ناصر الجابري (أبوظبي)

بدأ مركز الشباب في أبوظبي الذي افتتح على كورنيش العاصمة خلال الأسبوع الجاري، بتقديم مساحاته الإبداعية ومنصاته للشباب، بين الفئة العمرية من 15 وحتى 35 عاماً، والتي تهدف إلى استثمار طاقات الشباب، وتوفير المساحة التي تتناسب مع أعمالهم ومشاريعهم الإبداعية والدراسية والمهنية، وتقديم الورش التخصصية التي لها بالغ الأثر على تنمية قدراتهم ومهاراتهم التي تمكن الشباب من تحقيق مستهدفاتهم.
ويجسد المركز الذي عمله عليه 17 من المتطوعين والمتدربين وخريجي الجامعات، وتبلغ مساحته 4500 متر مربع، دليلاً عملياً على القدرات الهائلة التي يمتلكها الشباب ووجود الإرادة الصلبة والعمل الدؤوب لديهم، حيث استمرت فترة العمل منذ تسلم المبنى في شهر نوفمبر من عام 2018 أقل من مدة عام كامل، تم خلالها تجهيز 27 مساحة إبداعية مختلفة تتوافق مع التخصصات ومستويات الاهتمام المختلفة للشباب وتتناسب مع تطلعاتهم وآمالهم للمركز الذي يشكل بيتاً شبابياً يرسم من خلاله قادة المستقبل طريقهم نحو المعرفة والريادة.

وخلال جولة خاصة، اطلعت «الاتحاد» خلال اليوم الأول للتدشين على مختلف المساحات التي تم توفيرها للشباب والتي تمثل نتاجاً لسلسلة من الجهود التي بذلتها المؤسسة الاتحادية للشباب والكوادر الوطنية التي تدير وتشرف على مكونات المركز، حيث جاء الافتتاح ليشكل انطلاقاً لأحد أبرز المواقع الحيوية في إمارة أبوظبي، والذي يقع في كورنيش أبوظبي، ويوفر بيئة مثالية لأصحاب الفكر والإبداع والأعمال من الشباب الراغبين في استثمار طاقاتهم إيجابياً بالاستفادة من المرافق المتاحة.
وأكدت إيمان المغيري، مدير مركز الشباب في أبوظبي، أن المركز يأتي ليشكل إضافة نوعية للشباب جميعاً باختلاف جنسياتهم، حيث يستقبل المركز الشباب من الساعة الثامنة صباحاً وحتى العاشرة مساء في أيام الأسبوع كافة، ويوفر المنصات جميعاً مجاناً لحجزها عبر الموقع الإلكتروني المخصص لمركز الشباب، حيث يستطيع الشاب أن يقوم بالتسجيل في الموقع واختيار المساحة التي يريد حجزها والمدة الزمنية التي يحتاجها، ليتم حجزها له، والاستفادة من المرفق بتفاصيله ومميزاته كافة دون أن يتكبد مبلغاً مادياً.
وأضافت المغيري: جاء افتتاح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمركز الشباب، تأكيداً عملياً على مستوى الاهتمام البالغ الذي توليه القيادة الرشيدة بشؤون الشباب وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وتمكينهم ومنحهم الفرصة والمسؤولية التي تسهم في تحقيقهم لتطلعاتهم وآمالهم، حيث نحظى بقيادة ملهمة تؤمن بقدرات الشباب وتعمل على تعزيز دورهم في المجالات كافة.
وتابعت: إننا في دولة تستشرف المستقبل وتتعامل مع تحدياته وتتواكب مع متغيراته بوجود كادر من الشباب الإماراتي الذين يحرصون على تسخير جهودهم واستثمار كفاءاتهم وخبراتهم وطاقاتهم في رفد الوطن بمختلف قطاعاته، بوجود الرؤية الحكيمة والثاقبة لقيادة تتلألأ منجزاتها في مؤشرات التنافسية العالمية، وتشرق شمس مبادراتها ببرامجها التنموية وبقراراتها الرائدة وباستثمارها الأمثل في جيل اليوم والغد، وهو ما يجعلنا ننطلق إلى الأمام بروح عالية تتسم بالشغف والتطلع إلى فضاءات العلم والإنجاز والمعرفة.
وأشارت إلى أن رحلة الشاب في مركز أبوظبي للشباب، تبدأ من خلال المساحة الخارجية للمركز والتي تضم تشكيلاً مميزاً لمطلع قصيدة الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تحت عنوان «يا ذا الشباب الباني»، وهي القصيدة التي تعكس النهج القويم لقيادتنا الرشيدة ودعمها المتواصل بدور الشباب في البناء والإعمار وتقديم الجهود التي تسهم في الحفاظ على مكتسبات الاتحاد، ودفع عجلة العمل والتقدم بوجود الطاقات القادرة على ذلك، ولذلك تبدأ الرحلة بتذكير الشباب بدورهم في البناء والبذل والعطاء، كما تحتوي على علم دولة الإمارات ويمكن استخدامها للجلوس والاستفادة من المناظر الخارجية أو للانتظار.
ولفتت إلى أن المركز يتكون من 3 طوابق، حيث ينقسم كل طابق إلى جزء أيمن يغلب عليه طابع الهدوء والخصوصية، وأيسر تنتمي مساحاته غالباً للتفاعل الاجتماعي ومساحة متوسطة مركزية، حيث يحتوي الطابق الأرضي على عدد من المساحات للشباب، حيث توجد مساحة الورشة التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الثورة الصناعية الرابعة لدى الشباب بوجود الطابعة ثلاثية الأبعاد والأجهزة والتقنيات التي تتناسب مع احتياجات الشباب، سواء من العاملين على المخططات الهندسية، أو العروض التقديمية الجامعية، حيث بإمكانهم استخدام الطابعة والاستفادة من الورشة في تحقيق مستهدفاتهم العملية منها.
وأوضحت أن المركز يشمل أيضاً ضمن الطابق الأرضي، وجود مساحة «الاستديو» وهي مساحة عازلة للصوت توفر أحدث الأجهزة والأنظمة للتصوير والإخراج والإنتاج والعمل على مختلف المشاريع الإعلامية، كما يتضمن مساحة «المعمل»، وهي التي ترتبط أيضاً بمفاهيم الثورة الصناعية الرابعة ضمن إطار الروبوتات والأعمال الحرفية، كما سيتم خلال المستقبل القريب توفير طائرات «الدرون» ضمن العمل، والتي تسهم في تقديم الأساسيات المعرفية للشباب.

