تامر عبد الحميد (أبوظبي)

قرر عدد من المنتجين والمخرجين والممثلين تقديم موسم جديد من المسلسلات التلفزيونية بعيداً عن «ماراثون رمضان»، من خلال قصص وشخصيات جديدة يظهرون بها عبر الشاشة الصغيرة، الأمر الذي أسهم في انتعاش الساحة الدرامية، لاسيما بعدما حققت بعض الأعمال التي عرضت في السابق نجاحاً ومتابعة كبيرة مثل «الأب الروحي» و«سابع جار» و«نصيبي وقسمتك»، الأمر الذي دفع العديد منهم لتنفيذ أعمال جديدة واستحداث مواسم درامية أخرى، لعرض مسلسلات تنال أغلبها ردود أفعال إيجابية ومشاهدات عالية عبر «يوتيوب»، وتخلق جواً من المنافسة الدرامية بعيد عن موسم رمضان.
«شبر ميه» و«بلا دليل» و«بحر» و«حواديت الشانزلزيه» أبرز الأعمال التي تم تنفيذها مؤخراً، وتعرض حالياً على الشاشة الصغيرة، ودخل صناعها في تحدٍ جديدٍ بتقديم مسلسلات ذات الحلقات الطويلة، ما بين 45 و60 حلقة، إلى جانب خلق موسم درامي جديد أطلق عليه «الموسم الدرامي الشتوي»، وتنوعت فيه الأعمال بين الدراما الاجتماعية والغموض والجريمة والكوميديا.

مشاكل الصعيد
وفاجأ الفنان ماجد المصري جمهوره بعد النجاح الذي حققه في شخصية «خليل بيه» في مسلسل «زلزال» مع محمد رمضان الذي عرض في رمضان الماضي، بشخصية «بحر» ضمن مسلسل تلفزيوني جديد يعرض حالياً وحمل الاسم نفسه «بحر»، الذي تدور أحداثه في إطار درامي، حول العديد من القضايا الاجتماعية والمشكلات التي تحدث بين أبناء الصعيد في مصر، ونال المصري إشادات الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أولى حلقات المسلسل، خصوصاً بعد الأداء التمثيلي المميز الذي قدمه في شخصية الصعيدي «بحر» والمختلفة كلياً عن شخصية «خليل بيه» في مسلسل «زلزال».

بطولة مطلقة
وعبر المصري عن سعادته بهذا العمل المميز الذي سجل في رصيده الفني بأنه البطولة المطلقة له في عالم الدراما، لافتاً إلى أن خلق مواسم درامية أخرى بعيداً عن رمضان، أمر ضروري ومهم، لاسيما أنه يثري الساحة بأعمال تلفزيونية متميزة تعرض طوال العام.
ويرى المصري أنه لا أحد ينكر أن «ماراثون رمضان» هو الموسم الأشهر للدراما العربية بشكل عام، وفيه تحتد شدة المنافسة بإنتاج العديد من المسلسلات، لكن تبقى المشكلة أنه مع زيادة عدد الإنتاجات لا يستطع المشاهد متابعة جميع الأعمال في آنٍ واحد، ويفضل البعض مشاهدة أغلبها بعد عرضها مرة أخرى بعيداً عن السباق الرمضاني، لأنه في بعض الأحيان تحقق هذه الأعمال نجاحاً أكبر مما تحققه خلال عرضها في رمضان، خصوصاً أنها أخذت حقها من العرض في موسم آخر، لذلك فهو يجد أن استحداث مواسم درامية أخرى يعود بالنفع على جميع الأطراف، الممثل والمنتج والمشاهد والمسلسل نفسه.

مشكلات أسرية
وتعود الدراما الاجتماعية الكوميدية من جديد في مسلسل «شبر ميه» الذي يعد أيضاً أولى بطولات الممثل أحمد السعدني في الدراما التلفزيونية، حيث ينتمي المسلسل الذي يعرض حالياً إلى نوعية الـ45 حلقة، محققاً مشاهدات عالية عبر «يوتيوب»، بعد عرض أولى حلقاته، حيث يعرض بعض المشكلات الأسرية في إطار كوميدي حول 3 رجال، لكل منهم شخصية وحدوته خلال الحلقات، على رأسهم أحمد السعدني بطل العمل الذي يلعب دور «ياسين» ويرفض فكرة الزواج.
وأشار السعدني إلى أنه سعد بهذا العمل كثيراً، خصوصاً عرضه في موسم خارج السباق الرمضاني، لكي يأخذ حقه في العرض والمشاهدة، لافتاً إلى أن العمل يتناول مجموعة من المشكلات الزوجية والأسرية، ومن بينها شخصية «ياسين» التي يقدمها في العمل، فهو شخص مستهتر ولديه زيجات كثيرة لا تتعدى العشرة أيام، ليتفاجأ في أحد الأيام بأنه لديه ابن اسمه «زياد» من «نايلة» إحدى زيجاته السابقة، لتبدأ الأحداث الكوميدية الاجتماعية حينما يضطر أن يترك حياته الشخصية بعيداً ويتفرغ لرعاية ابنه.

