تجتمع في أبوظبي غداً الأحد الدول الموقعة على مذكرة التفاهم الخاصة بحماية وإدارة أبقار البحر ومواطنها على امتداد دول انتشارها، استكمالاً لجهود الحفاظ على بيئاتها الطبيعية وزيادة وعي الجهات المعنية للمساعدة في تقليل معدلات موت هذه الحيوانات وحماية مناطق تغذيتها. وتستضيف الهيئة الاجتماع الرسمي الأول لتوقيع مذكرة تفاهم حول حماية وإدارة أبقار البحر ومواطنها الذي يستمر يومين في فندق راديسون بلو في جزيرة ياس، علماً بأنه الاجتماع الأول للدول الأعضاء الموقعة على الاتفاقية. وسيتم خلال الاجتماع الإعلان عن انضمام دول جديدة للاتفاقية. وستتم خلال هذا الاجتماع، الذي سيشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين والخبراء في هذا المجال من برنامج الأمم المتحدة للبيئة واتفاقية الأنواع المهاجرة وهيئة البيئة - أبوظبي وعدد من المنظمات غير الحكومية، مناقشة مجموعة من القضايا والحلول المحتملة فيما يتعلق بحماية أبقار البحر ومواطنها في دول انتشارها. وقال ثابت زهران آل عبد السلام إن الاجتماع سيناقش الخطة المشتركة لحماية أبقار البحر، كما سيتم تبادل المعلومات والخبرات بين الدول المشاركة، ووضع قوانين ولوائح لحماية هذا النوع والتعاون والتنسيق من أجل حمايتها. وسيضم الاجتماع الدول التي توجد بها أبقار البحر والسلاحف البحرية بما في ذلك كل من دول أستراليا وجزر القمر وكينيا ومدغشقر ومايوت وقطر وسيشيل وتنزانيا واليمن وفرنسا وكاليدونيا الجديدة وألمانيا والهند وإيران وميانمار ونيروبي وعُمان وبالاو وبابوا غينيا الجديدة وساموا وتايلاند ودولة الإمارات العربية المتحدة، علماً بأن مياه إمارة أبوظبي تشكل نقطة تجمع لثاني أكبر مجموعة من أبقار البحر بعد أستراليا. وأفاد آل عبد السلام بأن تعداد أبقار البحر في الإمارة بلغ العام الحالي ألفين و854 رأساً من بقر البحر موجودة في الساحل الغربي لإمارة أبوظبي ومحمية مروح والياسات، فيما بلغ عدد الأبقار النافقة تسع. وجاء الانخفاض في حالات نفوق أبقار البحر الموجودة في محمية مروح بعد أن تم منع استخدام أي نوع من الشباك في مناطق معينة والتحكم بسرعة القوارب في تلك الأماكن، إضافة إلى برامج التوعية بأهمية أبقار البحر وعدم اصطيادها. وفي عام 2009، بدأت الهيئة في استضافة وحدة سكرتارية لاتفاقية المحافظة على الأنواع المهاجرة بشأن حماية وإدارة أبقار البحر، وحتى نهاية العام قامت 11 دولة بما فيها الإمارات بالتوقيع على مذكرة التفاهم حول حماية أبقار البحر. وتقوم هيئة البيئة بتنفيذ إجراءات ترمي إلى حماية وإدارة أبقار البحر ومواطنها في الإمارات العربية المتحدة، وتشمل هذه الجهود وضع قوانين الحماية والتأكد من تطبيقها، إضافة إلى مراقبة وجمع البيانات البيولوجية وتشجيع برامج التثقيف والتوعية. وكان مسح جوي أجرته الهيئة عام 2009 أظهر أن أعداد أبقار البحر في مياه أبوظبي تقدر بـ2501، وتشير البيانات مقارنة بنتائج المسوحات الجوية السابقة التي أجريت في عام 2004 إلى وجود استقرار في أعداد أبقار البحر في مياه أبوظبي، كما أشارت إلى وجود أكثر من 90% من أبقار البحر في نطاق محمية مروح للمحيط الحيوي، ومحمية الياسات البحرية مقارنة بوجود 68% منها في عام 2004، وهو ما يعكس أهمية المحميات البحرية في حماية أبقار البحر. وبعد إخضاع 12 بقرة بحر لعمليات الفحص لمعرفة أسباب نفوقها، اتضح أن حوالي 75% من حالات النفوق خلال عام 2009 كانت بسبب الغرق المرتبط بزيادة أنشطة التنمية على طول الساحل. وتمتاز أبقار البحر بأنها تعيش إلى 70 سنة ولا تبدأ بالتكاثر إلا بعد بلوغها سن 9 - 11 عاماً. ويمتد موسم تزاوج بقر البحر طوال العام، حيث أمكن رؤية عجولها الصغيرة شهرياً في مختلف مراحل التطور. والأنثى لا تلد أكثر من عجل واحد سنوياً، حيث إن كل حمل يستمر 11 - 13 شهراً، إلا أنه من غير المتوقع أن تلد أنثى بقر البحر أكثر من 5 - 6 عجول خلال حياتها، وبالتالي فإن أي نوع من النفوق يؤثر على المجموع العام.