المهدي الحداد (الرباط)

فرضت الأجهزة الأمنية المغربية حالة من الاستنفار القصوى، استعداداً لزيارة نادي الترجي التونسي للمغرب لمواجهة أولمبيك أسفي بعد غدٍ، في ذهاب دور 16 لكأس محمد السادس للأندية الأبطال.
وعقدت سلطات الأمن والداخلية سلسلة من الاجتماعات على مدار الأيام الأخيرة مع مسؤولي الرجاء والوداد وأولمبيك أسفي، لتوفير الحماية اللازمة للفريق التونسي وضيوفه، في ضوء الحملات والتهديدات التي شنتها بعض الفصائل والفئات الجماهيرية، التابعة للوداد عبر صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي، للثأر من الاعتداءات التي مست بعض أنصار الفريق الأحمر، خلال إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا للموسم الماضي.
وأخذت الأجهزة الأمنية المغربية ما يتم تداوله عبر الوسائط الإلكترونية على محمل الجد، من خلال خطة محكمة لتطويق البعثة التونسية وتأمين تنقلاتها وتحركاتها، بالتنسيق مع مسؤولي الغريمين الرجاء والوداد وكذا أولمبيك أسفي، حيث سيكون الترجي وجمهوره تحت حراسة مشددة على طول الطريق الرابط بين الدار البيضاء وأسفي والبالغ طوله 210 كلم، إضافة إلى تعزيز الحماية والمراقبة على مكان إقامة الضيف، الذي اختار الابتعاد عن المدينتين معاً، تفادياً للمضايقات المرتقبة، وقرر الحجز بفندق بضواحي مدينة الجديدة التي تبعد عن العاصمة الاقتصادية بنحو 80 كلم وعن ملعب المباراة بـ144 كلم.
ولضمان كامل السلامة للجمهور الزائر، أمرت السلطات الأمنية بتقليص عدد المشجعين التونسيين المرافقين للفريق وحددته في 300 مشجع فقط، لإحكام السيطرة والمراقبة على كل تحركاتهم عبر مختلف المدن قبل وبعد المباراة، ولتجنب الصدام مع الجماهير، خصوصاً أن جمهور الوداد لم يطو بعد صفحة نهائي رادس في شهر مايو الماضي، والذي شهد تتويج الفريق المضيف باللقب الإفريقي، بعد رفض الضيف المغربي استكمال المباراة لغياب تقنية الفيديو «فار».
ومن المنتظر أن تخيم الأجواء المشحونة والضغط الجماهيري الرهيب على لقاء الأحد المقبل بين أولمبيك أسفي ونظيره التونسي، رغم الطاقة الاستيعابية الصغيرة لملعب المسيرة الخضراء والتي لا تتجاوز 10 آلاف مقعد، حيث من المرتقب أن يحط مئات أنصار الوداد الرحال بأسفي لتشجيع الفريق المحلي ومضايقة الزوار، في أمسية تخيف الأمن المغربي وتقلق رئيس النادي المستضيف أنور دبيرة.