حملوا عتادهم وأمتعتهم وخيولهم وهجنهم وحطوا رحالهم في رحاب واحدة من أجمل حدائق مدينة العين “حديقة الطوية “ حيث نصبوا بيوت الشعر التي تفوح منها رائحة القهوة العربية والتمور وغيرها من أصناف الضيافة العربية الأصيلة، ساروا مسيرات حماسية إنهم القوافل التراثية التي أنشأها نادي تراث الامارات التي وصلت إلى حديقة الطوية مساء أمس الأول لتكمل مسيرتها وأهدافها السامية وتحتفل بما حققته من نجاحات وذلك بعد انطلاقتها الأولى بمتنزه خليفة في أبوظبي. الفعاليات قدمتها القوافل التراثية أمس تحت شعار “ تراثنا معين لا ينضب “ أبهجت قلوب المسيرة الجماعية التي شارك بها ما يزيد عن 350 طالباً وطالبة من مختلف المراكز التابعة للنادي ارتدوا لباسا تراثيا أصيلا وتلفحوا بعلم الإمارات وساروا يهتفون ويغنون ويلوحون بأيديهم ويولاتهم تتوسطهم الخيول والجمال على أنغام موسيقى وأغان تراثية جميلة. المسيرة من تنظيم مركز السمحة وهو أحد المراكز السبعة التابعة للنادي، أما المراكز الأخرى فقد نظمت فقرات مختلفة، مثل مركزي سويحان والوثبة اللذين نظما عروضاً لركوب الهجن والخيول، وكلاهما قام بهما أطفال فرسان على درجة عالية من المهارة والتدريب. كما قدم مركز أبوظبي النسائي عروضا لألعاب الشعبية التي كانت تلعبها الفتيات مثل لعبة بنت الشيخ وشبير شبير وخريريفة مجيريفة ووين سيفي بالإضافة إلى معرض للمشغولات اليدوية التي قامت بها طالبات النادي مثل السدو والتلي وغيرها ومجسمات ورقية وطينية تعبر عن جانب من الحياة الإماراتية القديمة مثل بيوت الطين والأعشاب الطبيعية التي كانت تستخدم كأدوية قديما، وقدم أبوظبي عروض الألعاب الشعبية الخاصة بالأولاد والتي قدمتها مجموعة من طلبة المركز مثل لعبة الكرابي والتبة. أما مركز العين فقد كان له نشاط مميز وبارز من خلال تنظيمه لجزء كبير من الفعاليات مثل رقصة اليولة والحربية التي قام بها طلبته ونصبه لبيت الشعر وعرضه لطريقة الضيافة العربية الاماراتية الأصيلة كما كان علي النعيمي مدير مركز العين رئيسا للجنة استقبال الضيوف أو الجمهور وقد قام بدوره بتعريفهم بأنشطة المركز وتشجيعهم وأبنائهم على المسارعة للانخراط بها، وكذلك الأمر بالنسبة للمراكز الأخرى التي قدمت بروشورات تعريفية بأنشطتها وفعالياتها وأهدافها التي تندرج جميعها في خدمة التراث وتعميق مفاهيمه في نفوس الأجيال . من جانبه أشار سعيد بن علي المناعي مدير إدارة الأنشطة والسباقات البحرية في نادي تراث الإمارات إلى أنهم نظموا القافلة التراثية الثانية تزامنا واحتفالا بمرور 40 عاما على اتحاد الإمارات، مشيراً إلى أن أهداف القوافل التراثية التعريف برؤية النادي ورسالته وأهدافه المتمثلة في إحياء التراث وترسيخ الهوية الوطنية في أعماق الشباب والناشئة والتعريف بالوسائل التي يعتمدها النادي في تحقيق ذلك، بالإضافة إلى استقطاب الناشئة والشباب من الجنسين للانضمام إلى مراكز النادي التي تسعى جميعها إلى نشر ثقافة التراث الوطني واستلهام دلالاته الوطنية والتربوية القيمة. وأكد المناعي على الوسائل التي يتبعها نادي تراث الإمارات لتحقيق أهداف القوافل التراثية كالتي شهدناها في متنزه خليفة سابقا وحديقة الطوية اليوم من نماذج حية وعملية لعروض الفروسية والهجن والعادات والتقاليد وأدوات البحر والطبخ الشعبي والتلي والسدو ونقش الحناء والمشغولات اليدوية والألعاب الشعبية واليولة والصقارة ، وكذلك معرض صور تجسد رحلة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في بناء الدولة واخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات وذلك لتعريف الأجيال بدورهم الكبير في بناء الدولة، ومعرض صور آخر يشير إلى بعض أنشطة النادي التي قامت بها إدارة الأنشطة وقرية بوذيب للفروسية ومدرسة الامارات للشراع والقرية التراثية ومركز زايد العدل وإدارة السباقات .