باراك يشق «العمل» واستقالة 3 من وزراء الحزب البارزين
في تطور مثير كان متوقعاً، انقسم “حزب العمل” ثاني أكبر شركاء الحكومة الإسرائيلية بعد “حزب الليكود” أمس، حيث شكل زعيمه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك حزباً جديداً وترك ثلاثة من وزرائه البارزين مناصبهم. ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم “الليكود” بنيامين نتنياهو وقادة الحزب الجديد، أن ذلك زاد الحكومة الإسرائيلية قوة في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأعلن باراك خلال مؤتمر صحفي عقده داخل البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” في القدس المحتلة، أنه و4 نواب آخرين من “حزب العمل” هم وزير الزراعة شالوم سمحون ونائب وزير التجارة والصناعة أوريت نوكد ونائب وزير الدفاع ماتان فيلنائي والبرلمانية البارزة عينات ويلف شكلوا حزباً جديداً باسم “تكتل هاعتسمؤوت” أي “تكتل الاستقلال”. ووافقت لجنة الشؤون برلمانية في “الكنيست” على تسجيل الحزب ككتلة برلمانية جديدة، وبذلك يصبح 8 نواب فقط يمثلون “العمل” في البرلمان الإسرائيلي المؤلف من 120 عضواً.
وقال باراك “إن الحزب الجديد سيكون وسطياً وصهيونياً وديمقراطياً على خطى (ديفيد) بن جوريون (مؤسس إسرائيل) وسيشمل جدول أعماله قبل كل شيء الدولة (الإسرائيلية)، ثم الحزب، ثم وسائل الإعلام، ثم أنفسنا”. وأضاف “سنبذل أفضل وأصوب شيء لمصلحة إسرائيل، فشعارنا هو أن كل ما هو جيد وعادل لدولة إسرائيل”.
وذكر باراك أنه واجه “معركة مستمرة” داخل الحزب وشهد “ميله المستمر إلى اليسار ثم إلى أقصى اليسار”. وأوضح أنه وصل إلى قناعة بأنه “يجب إنهاء وضع لم يعد بإمكاننا فيه التوجه إلى العمل كل صباح من دون الاضطرار لتقديم تنازلات أو اعتذارات أو تبرير أنفسنا باستمرار”.
وقال باراك “هذه الخطوة ليست سهلة. لدينا اختبارات كثيرة تواجهنا، بينها قضايا اقتصادية واجتماعية. إن دولة إسرائيل ستواجه رهانات ليست بسيطة ولا سيما سياسية، وفي صلبها العملية السياسية مع الفلسطينيين”.
وقال فيلنائي إن هذه الخطوة ستمكن الحكومة الإسرائيلية من السعي إلى السلام “من دون قيود”. وقالت عينات ويلف، إنها ستبعث بإشارة إلى الفلسطينيين، مفادها أنهم يجب أن يعودوا إلى محادثات السلام، بدلاً من انتظار انهيار حكومة نتنياهو.
وتعليقاً على ذلك، قال نتنياهو خلال اجتماع لنواب “الليكود” في القدس “لقد تعززت قوة الحكومة إلى حد كبير اليوم”. وأضاف أن حكومته “ازدادت قوة في ممارسة حكمها وفي استقرارها، وهذا هو المهم لإسرائيل” وتابع “إن العالم كله يعرف، والفلسطينيون أيضا يعلمون، أن هذه الحكومة ستستمر للسنوات القليلة المقبلة ومعها يجب أن تجري المفاوضات لتحقيق السلام”. وأوضح “نريد أن نجري المفاوضات على أساس مصالحنا القومية في السلام الذي يجمعنا كلنا. سنقوم بذلك تحديداً وسنتصرف كحكومة مسؤولة تتولى الاهتمام بشؤون إسرائيل”.
في الوقت نفسه، أعلن وزير الصناعة والتجارة والاستخدام بنيامين بن إليعازر ووزير شؤون الأقليات يهواشواع برافيرمان ووزير الرفاه الاجتماعي إسحاق هيرتزوج استقالاتهم من منصابهم.
وقال برافيرمان إنه سينافس على رئاسة “العمل”، موضحاً أنه طلب من بنيامين بن إليعازر أن يتولى منصب رئيس الحزب حتى إجراء انتخابات لاختيار زعيمه الجديد.
وقال هيرتزوج في مؤتمر صحفي إنه أصبح مقتنعاً بأن من تبقوا من الحزب في الحكومة سيستقيلون. وأضاف “حزب العمل، الذي أسس دولة إسرائيل ومؤسساتها، يخلص نفسه اليوم من حدبة أحنت ظهره”.
وأوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية كافة أن نتانياهو كان على علم بالمفاجأة التي حضرها باراك سرياً بعدما نال منه ضمانة بأنه وفيلنائي وسمحون سيحتفظون بمناصبهم.
ورأى مسؤولون مقربون من نتنياهو إن ذلك يتيح لباراك أن يضمن بقاء الحكومة بأغلبية معقولة في “الكنيست”. وقال أحدهم، بعدما فجر باراك تلك المفاجأة السياسية “إن رئيس الوزراء لديه ثقة كاملة في وزير الدفاع”
ووصفت زعيمة المعارضة الإسرائيلية ورئيسة “حزب كاديما” تسيبي ليفني انشقاق “العمل” واستقالة 3 من وزرائه بأنه “يوم حزين للسياسة الإسرائيلية”، داعية إلى إجراء انتخابات عامة إسرائيلية مبكرة. وقالت خلال مؤتمر صحفي في البرلمان الإسرائيلي “هذه الحكومة لم تعد تحظى بشرعية ولا تستمر سوى عبر مناورات سياسية دنيئة”. وأضافت “في مواجهة الانتهازية السياسية، الحل الوحيد يكون بانتخابات وحزب كاديما يكرر دعوته إلى انتخابات مبكرة”.
من جانب آخر، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح صحفي في رام الله “هذا شأن إسرائيلي داخلي. ما يهمنا هو وجود حكومة إسرائيلية وأحزاب ملتزمة بعملية السلام”.
المصدر: رام الله، القدس