غموض وجريمة
ولم يخل هذا الموسم من دراما الغموض والجريمة، حيث اجتمع كل من خالد سليم ودرة ونيقولا معوض لتقديم مسلسل جديد بعنوان «بلا دليل»، من تأليف إنجي علاء وإخراج منال الصيفي، الذي يتناول خلال 45 حلقة قصة عازفة موسيقية تدعى «حبيبة» التي تلعبها درة، تعلم عن طريق ابنتها «هنا» بأنها شهدت جريمة قتل قد ارتكبها زوجها «عمر» الذي يجسده خالد سليم، فتحاول أن تصل إلى الحقيقة.
وأعربت درة عن سعادتها بردود الفعل الأولية التي حققها مسلسل «بلا دليل»، مشيرة إلى أن تعليقات الجمهور على الحلقات الثلاث الأولى التي عرضت مؤخراً مبشرة وإيجابية، لافتة إلى أن المسلسل دراما اجتماعية، به كثير من الحكايات والألغاز، منوهة بأهمية استحداث موسم درامي آخر بعيداً عن الموسم الرمضاني الأشهر، وذلك من أجل استمرارية ظهور نجوم الدراما على الشاشة الفضية طوال السنة، وعدم حصر الأعمال الدرامية في شهر واحد، خصوصاً أن بعض المسلسلات تتعرض للظلم، جراء عدم متابعتها بالمشكل المطلوب، نظراً للزخم الدرامي في رمضان.
فيما أكد الفنان خالد سليم أن العمل المميز والمختلف يفرض نفسه ونجاحه، أينما يعرض وفي أي وقت وزمان، لافتاً إلى أن خلق موسم درامي موازٍ لرمضان، إفادة ثنائية لكل من المشاهد والفنان نفسه، حيث يستطع المشاهد أن يتابع أعمالاً دراميةً طوال العام، ولا ينتظر شهراً محدداً لمتابعة أكثر من عمل في آنٍ واحد، إضافة إلى الفنان نفسه الذي يكون له وجود مستمر على الساحة الفنية بين فترة وأخرى، وليس في رمضان فقط، الأمر الذي سيخلق طفرة في الكم والنوع.

«حواديت الشانزلزيه»
وبعد أن غاب الممثل إياد نصار عن دراما رمضان العام الماضي، يعود للدراما التلفزيونية هذا الموسم، من خلال مسلسل «حواديت الشانزلزيه»، ويشاركه بطولته كل من داليا مصطفى وإدوارد ومي سليم وإنجي المقدم وعايدة رياض، وتبدأ الحلقات الأولى بقتل «رياض الباز» الذي يلعب دوره إياد نصار، الرجل الذي يمثل الطبقة الغنية في «بنسيون الشانزليزيه»، وتتوالى الأحداث بالتحقيق في جريمة القتل.

عروس بيروت
عوض الفنان ظافر عابدين غيابه عن الموسم الدرامي في رمضان الماضي، بمسلسل جديد يعرض في موسم خارج رمضان بعنوان «عروس بيروت»، وهو دراما لبنانية ومقتبس عن المسلسل التركي «عروس إسطنبول»، وشارك فيه نخبة من نجوم الدراما العربية، منهم كارمن بصيبص وتقلا شمعون وفادي إبراهيم، تم تصويره بين تركيا ولبنان، وتدور أحداثه حول قصة حب نشأت عندما يلتقي «فارس الضاهر» الذي يلعبه ظافر العابدين، بـ «ثريا» التي تجسدها كارمن بصيص، والتي تعمل مغنية في أحد الملاهي الليلية، لكن لقاءهما وحبهما كان سبباً في بداية المشاكل، خاصة بسبب رفض المحيطين بهما لهذا الحب، وخاصة والدة «فارس»، «ليلى الضاهر» التي تؤدي دورها تقلا شمعون.