إبراهيم سليم (أبوظبي)
انطلقت في العاصمة أبوظبي ومنطقتي العين والظفرة، أمس، فعاليات مهرجان أبوظبي للعلوم بمشاركة أكثر من 80 مبتكراً.
وعلى كورنيش أبوظبي، شهدت الفعاليات انطلاقة مميزة استقطبت آلاف الطلبة وأفراد المجتمع، فيما حرصت الأسر من كافة الجنسيات على اصطحاب أبنائها، الذين أبدوا إعجابهم بالخدمات والبرامج التفاعلية التي تضمنها المهرجان.
وشهدت أروقة الأنشطة تفاعلاً من الناشئة وتقاطر رواد المهرجان على حجز أماكنهم للاستمتاع بالمهرجان الذي يلبي حاجات الطلبة والأفراد للمعرفة والتعرف إلى الابتكارات نتاج العقول المواطنة وغير المواطنة.
قال المهندس سند حميد أحمد، المتحدث الرسمي لمهرجان أبوظبي للعلوم في دائرة التعليم والمعرفة، إن فعاليات المهرجان راعت تلبية احتياجات مختلف الشرائح العمرية، بما يتضمنه من أنشطة شيّقة وتفاعلية وتعليمية لجميع أفراد الأسرة، منوهاً إلى أهمية المهرجان، الذي بدأ مع شهر الإمارات للابتكار، في إلهام روح الاكتشاف والابتكار والإبداع بين جيل الناشئة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات.
ودعا كافة أفراد المجتمع إلى المشاركة في الأنشطة التفاعلية والتثقيفية التي تُلهم الجيل الناشئ في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والاطلاع على مبادرات وابتكارات الجهات الحكومية والأكاديمية ومؤسسات القطاع الخاص، والمبتكرين، مشيداً بحرص معظم المؤسسات الحكومية على المشاركة وتقديم أحدث ابتكاراتها في المهرجان.
الأب والابن مبتكران
قدمت أسرة المواطن سيف المزروعي ابتكارين ذوي صيغة أمنية، وهو ما يعكس روح المبادرة والتجاوب مع دعوات القيادة لخلق أجيال مبتكرة، إذ قدم سيف المزروعي الذي يملك ورشة داخل منزله ينفذ فيها ابتكاراته وأبناؤه أيضاً، ابتكار «الحقيبة الذكية 71»، وهي عبارة عن حقيبة تعمل بالطاقة الكهربائية والشمسية أيضاً، وتتميز باحتوائها علي منفذين للطاقة، إضافة إلي منفذي كهرباء بقوة 220 فولت، إضافة إلى USB، كما تحتوي على تلفزيون بحجم 20 بوصة، وساعة طاقة، ومنفذ تثبيت القنوات التلفزيونية، على العالم بأسره عبر الإنترنت، إضافة إلى كاميرا للمراقبة والاتصال المرئي.
وأشار المزروعي إلى أن استخدامات الحقيبة تصلح لمتابعة الأحداث من أرض الواقع، وتصلح لمساعدة الجهات العسكرية والأمنية، حيث تمكن من متابعة الحدث من أرض الواقع والتواصل مع القيادة، ويمكن الجهاز من شحن الأجهزة الأخرى، التي تملكها، لأنها تسهل العمل، وتصلح في الميادين وأماكن الصراعات حيث ترصد بصورة مباشرة، كما تتصل الحقيبة بالأقمار الاصطناعية، وتعمل بالطاقة الشمسية، وتمتلك مخزون طاقة شمسية بقوة 120 فولت مخزون من الطاقة الشمسة، ولديها القدرة على تحمل الصدمات وضد الماء، كما تتميز بالمرونة، ومزودة بطابعة وتصلح للمناطق الوعرة والوديان، ومرتبطة بأجهزة تتبع، كما أنه يمكن تفجيرها ذاتياً بضغطة زر في حال مخافة وقوعها في أيدي الآخرين.
