شادي صلاح الدين (لندن)

واصلت الصحف العالمية تأكيدها الأزمة السياسية والاقتصادية والعسكرية التي يعانيها نظام الحمدين القطري جراء المقاطعة العربية له نتيجة دعمه الإرهاب، وسياساته الشاذة التي أوصلته إلى مرحلة الدول المارقة.
وكشفت صحيفة «التليجراف» البريطانية أن الوقت بدأ ينفد لبيع المملكة المتحدة مقاتلات «التايفون» إلى النظام القطري، مشددة على وجود تساؤلات داخل الأوساط السياسية في لندن عما إذا كانت الصفقة تمر بمشاكل.
وفي تقرير أعده آلان توفي، أشار الكاتب إلى أن وزير الدفاع البريطاني جافين ويليامسون، ونظيره القطري أبرما اتفاقاً بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني لبيع 24 طائرة «تايفون» مقاتلة، إلى جانب حزمة من الدعم والتدريب، في ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أنه ومع ذلك فإن الشروط النهائية لم يتم تأكيدها بعد وتراجعت الصفقة مرة أخرى.
وذكرت شركة «بي إيه إيي» البريطانية المصنعة للطائرات أن الصفقة في الأصل خاضعة لشروط التمويل وتسلم الدفعة الأولى، والمتوقعة في موعد أقصاه منتصف عام 2018، طبقاً للصحيفة التي أضافت أنه تم تحديث العقد في يونيو الماضي، وكان من المتوقع تسديد قيمة العقد في الربع الثالث من العام، مؤكدة أن هذا التأجيل أثار الدهشة في أوسط مدينة لندن، حيث أثارت تساؤلات عما إذا كانت الصفقة تواجه متاعب.
وأوضح الكاتب في تقريره على الصحيفة البريطانية أنه في حالة فشل شركة «بي إيه إيي» في الوصول إلى الشروط النهائية للصفقة بنهاية الربع الثالث، أي يوم 30 سبتمبر الجاري، فإنه يجب عليها إصدار بيان تنظيمي يشرح سبب التأخير في إبرام الصفقة.
وتقول مصادر، إن المفاوضات مستمرة بشكل جدي، ومن المفهوم أن شركة «BAE» تأمل في إعلان قريب عن إبرام الصفقة، مشيرة إلى أن حجم وتعقيد الصفقة والتي تم تعديلها لتشمل تسع طائرات «هوك» تدريبية - هو من يعق إحراز تقدم.
وأكدت «التليجراف» أن هناك حاجة للامتثال للقواعد المعقدة، خاصة بعد أن كشفت الصحيفة في وقت سابق هذا الشهر عن وثيقة مسربة من وزارة الخزانة البريطانية، تؤكد وجود مخاوف حول صفقة بيع طائرات «التايفون» إلى قطر، وهو ما يهدد بخسارة مليارات الدولارات في حالة تخلف الدوحة عن السداد، الأمر الذي يعرض الخزانة البريطانية للمخاطر. وكشفت الوثيقة عن مخاوف حكومية من تعرض قطر إلى تعثر مالي يعوقها عن سداد ثمن العقد التسليحي مع بريطانيا، وذلك جراء العبء الاقتصادي الذي ترتب على قطر نتيجة المقاطعة الرباعية العربية لها.
وتشير الوثيقة المسربة إلى أنه طلب من هيئة تمويل الصادرات البريطانية، وهي وكالة ضمان الائتمان الحكومية، أن تضمن هذه الصفقة، وهو ما يعرض الخزانة البريطانية لسداد مليارات الجنيهات الإسترلينية في حالة عدم وفاء النظام القطري بتعهداته المالية في الاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن تفاصيل الضمانات الجديدة المطلوبة من قطر سيجري بحثها في وقت لاحق من الشهر الجاري، مع اشتراط أن تسدد قطر الدفعة الأولى من مبلغ 5 مليارات جنيه إسترليني قبل نهاية العام الجاري.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت في شهر يوليو 2018 عن سعي قطر للحصول على قرض بمليارات الدولارات لتمويل صفقة طائرات «التايفون»، والتي بلغت قيمتها 5 مليارات جنيه إسترليني، لشراء الـ 24 مقاتلة. وتشكك العديد من المؤسسات والوكالات الاقتصادية في قدرة الدوحة على تنفيذ تعهداتها المالية، في ظل التداعيات الخطيرة التي يمر بها الاقتصاد القطري، من جراء معاناته من أزمة سيولة خانقة.
يذكر أن صفقة «تايفون» تعد الأكبر بين لندن والدوحة خلال عشر سنوات، وتنص على بيع 24 مقاتلة للدوحة مع تدريب الطيارين القطريين، إلا أن الشروط النهائية لم يتم الاتفاق عليها بعد.
ورفضت الشركة البريطانية بدورها التعليق على التقرير الذى أعدته صحيفة «الديلي تليجراف».
جدير بالذكر، أن العديد من المحللين أكدوا في تصريحات لـ «الاتحاد» أن الصفقات العسكرية التي أبرمها نظام الحمدين على مدار العام الماضي، وتحديداً منذ المقاطعة العربية، والتي تنوعت من مقاتلات «إف-15» الأميركية، و«الرافال» الفرنسية، و«التايفون» البريطانية، ما هي إلى محاولات لشراء رضا الغرب والذمم السياسية تجاه دوحة الإرهاب، خاصة بعد أن تكاثرت عليها التقارير الإعلامية والسياسية والتي تراوحت بين التأكيد والاشتباه في رعايتها للجماعات الإرهابية والمتطرفة، بجانب محاولاتها المستمرة المضي قدماً في استضافة كأس العالم القادمة، ومنع سحبها منها بعد أن أصبحت رائحة الفساد القطرية تزكم الأنوف في الأوساط الرياضية العالمية.