 70% من مهام المحاسبة والعمليات المالية، فإنه من المستبعد تماماً أن تحل تلك (الماكينات) محل البشر في مجال التدقيق وإعداد التقارير المالية، لكنها ستغير من طبيعة وظائف المحاسبين والمتخصصين في المجالات المالية، تلك رسالة طمأنة وجهها جيف تومسون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمعهد المحاسبين الإداريين في منطقة الشرق الأوسط، للحاضرين في الدورة السنوية العاشرة من منتدى المديرين الماليين التي بدأت أعمالها في دبي أمس، تحت عنوان «فتح آفاق جديدة للابتكارات المالية». تومسون، أكد أن الروبوت يمكنه أن يمارس مهام المحاسب أو المستشار المالي لبعض الوقت، ولكنة ليس قادراً على حل المشاكل والإجابة عن الأسئلة وتوضيح التفاصيل، والأمر يعتمد على البشر في النهاية في إعداد البرامج والسوفت وير التي تمكن الروبوت من تنفيذ المهام وزيادة مهاراته، ولذا فإنه لدينا بعض الوقت قبل التفكير في اختفاء دور البشر في مهنة المحاسبة والتدقيق والبالغ عددهم 15 ألفاً من أعضاء معهد المحاسبين الإداريين في منطقة الشرق الأوسط، منهم 3500 عضو من الإمارات.
وفيما يخص دور المحاسب والمديرين الماليين في العصر الرقمي، أجاب تومسون، أن الكفاءة في استخدام التكنولوجيا هي الأهم، حيث لن يصبح دور المدير المالي مجرد توفير التمويل للتكنولوجيا، بل سيمتد إلى اختراع الابتكارات واختيار أكثرها مناسبة لعمل الشركة، وكذا تضمين الابتكار بالاستراتيجية المستقبلية للمؤسسة واختيار الكفاءات القادرة على استخدام التكنولوجيا وتطبيقاتها في أداء العمليات، مؤكداً أنه في دولة مثل الإمارات قامت حكومتها بالاستثمار في البنية التحتية، ويجب على الشركات الاستفادة من ذلك لتبني الابتكارات في العمل وأداء المهام والخدمات.
وصنف تومسون، الإمارات في صدارة دول منطقة الشرق الأوسط في تطبيق التكنولوجيات الحديثة في مجال المحاسبة المالية، علاوة على أنها تعتبر أيضاً الأسرع في تبني تلك التكنولوجيا، مدللاً على ذلك بحرص دبي وأبوظبي على تبني الابتكار في مجالات عدة بالفعل، في مقدمتها النقل والاتصالات.
وعن إنفاق المؤسسات المالية في الوقت الحالي على التكنولوجيا المالية، أفاد تومسون، بأن أهمية الاستثمار في التكنولوجيا المالية تزداد يوماً بعد آخر، لاسيما في ظل فوائدها المتعددة، وفي مقدمتها زيادة كفاءة العمليات وتقليل النفقات التشغيلية، بيد أنه أشار إلى أن الأمر يرتبط في النهاية بالسيولة والتدفقات النقدية المتوافرة لدى الشركة ودورات صعود أو هبوط الأعمال، داعياً الشركات إلى التفكير في الاستثمار في التكنولوجيا المالية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل، نظراً لأن تلك التكنولوجيا توفر فرصاً ضرورية في المستقبل.