يوسف البستنجي (أبوظبي)
انطلقت أمس فعاليات قمة أبوظبي للتكنولوجيا المالية «فينتك أبوظبي 2018» التي ينظمها سوق أبوظبي المالي العالمي، تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بحضور 300 مشارك من الشركات الناشئة، وطلبة الجامعات، والمؤسسات المصرفية، ومسرعات الأعمال والمستثمرين والمهتمين بالتكنولوجيا المالية من داخل وخارج الإمارات. وتستمر فعالياتها لمدة يومين.
وكشف ريتشارد تنج، الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي، أن عدد الشركات الناشئة المبتكرة للبرامج وحلول التكنولوجيا المالية، التي تم اعتمادها وترخيصها من قبل سوق أبوظبي العالمي ضمن مبادرة المختبر التنظيمي بلغ حتى الآن 26 شركة، حيث تم اعتماد 16 شركة العام الماضي، وتمت إضافة 10 شركات جديدة هذا العام.
وأوضح تنج في تصريح لـ«الاتحاد» على هامش فعاليات اليوم الأول للقمة أمس، أن هذه الشركات بدأت تمارس أعمالها في المنطقة، كما أعلنت أنها تقدم حلولاً مبتكرة وفعالة لقطاع الخدمات المالية في الدولة والمنطقة.
وقال: لقد شهدنا الأثر الكبير والهام للتكنولوجيا المالية في القطاع المالي، والدور المتنامي الذي تلعبه في توفير فرص عديدة للشركات الناشئة، والمؤسسات، والهيئات الحكومية.
وبحسب تقرير «التمويل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الصادر عن منصة «ماجنيتي»، المجتمع الإلكتروني المتكامل للشركات الناشئة في المنطقة، فإن استثمارات بحوالي 560 مليون دولار توجهت لأكثر من 260 شركة ناشئة بالمنطقة خلال عام 2017، وسيتواصل نمو حجم الأعمال المخصص لهذه الفئة من الشركات بشكل مستمر لمواكبة النمو السكاني المتزايد في المنطقة.
وأضاف تنج: «نحن ملتزمون في سلطة تنظيم الخدمات المالية التابعة لسوق أبوظبي العالمي بتسهيل قدرة شركات التكنولوجيا المالية على تمويل أعمالها، وفي هذا الصدد قمنا بإطلاق أول إطار عمل شامل لمديري صناديق رأس المال المخاطر لتسهل أعمال هذه الصناديق. ومع ذلك، فمازال هناك فجوة كبيرة قائمة في التمويل التجاري في دولة الإمارات بين مرحلة تمويل رأس المال المخاطر واستعداد الشركات لمرحلة الاكتتاب العام».
منصات التمويل الخاصة
وقال تنج: «في إطار جهودنا المستمرة لجسر هذه الفجوة، قمنا مؤخراً بإطلاق الإطار التنظيمي الجديد لعمل «منصات التمويل الخاصة»، لتمكين تأسيس منصات التمويل بين المستثمرين المهنيين وشبكة المستثمرين الملائكة المساهمين في تمويل الشركات الناشئة، فنحن نؤمن بدور «منصات التمويل الخاصة» في لعب دور مهم في تمكين الوصول للخدمات المالية، وتطوير المجتمع المالي للشركات الناشئة الباحثة عن إطلاق وتنمية أعمالها، والمساهمة في تعزيز الابتكار والقدرة التنافسية في هذه القطاعات الحيوية».
وخلال كلمته الافتتاحية أفاد تنج بأن: سوق أبوظبي العالمي انضم لعضوية الهيئة الاستشارية لجمعية التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي كيان غير ربحي انطلق مؤخراً لتلبية تطلعات واحتياجات مجتمع التكنولوجيا المالية في المنطقة، يضم أعضاءً من الشركات الناشئة، والمؤسسات المالية، والخبراء والمختصين المعنيين، والشركات التكنولوجية، موضحاً تواصل الجمعية مع جمعيات معنية بالتكنولوجيا المالية في 16 دولة، ما يكسب جهودها الصفة الدولية. وأضاف: لقد قمنا بتصميم فعاليات قمة أبوظبي للتكنولوجيا المالية لدعم ومساعدة شركات التكنولوجيا المالية الناشئة، وتزويدها بالأدوات وجوانب المعرفة الاستراتيجية التي تمكنها من التعامل مع المتطلبات العملية لممارسة الأعمال مثل عمليات التمويل، والشؤون القانونية، واستخدام المنصات المختلفة التي تتيح تطوير منتجاتها المبتكرة، وأيضاً الاستفادة من تجارب وخبرات شركات التكنولوجيا المالية الناشئة العاملة ضمن «المختبر التنظيمي» لسوق أبوظبي العالمي، ومنصة «بلج آند بلاي»، والشركات المشاركة في تحدي ابتكار التكنولوجيا المالية، الذين سيقومون باستعراض حلولهم المبتكرة وتشارك خبراتهم مع المشاركين في هذه الفعالية.
