سالم الظاهري: القرار يكسب الطالب مهارات علمية وتطبيقية بعيداً عن رهبة الامتحان
تباينت ردود فعل العاملين في الميدان التربوي والطلبة وأولياء أمورهم، حول الآليات الجديدة للتقويم والامتحانات التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم أمس الأول، والتي تضمنت إلغاء امتحانات نهاية الفصل الدراسي (منع الرسوب) من الصف الأول وحتى الصف الخامس. وأكد عدد من التربويين أهمية هذا القرار الذي يتيح الفرصة للطالب لاكتساب مهارات علمية وتطبيقية، بعيداً عن رهبة الامتحان التي تحاصره على مدار العام الدراسي، في حين يرى عدد آخر من التربويين أن هذا القرار من شأنه أن يؤجل مشكلات كثيرة ترتبط بالطلبة ذوي المستوى المتدني إلى مرحلة دراسية لاحقة، كما أن القرار قد يدفع بأعداد من الطلبة وأولياء أمورهم للتساهل بصورة مفرطة تجاه عمليات التقويم والامتحان.
وأكد محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع المدارس بمجلس أبوظبي للتعليم أهمية هذا القرار الذي يأخذ بالاعتبار عدداً من الأسس التربوية التي تستهدف إتاحة الفرصة للطالب في هذه المرحلة العمرية المبكرة، لمواصلة دراسته بعيداً عن الخوف من الامتحان أو التقويم الصارم الذي يعرقل بعض هؤلاء الطلبة في مراحل دراسية من الصف الأول وحتى الخامس.
وقال سالم الكثيري مدير منطقة العين التعليمية بمجلس أبوظبي للتعليم، إن القرار يحتاج إلى وعي أكثر من جانب الطلبة وأولياء أمورهم، وكذلك إدارات المدارس، بحيث يعي الجميع المقاصد النبيلة من وراء هذا القرار والمتمثلة في تخفيف العبء الدراسي عن الطلاب في المرحلة السنية الأولى من حياتهم الدراسية، فهُناك حالات طلابية تتعثر لسبب أو آخر وترسب في الصفوف الدراسية الأولى، كالثاني أو الثالث أو الرابع أو الخامس الابتدائي، وهؤلاء يكون من الصعب الحكم عليهم وعلى مستواهم الأكاديمي في هذه المرحلة، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار السمات العمرية والنفسية ومعدلات الذكاء لكل طالب أو طالبة بهذه الصفوف.
في حين، دعا خلفان عيسى المنصوري مدير المنطقة التعليمية بالغربية بمجلس أبوظبي للتعليم، أولياء الأمور وإدارات المدارس والمعلمين إلى ضرورة تكثيف الوعي الإرشادي بهذه القضية، بحيث لا تصل الرسالة بصورة سلبية للطالب، وإنما تصله رسالة واضحة وهي أن قرار الوزارة ليس الهدف منه التغاضي عن الطالب ذي المستوى الضعيف، وإنما الهدف في المقام الأول هو الارتقاء بمستويات الطلبة وشحذ هممهم وتوسيع مداركهم، وفتح آفاقهم على استيعاب المادة العلمية بتطبيقاتها المختلفة دون خوف أو رهبة من الامتحان بمختلف صوره.
وأكد الدكتور خالد خميس العبري رئيس قسم الإدارة التربوية بأبوظبي أن هذا القرار ينبغي التعامل معه بمسؤولية كبيرة من قبل إدارات المدارس والطلبة وأولياء أمورهم، خاصة أن عدداً كبيراً من أولياء الأمور لا يولي متابعة أو اهتمام لأبنائهم الطلبة في هذه المرحلة الدراسية المبكرة وشعارهم أن المسألة “تحصيل حاصل”، ومن هنا فإننا “نخشى” أن تتسع هذه النظرة في التعامل مع القرار، ويصبح ولي الأمر الذي لديه طلبة يدرسون من الأول وحتى الخامس مطمئناً إلى أنهم وأياً كان ما يبذلونه من جهد، فإنهم سيحصلون على النجاح في نهاية عامهم الدراسي، وبالتالي فإن البعض قد يتعامل مع القرار وكأنه يضيف إليه اطمئناناً على ما كان لديه في السابق فلا يقوم ولي الأمر بواجبه تجاه متابعة ابنه والسهر على تحسين مستواه الدراسي. وناشدت أسماء محمد معلمة الاجتماعيات بمنطقة العين التعليمية التربويين بضرورة وضع هذا القرار في إطاره الصحيح، مؤكدة أهمية أن تكون هناك لقاءات إرشادية وتوعوية تنظمها إدارات المدارس لمجالس الآباء والأمهات للتعريف بهذا القرار وأهدافه ومزاياه وانعكاساته الإيجابية على الميدان التربوي.
المصدر: أبوظبي