مصطفى الديب (أبوظبي)

يحل الجزيرة ضيفاً على العين مساء بعد غد، ضمن الجولة السادسة لدوري الخليج العربي، وهي قمة بلا نزاع، وتشهد المباراة عدداً من المفارقات، يكفي أنها الأولى التي يلتقي فيها عمر عبدالرحمن، لاعب الجزيرة، فريقه السابق بشكل مباشر، وفي بطولة رسمية، وكذلك الحال بالنسبة لعامر عبد الرحمن الذي رحل عن «الزعيم» مع نهاية الموسم الماضي، وانتقل إلى «فخر أبوظبي».
وتكمن المفارقة الأكبر في المواجهة بين الشقيقين عمر عبدالرحمن، ومحمد عبدالرحمن في الملعب، خاصة أن «عجب» ربما يكون مكلفاً برقابة «عموري».
الجماهير على موعد مع مشهد مثير في دورينا، وينتظر كل طرف تفوق أحد الشقيقين لمصلحة الفريق الذي يشجعه، وإذا كانت الإثارة حاضرة في المدرجات وأمام الشاشات، كيف يكون موقف أسرة الشقيقين، ومع من يقف الأب، ولمن تدعو الأم، وهل يكون التعادل حلاً مثالياً لخروج الأسرة من «الحرج»؟.
صحيح أننا في عالم الاحتراف، إلا أن العاطفة تلعب دوراً كبيراً في تحريك المشاعر تجاه الفرق، خصوصاً لهؤلاء الذين لا يوجدون على المستطيل الأخضر، سواء المشجعين أو أسر اللاعبين.
مواجهة الشقيقين عبدالرحمن لن تكون الأولى في ملاعبنا، حيث تواجه من قبل عبدالسلام وعبدالرحيم جمعة، عندما انتقل الأول من الوحدة إلى الجزيرة، وكذلك التقى سبيت خاطر وجمعة خاطر، عندما ارتدى سبيت قميص الجزيرة، وجمعة في الظفرة، وهناك إسماعيل مطر وياسر مطر، حيث واجه «سمعة» شقيقه الصغير، عندما انتقل إلى الجزيرة، وقبل هذا الجيل، تواجه الشقيقان مبارك غانم وخليل غانم، عندما لعب الأول في الأهلي، والثاني في الجزيرة.
وعلى صعيد الملاعب العربية، تقابل نايف هزازي نجم اتحاد جدة السعودي، مع شقيقه إبراهيم في أهلي جدة، وفي الدوري المصري حالة مشابهة تماماً بين عبدالله جمعة «الزمالك»، وصالح جمعة «الأهلي»، وهما الغريمان التقليديان، وكذلك محمود علاء مدافع «القلعة البيضاء»، وأحمد علاء الذي لعب لفترة بقميص «الأحمر». وفي الأجيال القديمة، هناك طارق خليل «الأهلي» وعلي خليل «الزمالك» لكنهما لم يتواجها معاً، وإكرامي الشحات حارس «الشياطين الحمر»، وإحسان الشحات لاعب «القلعة البيضاء»، وشمس حامد الذي ارتدى القميص الأحمر، وبدر حامد بالقميص الأبيض. الموقف الذي وصفه الكثيرون بالصعب والمؤثر، هو ما تعرض له الشقيقان عبدالله وصالح جمعة في القمة التي جمعت الأهلي والزمالك نهاية الموسم الماضي، وكانت المباراة غاية في القوة، ومن عوامل حسم الدوري، ووقفت والدة اللاعبين حائرة، وتدعو بانتهاء اللقاء بالتعادل، حتى لا يحزن أحد أبنائها.
وقال صالح جمعة في روايته لموقف والدته عقب اللقاء الذي فاز به الأهلي إنه تلقى اتصالاً من والدته لتهنئته على الفوز، وكانت تعتقد أنه عائد إلى البيت مع فريقه، لكنها اكتشفت أنه مع شقيقه لاعب الزمالك، وهنأته، بينما حرصت على مواساة عبدالله، وقالت له «الأهلي فاز بالدوري، والزمالك فاز بالكونفدرالية الأفريقية» فلا تحزن على ذلك، وأنت كنت رائعاً. وأكد صالح جمعة أن والدته كانت تتمنى التعادل بين قطبي الكرة المصرية، وقالتها لهما صراحة حتى لا يحزن أحد أبنائها، كما أكد أنها تشجع الأهلي والزمالك معاً عندما يلعب كل فريق، حتى يفرح أبناؤها بالفوز على الأندية الأخرى.