«سنيار» للابن خليفة سيف المزروعي
وقدم المبتكر خليفة سيف المزروعي، الطالب في المرحلة الثانوية ابتكاراً أطلق عليه «سنيار»، وهو جهاز متعدد الاستخدامات، إذ يقوم بتنظيف الشواطئ من المخلفات، كما يساعد رجال الإطفاء على إخماد الحرائق في السفن والبواخر، وناقلات النفط والبضائع، ويمكنه الاقتراب من مصدر الحريق على مسافة 100 متر ومن ثم تقوم طائرة مسيرة «بدون طيار»، متواجدة على متنه برمي كرات الإطفاء «بودرة» على الحريق، وخاصة في أكثر المناطق التي يمكن أن تؤذي سلامة رجال الإطفاء.
وأشار خليفة إلى أن الجهاز «سنيار»، يتميز بسهولة حمله إلي أي مكان والتحكم فيه عن بعد، وهو يوفر حماية مثلى للإطفائيين، خاصة إن كانت هناك خطورة، في حالة الحرائق الكثيفة، وهو روبوت مسير ومزود بمادة مقاومة للحرارة، ومزود بمقياس حراري، وسريع الاستجابة، ويخفف من حدة الحرائق كما يعمل على تخفيض التكلفة الناجمة عن الحريق أو المواد المستخدمة في الإطفاء.
وعرضت حصة آل علي ابتكارها وهو عبارة عن طاولة ألعاب للأطفال وتقول: «كنت دائماً مهتمة بمساعدة البيئة والعودة إلى المجتمع، وقررت المساعدة في جعل المستقبل أكثر استدامة بجعل طاولة الألعاب لوحية، وتم تصميم لعبة الألواح لتعليم الأطفال من سن الثامنة حول الحيوانات المهددة بالانقراض».
نافذة إنقاذ
وقدمت المبتكرة نوف الكثيري، من مدرسة أم كلثوم الثانوية بالعين، ابتكارها المتمثل في تزويد النوافذ بأجهزة تفتح بالبصمة لتوفير حماية أكثر للأطفال وجعل التحكم في فتح النافذة بيد الأب أو الأم فقط، وبنت نوف فكرتها من تكرر حالات سقوط الأطفال مما يسبب الألم لأفراد المجتمع ففكرت في طريقة للحد من عمليات السقوط وتوصلت لاستخدام أجهزة وحساسات تعمل ببصمة اليد، كما يمكن تحديد وقت لفتح وإغلاق النافذة مع إصدار إنذار بأن النافذة مفتوحة. وأشارت إلى أن التحكم في النوافذ يصلح أيضاً بالمستشفيات والأماكن التي يخشى فيها وقوع حالات انتحار أو يكثر فيها تواجد الأطفال.
كما قدمت ابتكاراً آخر يضمن سلامة العمال إثناء القيام بعمليات التنظيف للنوافذ في الأبراج والأماكن العامة والمرتفعة بحيث يعمل بطريقة آليه من خلال وضع سائل التنظيف والغسيل والتجفيف عن بعد، وجاءت الفكرة بعد تكرار حوادث أدت إلى إصابة عمال. والابتكار الذي قدمته نوف الكثيري حسبما أشارت الهدف منه مساعدة العمال دون إلحاق أضرار بهم. وتقول نوف: بعد ازدياد نسبة سقوط الأطفال من النوافذ في البنايات المرتفعة وكذلك انتشار ظاهرة الانتحار سواء كانت من المستشفيات أو الشقق، جاءت فكرة هذا الابتكار «النافذة المنقذة للأرواح». وهي نافذة لا يمكن فتحها إلا للأشخاص المخول لهم حيث إنه سيتم تسجيل بصمة الأشخاص وذلك بحفظ بصمتهم، لتجنب أي تصرف قد يعرض حياة الناس للخطر، كما تمت برمجة النافذة للإغلاق إذا استمرت مفتوحة لأكثر من 15 دقيقة لضمان عدم نسيان النافذة مفتوحة، (يمكن لملاك النافذة تحديد الوقت اللازم للإغلاق) وهذا الابتكار سيفيد المنازل والمدارس والمستشفيات بشكل خاص.
