عبد الرحيم الريماوي (رام الله)

عقدت شخصيات وطنية، وممثلون عن المجتمع المدني وحركات وفعاليات فلسطينية، مؤتمراً صحفياً، أمس السبت، في رام الله، لإطلاق استراتيجية نضالية للتصدي لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، تحت شعار «لنتوحد جميعاً لإسقاط الخطة عبر استراتيجية نضالية ترتقي إلى مستوى التحديات».
وخلال المؤتمر صدر بيان صحفي، تضمن أهم بنود هذه الاستراتيجية، وكيف يمكن التصدي للخطة الأميركية شعبياً ورسمياً، تلاه منسق الحراك الوطني الديمقراطي، د. ممدوح العكر. وجاء في البيان أنه «من أجل مواجهة هذه الصفقة، لا بد من البدء أولاً بإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة، واستعادة الوحدة الوطنية دون أي شروط تعجيزية.
وقال العكر، إن التاريخ والشعب الفلسطيني لن يسامح كل من يتلكأ في الإسراع لإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، مؤكداً أن هناك مؤشرات إيجابية لهذا الموضوع، جرت عندما عقد اجتماع القيادة الفلسطينية الذي تزامن مع صفقة القرن.
وقال العكر: الموقف كان واضحاً واتخذت مبادرات من أجل التواصل بين حركة فتح وحركة حماس في غزة، لتحقيق المصالحة، لكن يجب أن نبدأ بتطبيق خطوات بعيدة عن كل الخطوات السابقة لأنه الآن لا يوجد أي عذر لتأجيل هذا الأمر.
وأكد العكر على ضرورة التحضير لمؤتمر إنقاذ وطني خلال شهر واحد يتولى بلورة أسس استراتيجية لعمل وطني جديد قادرة على التصدي لتحديات المرحلة القادمة نقيضاً لأوسلو.
وأضاف العكر، أن القرار العملي الأول والجدي للرد على صفقة دونالد ترامب هو الوقف الفوري للتنسيق الأمني من أجل طي هذه الصفحة المشينة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، ولكي تبقى العقيدة الأمنية للأجهزة، هي حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن أمنه وأمانه مع العمل على توفير رقابة مدنية على هذه الأجهزة إلى جانب رقابة المجلس التشريعي الفلسطيني عندما يتم انتخابه.
وقال العكر: المطلوب التنفيذ فوراً لوقف التنسيق الأمني، لأننا لم نعد نطيق الاستمرار في ممارسة التنسيق الأمني وحتى تستعيد الأجهزة الأمنية عقيدتها الوطنية الأصيلة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وجاء في البيان ضرورة المضي قدماً في عملية إجراء الانتخابات لتمكين المواطنين والمواطنات من ممارسة حقهم الأصيل في انتخاب ممثليهم دورياً، وذلك بالإسراع بإصدار المرسوم المتعلق بها دون المزيد من التأخير.
وأكد العكر أنه لن يقبل أحد بإجراء الانتخابات من دون القدس، ولكن ذلك يجب ألا يخضع لموافقة أو فيتو من «إسرائيل» والشعب الفلسطيني قادر على تحويل معركة الانتخابات في القدس إلى إحدى أول معارك المواجهة لصفقة ترامب.
وطالب الحراك أيضاً بالإسراع في إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة وما سيتلوها من انتخابات مجلس وطني جديد، يجب ألا يكون هدفها عملية التداول المعهود للسلطة بل إنها تشكل مدخلاً لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس الجبهة الوطنية العريضة وعلى قاعدة الشراكة الحقيقية في صنع القرار الوطني بعيداً عن المحاصصة والتفرد والهيمنة والإقصاء.
كما أكد بيان الحراك أيضاً على ضرورة الكف عن الحديث عن المفاوضات، فأي حديث عن المفاوضات في ظل اختلال ميزان القوى هو حديث عبثي، ليس من طائل وراءه سوى توفير الغطاء لإسرائيل وأميركا لكسب الوقت لاستكمال مشروع الاستعمار الاستيطاني بدلاً من حشد كل الطاقات للصمود والمقاومة اللذين لا بديل لهما واللذين يتطلبان إعادة ترتيب أولويات البنود المختلفة للموازنة السنوية بما ينسجم مع هذين الهدفين.