أمين الدوبلي (أبوظبي)

أكدت البطلة مهرة الهنائي صاحبة فضية آسياد جاكرتا في منافسات الجو جيتسو، فخرها بأن تكون أول لاعبة إماراتية تحقق ميدالية فضية في الآسياد في مختلف الألعاب القتالية، مشيرة إلى أن سعادتها أكبر لكونها لم تتجاوز الـ 17 عاماً من عمرها، وأنها كانت تخطط لحصد الذهب في المنافسات، إلا أن القلق والتوتر وقلة الخبرة الدولية كانت وراء ضياع الذهب منها. وقالت الهنائي في أول حوار معها بعد الإنجاز القاري: كنت أثق في نفسي بالوصول إلى النزال النهائي في البطولة، لأن كل المعطيات في عام 2018 كانت تمنحني تلك الثقة، حيث فزت فيه بالذهبية الخامسة على التوالي في بطولة العالم للناشئين التي أقيمت في مارس الماضي بأبوظبي، كما فزت بجائزة أبوظبي العالمية كأفضل لاعبة إماراتية صاعدة، وبالتالي فإن عام 2018 بالنسبة لها كان وما زال يمثل عام الإنجازات.

وقالت الهنائي: استعددنا بشكل جيد لـ«آسياد جاكرتا» من خلال معسكرات طويلة في أبوظبي، حضرت لها عدد من اللاعبات البرازيليات والأوروبيات للاحتكاك معهن، وكان التحدي الأول بالنسبة لي هو إنقاص وزني من 55 كجم إلى 48 كجم، بواقع 7 كجم، لأنني قررت النزول بوزني للعب في فئة 49 كجم، بعد كنت قد شاركت في بطولة العالم بوزن 52 كجم، وكسبت هذا التحدي، ودخلنا البطولة بأمل رفع علم الدولة على منصات التتويج، وكان أول نزال بالنسبة لي أمام بطلة منغوليا هو أهم نزال، حيث تفوقت عليها بأفضلية حركة «الترايانجل» رغم أنها لاعبة قوية وأكبر مني سناً، ولم أجد أي صعوبة في تجاوز لاعبة فيتنام في نصف النهائي بنتيجة 14/‏‏‏‏ صفر، رغم قوتها، لأنني كنت قد اكتسبت الثقة اللازمة من النزال الأول.
وعن إعدادها النفسي قبل يوم البطولة، قالت الهنائي: ليلة البطولة كنت أشعر ببعض القلق، وعندما علمت بالقرعة ومن سأواجه في النزالين الأول والثاني، جلست مع نفسي فترة طويلة، وأخرجت ورقة وقلماً، ورسمت طريقي على الورق للوصول إلى النزال النهائي، ووضعت خطتي لعبور المنافسات في كل الأدوار لصعود منصات التتويج، وما زلت أحتفظ بتلك الورقة، وسأحتفظ بها طيلة حياتي، لأن ما رسمته تحقق بالفعل، وفي هذه الورقة كتبت أنني أمام لحظة أصنع فيها التاريخ، بل يجب أن أغير فيها تاريخ المرأة الرياضية الإماراتية في الألعاب القتالية، ولولا التوتر والخوف في النزال النهائي، لتوجت بالذهب، ولذلك فأنا أقول لو كان الخوف رجلاً لقتلته، لأنه حرمني من المركز الأول.
وعن توقعها حصد ميدالية في الآسياد، قالت: قبل سفري طالبني كل من حولي من الأسرة بتحقيق ميدالية، وتقديمها لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعاهدت نفسي على الوفاء بهذا العهد، ولم أتغيب أو أتأخر لحظة واحدة عن مواعيد التدريبات، وتشهد على ذلك فاطمة الظاهري مشرفة منتخب الفتيات، والتي أعتبرها والدتي خارج المنزل مع المدربة؛ لأنها وقفت بجواري ودعمتني كثيراً، وكانت أحد أهم أسباب فوزي بالميدالية من خلال تشجيعها وتحفيزها، وتوفير أفضل مناخ لي طوال مرحلة الاستعدادات.
وأضافت الهنائي: احتفلت بعيد ميلادي قبل البطولة بساعات، وحققت الكثير من المكاسب في هذه الدورة، حيث سجلت اسمي بأحرف من نور في سجل الإنجازات لرياضة المرأة الإماراتية، واكتسبت الخبرات اللازمة للمشاركة في مثل هذه البطولات رغم أنني ما زلت صغيرة، وتعرفت على أجواء الأولمبياد، وزاد طموحي في تتويج مسيرتي بتحقيق ميدالية أولمبية مع انضمام تلك الرياضة الغالية على نفوسنا إلى الألعاب المعتمدة في أولمبياد باريس، لقد رفعت تلك الميدالية سقف الطموح لدي، وجعلتني أعمل من الآن لحصد ذهبية الألعاب الآسيوية المقبلة في الصين، ولن أتأخر لحظة واحدة عن التدريبات.
وعن لحظات المجد في مسيرتها مع الجو جيتسو، قالت: أهم لحظة مجد في مسيرتي، هي اللحظة التي صافحت فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأسبوع الماضي، لدى استقباله الأبطال والبطلات الذين حصدوا ميداليات في الآسياد، وحينها هنأني سموه ووجهني بالاستمرار في التدريبات والاجتهاد في المشاركات، وفي الدراسة أيضاً، وكذلك عند وصولنا إلى مطار أبوظبي شعرت بالفخر عندما وجدت كبار المسؤولين وأسرتي يتوجونني بالورد، ووالدتي تقول لي لقد رفعتِ الرأس، وكنت عند حسن الظن بك، وقدمت أفضل عيدية للوطن في عيد الأضحى المبارك.
وعن التحديات المقبلة، تقول مهرة الهنائي: أستعد حالياً للسفر إلى لوس أنجلوس للمشاركة مع فريق العين في جولة أبوظبي جراند سلام، وبعدها أعود للدخول في الاستعدادات الخاصة بكل أنشطة الموسم الجديد المحلية والخارجية، وكما حققت لقب أفضل لاعبة إماراتية صاعدة العام الماضي، أتمنى أن أحقق المركز الأول أيضاً هذا العام، وأن أفوز كذلك بسادس ميدالية ذهبية في بطولة العالم للناشئين والشباب، وسوف تكون ميدالية جاكرتا مجرد بداية لمسيرتي مع الإنجازات، لأنني مقتنعة بأن المشوار ما زال طويلاً على بساط الجو جيتسو.
وعن اللاعبين الذين تتابعهم وترصد نزالاتهم للاستفادة منها، قالت: يبقى فيصل الكتبي لاعباً مهماً وبطلاً كبيراً بالنسبة لي ولكل جيلي، من البنين أو البنات، وعندما يلعب أتابع كيف يتحرك، وكيف يحصل على النقاط، وكيف يحول حلمه إلى واقع بصعود منصات التتويج في كل المحافل، وأتعلم كذلك من كل نزال أتابعه، وأتمنى أن أستمر على بساط الجو جيتسو لأصل إلى الحزام الأسود، حيث إنني ما زلت أحمل الحزام الأزرق حالياً، ويبقى أن يتم ترفيعي إلى البنفسجي، ثم البني، وكلاهما يحتاج زمناً طويلاً من العمل والاجتهاد والبطولات والإنجازات والتحدي من أجل عبورهما إلى الأسود.