وأضافت: «كما قمت بتركيب جهاز صغير في كل نافذة يقوم بتنظيفها بدون أي تدخل من أي شخص وذلك للتخفيف على العمال الذين يخاطرون بأنفسهم لتنظيف المباني والأبراج العالية التي قد تستغرق الكثير من الوقت لتنظيفها، ومثالاً على ذلك برج خليفة الذي قد يستغرق ثلاثة أشهر لتنظيفه وقد تتعرض حياة العمال للخطر، وسيكون هناك زر واحد وبمجرد أن نكبس الزر سيقوم الجهاز بتنظيف جميع النوافذ عبر نثر الماء والصابون حول النافذة وشطفه بكل سهولة».
تحليل الصخور على المريخ
ابتكرت الطالبة شهد علي اليماحي، الطالبة بمعهد التكنولوجيا التطبيقية بأبوظبي، جهازاً يعمل على تحليل الصخور على المريخ باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم الجهاز بتحليل الصخور أو الصور ومقارنتها بالصخور الموجودة على الأرض، كما يمكن للجهاز تحديد الأماكن التي يتواجد فيها الماء بصورة أكبر، مشيرة إلى أن الفكرة جاءت مع استعداد الدولة لإرسال مسبار إلى المريخ، حيث يعمل الجهاز على تحليل الصخور بدقة عالية ويعطي النتائج مباشرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما يحلل كل المكونات الموجودة بالصخرة المراد تحليلها.
روبوت الفضاء الزراعي
قام فريق من طلبة مدرسة خليفة بن زايد بالعين بابتكار «روبوت الفضاء الزراعي» ويقدم الروبوت مساعدة لرواد الفضاء وتوفير الغذاء والحماية المثلى لهم، وتعتمد الفكرة على تطوير الروبوت للقيام بالأعمال الزراعية في الفضاء وتقليل استخدام السماد والمياه من أجل سلامة وصحة رواد الفضاء.
وأشار الطالب وهيب الشيباني إلى قيام الروبوت باتباع 5 خطوات للروبوت الزراعي تشتمل على الحرث والحفر ووضع البذور والسماد والماء، كما يعمل بالطاقة الشمسية، ولفت إلى إجراء البحوث التجريبية بمعمل المدرسة من خلال فريق مكون من 20 طالباً إذ يعمل الروبوت باستخدام الذكاء الاصطناعي.
75 ورشة عمل.. 20 ابتكاراً.. 80 مبتكراً
أكد المهندس سند حميد أحمد، مشاركة أكثر من 80 مبتكراً، في المهرجان وعرض 20 ابتكاراً متنوعاً ومميزاً، وتنظيم 75 ورشة عمل ونشاطاً علمياً، ومن المتوقع زيارة 19440 طالباً وطالبة للمهرجان بأبوظبي، وفي منطقة العين سيتم تنظيم 22 ورشة عمل تفاعلية، ومن المتوقع زيارة 8280 طالباً وطالبة، وفي منطقة الظفرة سيتم تنظيم 5 ورش عمل تفاعلية، ومن المتوقع زيارة 1440 طالباً وطالبة. هذا ومن المتوقع زيارة ما يقارب 120 ألف زائر للفعاليات في أبوظبي والعين والظفرة. وتنعقد فعاليات «مهرجان أبوظبي للعلوم»، على كورنيش أبوظبي، وفي منطقة العين «حديقة الجاهلي»، وفي منطقة الظفرة «سيتي مول»، وهي متاحة لزيارات طلبة المدارس من الساعة 9 صباحاً وحتى 1 ظهراً، بينما ستكون متاحة للجمهور من الساعة 4 عصراً وحتى 10 مساءً خلال أيام الأسبوع، ومن الساعة 2 ظهراً حتى 10 مساءً خلال عطلة نهاية الأسبوع حتى 8 فبراير 2020.
وتجمع دائرة التعليم والمعرفة الجهات الحكومية تحت مظلة واحدة في «مهرجان أبوظبي للعلوم»، لتقديم مبادرات تعمل على تحفيز الابتكار في جميع المجالات، والاحتفاء بالمبتكرين من أفراد ومؤسسات مع توفير منصة لعرض الابتكارات.