وقال تنج: منذ مارس 2016 كنا الجهة الأولى في المنطقة التي عملت على بناء مجتمع متكامل وحيوي للتكنولوجيا المالية، حين لم يكن مصطلح التكنولوجيا المالية معروفاً للكثيرين، حيث هدفنا لتطوير بيئة شاملة ومفتوحة تعزز الابتكار، وتساهم في دعم تحول القطاع المالي، بما يؤكد التزامنا بتوفير سوق شمولي وفعال وآمن لنمو التكنولوجيا المالية. واليوم، نفخر بأن مبادرة «المختبر التنظيمي» لسوق أبوظبي العالمي، باتت البيئة الحيوية الثانية عالمياً من حيث الفعالية، والإطار التنظيمي الأكثر نجاحاً لعمل شركات التكنولوجيا المالية الناشئة في المنطقة.
المختبر التنظيمي
وأضاف: باتت الشركات العاملة ضمن «المختبر التنظيمي» تطبق حلولاً وتقنيات مبتكرة تساهم في إعادة تصور الكيفية التي تعزز الأعمال عبر الحدود، وتسليم الأموال، وإجراء عمليات الدفع بالطرق التقليدية وعبر التمويل الإسلامي. ونحن سعداء برؤية أعداد متزايدة من الحلول المبتكرة يتم تطبيقها عبر مجالات واسعة في القطاع المالي، بما يساهم في تقديم حلول فعالة تعالج الاحتياجات الحقيقية لأحد المكونات الهامة للاقتصاد مثل قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة. وقال: في ظل النمو المستمر لمجتمع التكنولوجيا المالية بالمنطقة، فإن الشركات الناشئة باتت في حاجة إلى صوت مؤثر يمكنها من التفاعل المستمر مع الهيئات التنظيمية، والمؤسسات والجهات الحكومية، في هذا الصدد.
الابتكار التنظيمي والأصول المشفرة
وأكد تنج أن الابتكار هو منهج أساسي للسوق وقال: إننا ندرك تماماً بأن الابتكار يتطلب توافر أطر تنظيمية ذات استجابة عالية ونظرة مستقبلية لتحقيق الازدهار والنجاح، ولذلك فإننا في سوق أبوظبي العالمي نحرص دوماً على اتخاذ خطوات استباقية عبر تكوين فهم شامل حول المتغيرات والتطورات الجديدة على الساحة العالمية والتي قد تكون مؤثرة على أسواقنا المحلية، وقد يتطلب منا ذلك في بعض الأحيان التركيز على مجالات جديدة لم تكن مشمولة سابقاً بأطرنا التنظيمية.
مبادرة «ستارتر»
ومن جهته قال ظاهر المهيري، الرئيس التنفيذي لسلطة التسجيل في سوق أبوظبي العالمي، إن السوق يعتبر في المركز الأول في مجال التكنولوجيا المالية في المنطقة.
ولفت في تصريحات للصحفيين، على هامش القمة، أنه منذ أن تم الإعلان عن الرخصة الجديدة وهي رخصة «ستارتر» في مجال تقنية المعلومات الأخرى غير القطاع المالي، منذ أسبوعين وصلنا أكثر من 100 استفسار، وتم إصدار نحو 10 رخص في هذا المجال.
وأضاف: هذه نوعية من الرخص يمكن إصدارها بسعر مخفض يبلغ 700 دولار، وتمنح الشركة الحق بـ4 تأشيرات للإقامة، وذلك للمساعدة على نمو الشركة. وقال: وضع السوق برنامجاً لدعم هذه الشركات بالتعاون مع قطاع الخدمات المساندة المتواجدة في الإمارة منها شركات قانونية ومحاسبية وغيرها، وهناك اتفاقية مع أحد المصارف لدعم هذه الشركات.