المشاركة الجماعية
تقول إيمان المغيري: يتضمن الطابق الأول من المركز، المدخل الرئيس للمركز، والذي يضم علامة «بمجهود الشباب» وهي العلامة التي تعكس العطاء والشغف والحماس لخدمة الوطن بعد قيام الشباب بالعمل على المشروع والمشاركة الجماعية على الإنجاز للقطاعات كافة، كما يضم مشروع «في» وهو مطعم لـ «شيف إماراتي» يقدم الخدمة لزوار المركز، كما يضم الطابق عدداً من قاعات الاجتماعات التي تتسع لـ 4 أو 6 أو 12 شخصاً. وأشارت إلى أن المركز يتميز بوجود مساحة «المجلس»، وهي التي تشكل مساحة للتواصل وتم تصميمها استلهاماً من شكل اليد المفتوحة، بينما تم تصميم قوائم المجلس بحياكة تقليدية، ضمن مفهوم ثقافي ومعاصر يتم من خلاله مزج المفاهيم التقليدية بالمعاني المعاصرة الحديثة. ولفتت إلى أن المركز يوفر مساحة «المحطة»، وهي مساحة مخصصة لاحتضان المشاريع، تمكن الشباب من بدء عملهم وتجربة أدائهم مع غيرهم وتسلّط المحطة الضوء على المشاريع الشبابية الواعدة وتعتبر مساحة لانطلاقتها نحو الريادة، حيث تم اختيار مشروع «بوتيك» كأول مشروع في المركز، كما يضم مساحة «المنصة» والتي تتسع لـ 90 شاباً للفعاليات وورشات العمل والجلسات والاستخدامات الخاصة، إضافة إلى المدرسة المهنية لشباب الإمارات، وهي مدرسة غير تقليدية تعتمد على مبدأ المشاركة الجماعية، حيث ستقدم الجهات عبر مجموعة من المتخصصين ورشات عمل مجانية لتعم الفائدة للشباب جميعاً. وبينت أن المركز يضم عدداً من وصايا الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنها قوله: «إننا ننتظر من الشباب ما لم ننتظره من الآخرين، ونأمل من هذا الشباب أن يقدم إنجازات كبرى وخدمات عظيمة تجعل هذا الوطن دولة حديثة وبلداً عصرياً يسير في ركب العالم المعاصر»، كما تضم مرآة كُتب عليها «انعكاس لغرس زايد»، حيث يستطيع الشخص من خلالها أن يشاهد نفسه ويستذكر القيم التي تدعو إليها الدولة والأخلاقيات والسلوكيات الحميدة الواجب التحلي بها، وهي من الرسائل المحورية التي نرسخها للشباب.
وأوضحت أن الطابق الثاني من المركز يضم مساحة «المرسم» والهادفة إلى استخدامها من قبل الفنانين وتشجيع الشباب على الإبداع، وعرضها من خلال مساحة «المعرض» والتي تضم إبداعاتهم الشبابية، كما يحتوي المركز على مكتبة روعي في تصميمها أن تكون محفزة وجاذبة للشباب للقراءة.

مميزات
أكدت إيمان المغيري مدير مركز الشباب في أبوظبي، أنه سيتم الإعلان قريباً عن شراكات مع عدد من الجهات المحلية والعالمية التي سوف تقدم مجموعة من ورشات العمل التخصصية في المركز وستمكن الشباب من التفاعل مع أصحاب الخبرة والتجربة والشركات، حيث سيتم الإعلان عن الفعاليات عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للمركز ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أن ما يميز مركز الشباب هو توسطه العاصمة أبوظبي، حيث يبعد 10 دقائق فقط عن جزيرتي ياس والسعديات، و10 دقائق عن جزيرة الماريا، كما توجد 4 منافذ مختلفة للدخول للمركز تشمل البوابات الرئيسة والخلفية التي تصل الشباب بالمساحات التخصصية، إضافة إلى وجود السعة المناسبة للمواقف.
ووجهت المغيري، الدعوة للشباب لزيارة المركز والتعرف على المساحات والمنصات التي يحتضنها، لافتة إلى أن المركز يتسع إلى 2000 شاب يومياً بمساحاته وبقاعاته.